بيان:
اجتمع المكتب التنفيذي للتحالف الشعبي التقدمي مساء الخميس 10 مايو 2012 لتدارس تطورات الساحة الوطنية والتحديات الجمة التي عرفتها البلاد في الآونة الأخيرة كما تعرض للأوضاع في شبه المنطقة. وبخصوص الحالة الوطنية فقد:
سجل بارتياح كبير النتائج الايجابية التي تمخض عنها الحوار الوطني بين الأغلبية الرئاسية و أحزاب من المعارضة الديمقراطية و أكد استعداد الحزب الكامل لبذل كافة الجهود الممكنة لضمان التطبيق الشامل لهذه النتائج.
جدد تمسك الحزب المطلق بالحوار السياسي سبيلا وحيدا لإيجاد حلول سلمية، فعلية ودائمة لمختلف المشكلات التي يعاني منها الشعب الموريتاني
كرر، بهذه المناسبة دعوته لكافة الفاعلين السياسيين من أغلبية رئاسية و أحزاب معارضة ديمقراطية بما فيها منسقية أحزاب المعارضة إلى مهما كلف ذلك وإلى جعل المصلحة العليا للبلد فوق كل الاعتبارات. و فيما يتعلق بالأزمة الاقتصادية و الاجتماعية الخطيرة التي تعيشها البلاد، عبر المكتب عن قلقه من تدهور الأوضاع المعيشية للسكان نتيجة موجة الغلاء المتزايدة وتدني الخدمات الصحية والاجتماعية . حيث ازدادت هذه الأوضاع تفاقما بسبب موجة الجفاف الحادة التي شهدتها البلاد هذه السنة نتيجة النقص الكبير في التساقطات المطرية، الشيء الذي كان له بالغ الأثر في حياة المواطنين و مواشيهم التي عرفت نفوقا جماعيا متزايدا بسبب قلة المراعي وندرة نقاط المياه. و خلال الفترة الماضية انتظر المواطنون طويلا متطلعين إلى ما أعلنت عنه الحكومة من وعود برصد مبالغ معتبرة لمساعدة هؤلاء المواطنين على مواجهة هذه الوضعية ولكن وبعد مضي قرابة خمسة أشهر على انطلاق ما سمي ببرنامج أمل 2012، ظهر بجلاء عجز السياسة المتبعة عن تغطية الحد الأدنى من حاجيات المواطنين حيث تميز البرنامج المذكور بالتخبط وقلة الكميات المتوفرة وسوء توزيعها كما عرف في العديد من المناطق الداخلية تلاعبا كبيرا من طرف الادارة. إن المكتب التنفيذي إذ يؤكد وقوف التحالف الشعبي التقدمي الحازم إلى جانب المواطنين المتضررين في المناطق الريفية، ليدعو الحكومة الى اعتماد وتعميم سياسة فعالة في هذا المجال تتسم بالعدل و المساواة و تكون قادرة على تلبية حاجيات المواطنين من خلال توفير المواد الغذائية الأولية وأعلاف الحيوان بكميات كافية و بأسعار مخفضة. و حول ما قامت به المجموعة التي تطلق على نفسها ايرا من حرق لعدد من كتب الفقه المالكي فإن المكتب يؤكد تبنيه للموقف الذي أصدرته اللجنة الاعلامية للحزب يوم 29 ابريل الماضي، معبرا عن استهجانه وتنديده الشديد بهذا العمل الشنيع حيث اعتبره عملا طائشا، شاذا ومعزولا لا يمكن تحميل مسؤوليته بأي حال من الأحوال لجهة أو شريحة اجتماعية بعينها لخلق شرخ في وحدة الشعب و تماسكه متمنيا أن لا يكون مواطنون أبرياء قد تضرروا في عين المكان أثناء عملية اعتقال المطلوبين.
و بهذه المناسبة فإن المكتب يدعو الشعب الموريتاني بكافة مكوناته إلى محاربة ظاهرة الرق و القضاء عليها نهائيا و ذلك باعتبارها ظاهرة مشينة ومرفوضة و هنا يهيب بالجميع داعيا إلى اعتماد الرؤية السليمة للإسلام بوصفه دين الحرية والعدل والمساواة والتسامح والابتعاد كلية عن التفسيرات الخاطئة التي تستغل الدين وتحاول استخدامه وسيلة لتكريس واقع اجتماعي واقتصادي ظالم.
و بخصوص الأوضاع في جمهورية مالي الشقيقة فقد جدد المكتب اهتمام التحالف الشعبي التقدمي البالغ بهذه القضية ودعا كافة الفاعلين في بلادنا إلى العمل الجاد بغية مساعدة الشعب المالي على استعادته الأمن و السلام عبر المفاوضات وفي اطار احترام وحدته الترابية.
وفي الأخير سجل المكتب التنفيذي بارتياح كبير ما لاقاه مؤخرا خطاب الحزب وخطه السياسي من تجاوب واسع من لدن جموع المواطنين تمثل ذلك في الاقبال المكثف عليه و من انضمامات جديدة و هو اذ يهنئ نفسه بهذه المناسبة السعيدة، يدعو الهياكل الحزبية و المناضلين كافة إلى الترحيب الحار بالمنتسبين الجدد ودمجهم في الأنشطة الحزبية في أحسن الظروف.
انواكشوط في 12 مايو 2012
المكتب التنفيذي