كيفة و كيدار والحلم الجميل (الحلقة الثالثة)
السبت
13 حزيران (يونيو) 2015
19:13
احمد جبريل عبد الله
- لذة سماع الفنان ولد عوه على طريق الأمل، لا تعادلها إلا الراحة التي نزلت على كيدار ورفاقه عندما هاجروا حرارة كيفة، التي تزوجت زواجا غير شرعي بالعطش الأسطوري.
- لم تكن هلوسات الأمل قد غادرت رأس كيدار وهو يسوق سيارته العجوز عابرا من "كندْرَه" تاركا كيفه وراء ظهره، فقد قال لأصدقائه إن الماء الشـِّـرب سيدخل كيفه لا محالة، لأن موريتانيا باقية بعد عمليات السلب والنهب، وسينهب من شاء ما شاء، لكن تراب موريتانيا ومواردها وثروتها باقية بقاء الدنيا.. كيف لا تشرب كيفه حينها وهي تقع في نصف موريتانيا، ستعانقها تكانت، وتحنو عليها البراكنه، ويدنو منها الحوض الغربي، ويطل عليها الحوض الغربي باسما، تراسلها انواكشوط رسائل غرامية مليئة غزليات مجنون منت البار. أما انواذيبو واترارزه فسيقفان يبكيان عند سد فم لكليته، ينتظران فائضا من الماء يحملانه للمدينة، فيما سيشمر آدرار عن ذراعيه ويأخذ الدلو مستعينا بأختيه كيديماغا وسيليبابي حتى يسقوا نباتات كيفة ومزارعها، أ ليس للأوطان كامل الحق في البقاء بعد زوال المفسدين؟
- همس كيدار بذلك لأصدقائه وأقنعهم أن سبب عطش كيفه يعود للفساد المالي، والبشارة أن السيد الرئيس قال إنه في صدد محاربة الفساد، لأن كيدار كان متأكدا أن المفسدين الماليين إذا نجا بعضهم من المتابعة وتستر عليه أقربوه، فإنه لن ينجو من النظام الجبائي الممول من طرف الشركاء في التنمية وخاصة البنك الدولي. هذا النظام لا يعرف القبائل الموريتانية، وليست لديه علاقة بمرضعات المفسدين، ولا خبر وراثي موريتاني يسمح له بقبول الرشوة، ولا يميـّز "لغْنَ" الحساني ولا يفهمه، الشيء الذي سيجعل المتقربين إليه بالمدح "يحلبون نوقهم في الظاية". وبسبب قاعدة البيانات هذه، دخل رجال مقربون من النظام "فنتْ سيسْ"، لأن الحماية التسترية التي كان يوفرها لهم نظام الحكم، لم يوفرها لهم نظام المعلوماتية، ياللعدالة الإلهية.
- (واستغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا) صدق الله العظيم.
- يتواصل إن شاء الله.
1
مشاركة
اضف تعقيبا