بعد أن كان على سكان مدينة كيفه التعايش مع العطش طوال هذا الصيف الحار، جاء الدور على الكهرباء لتدخل مرحلة احتضار تهدد هي الأخرى حياة سكان أكبر مدينة في موريتانيا بعد العاصمة نواكشوط. إذ عادت عدة أحياء بالمدينة إلى أحياء طرق الإنارة التقليدية بعد غياب التيار الكهربائي.
ثم أصيب هذا التيار بضعف شديد حتى عجز عن شحن الهواتف في أحياء أخرى هذه الوضعية أدت إلي خسائر كبيرة تكبدها أصحاب البقالات والمطاعم ودفع ثمنها المواطنون من معداتهم وأجهزتهم المنزلية، ينضاف الي ذلك تعطل الورشات و الكثير من الأنشطة التي تعتمد عليها شرائح عريضة من سكان المدينة ، الشيئ الذي زاد من وطأة الحياة المعيشية على المواطنين . وضاعف من متاعبهم وهم المنهكون أصلا. هذا ويعزي بعض الفنيين في الوكالة المحلية لصوملك الحالة المزرية للمولدات الكهربائية إلي كونها تعمل طوال الوقت لافتقار الوكالة لعدد من المولدات تتناوب على العمل. كما لحقت بأحد أهم " كوابل الشبكة " والذي يمد الأحياء الشرقية بتلف تطلب إصلاحه مجيئ فريق من انواكشوط وقد عجز عن إصلاح العطب ولا يزال مسؤولو الشركة يهدأون من يحتج من المواطنين أن فريقا آخر لإصلاح " الكابل " هو في الطريق ويتخوف السكان من أن تكون هذه الوضعية ستطول مثلما وقع سنة 2009 .
هذا ونشير إلى أن مياه شبكة كيفه قد توقف تدفقها إلى أغلبية أحياء المدينة نظرا لتناقص شديد عرفه منسوب المياه في آبار الشبكة منذ منتصف مارس وقد بلغت أسعار المياه في المدينة حاليا أرقاما قياسية وأن أغلبية السكان وجدوا أنفسهم مضطرين لاستخدام مياه الآبار غير المؤهلة وغير الصحية.
تجتهد شركتا الماء والكهرباء بكيفه في إصدار الفواتير وإلزام الزبناء بالتسديد العاجل ، بل يكثر عدد الزبناء الذين تصادفهم وهم يحتجون عند مكاتب هذه الشركات مشككين في صحة ما تفرضه من مبالغ. ورغم ذلك فقد أصبحت الشركتان عاجزتان عن تلبية الحد الأدنى من حاجيات المواطنين.
حسمت شعوب العالم مسألة الماء والكهرباء منذ قرون وتجاوزت بعيدا إلى خدمات ومشاريع أخرى أكثر تطورا ورفاه ونحن في هذا البلد الغني بثرواته لم نحسم بعد قضية حنفية وسلك كهرباء !