يوم الجمعة بتاريخ 28 أبريل 2012، و بحضور رئيس مبادرة المقاومة من أجل الانعتاق في موريتانيا (إيرا)، السيد بيرام الداه اعبيد، تم حرق مجموعة من الكتب المرجعية للمذهب المالكي، و هو المذهب الذي يتّبعه عدد كبير من المسلمين في العالم، من بينهم الأغلبية الساحقة من الموريتانيين. و تشتبه إيرا في أن بعض محتويات هذه الكتب يساهم في إدامة و إضفاء الشرعية على ممارسة الرق.
و يؤكد برام الداه اعبيد في مقابلة أجرتها معه بعض المواقع الإلكترونية قبل ساعات من اعتقاله، أنه تم نزع جميع الأوراق التي تحتوي على آيات قرآنية أو مقتطفات من الحديث النبوي الشريف، قبل عملية الحرق. كما أكد في نفس المقابلة تشبثه بهذين المصدرين الرئيسين للتشريع الإسلامي.
و على الرغم من هذه الإحتياطات من طرف السيد برام الداه اعبيد و على الرغم من الإعتذار و الأسف الذين عبرت عنهما إيرا للموريتانين، فإن عملية حرق الكتب قد تركت تأثيرا بالغا في نفوس مواطنينا.
و بصدفة غريبة تزامن حرق هذه الكتب مع إطلاق نظام ولد عبد العزيز لحملة لم يسبق لها مثيل، تتخذ من شعور الموريتانيين بالإهانة مطية مُشينة لها. فينطلق التلفزيون الرسمي إلى جانب الإذاعة و المواقع المأمورة، يُقَدمون ولد عبد العزيز على أنه حامي الحمى و الدين و الوصي الأمين على المذهب المالكي. ثم تُثار مظاهرات غاضبة، فتؤطّر و تُساق إلى داخل حدائق القصر الرئاسي حيث يستقبلها ولد عبد العزيز. تكرر ذلك مرتين خلال يومين متتاليين، في حين نذكر أنه منذ أسابيع قليلة تم في نفس الحدائق مواجهة اعتصام الخريجين العاطلين عن العمل، بقمع مفرط في الوحشية. و قد أُعطيت تعليمات للعلماء و الأئمة كي يطالبوا بالتطبيق الصارم للشريعة ضد برام الداه اعبيد و زملائه.
ثم قارّة بعد قارة، يُستدعى أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في البلاد، كي يُحاطوا علما بتفاصيل و تطورات "القضية".
ثم يُخصَّص مجلس الوزراء ل"الحفاظ على القيم الوطنية و إلحاق العقاب بمن يسيؤون إليها". و بالإضافة إلى بِرام، يطارَد الناشطون و المتعاطفون مع إيرا و يُزَج بهم وراء القضبان، حيث يصل عددهم إلى عشرة لحد الآن.
بعد المثول الأول أمام المدعي العام، يتم تسليم السجناء إلى مديرية الأمن الإقليمي من أجل ما يشار إليه ب"مزيد من التحقيقات".
إلى جانب هذا يحشد الحزب الحاكم وزراء الجمهورية و كبار المسؤولين في الدولة -و من بينهم رئيس المحكمة العليا و المفتش العام للدولة- في إطار "حملة توعية حول إنجازات ولد عبد العزيز"، تحت عنوان "كلنا مع عزيز".
نحن الموقعون أسفله نعلن ما يلي:
1. إننا نشاطر الموريتانيين استياءهم إثر حرق كتب الفقه الإسلامي
2. نطالب بفتح حوار جدي و نزيه حول مضمون البرامج التعليمية في مدارسنا من التعليم العام و الأصلي، يتم إثره سحب كل دليل قانوني من شأنه أن يبرر أو يشجع الممارسات الإسترقاقية أو التمييزية.
3. نطالب علماءنا الموقرين بأخذ زمام المبادرة في مكافحة العبودية من خلال استعادة و تقديم الرؤية التحريرية للإسلام.
4. ندين الإستغلال الإنتهازي المشين لهذه القضية من طرف نظام ولد عبد العزيز، و هو الذي أطل علينا من انواذيبو منذ بعض الوقت، ليسْخر من اللحى ناعتا من يحملونها بالكذابين.
5. نطالب بالإفراج عن نشطاء إيرا بمن فيهم رئيسها برام الداه اعبيد، و نحمّل ولد عبد العزيز المسؤولية عن أي شيء يحدث لهم.
مايو 2012 4
للتوقيع على هذه العريضة يرجى النقر الرابط التالي: