شلل فى أداء حكومة المهندس
الثلاثاء
19 أيار (مايو) 2015
13:09
عبدالله ولد محمدو ولد الشيخ المحفوظ
- كان الرئيس محمد ولد عبدالعزيز قد عين فى شهر أغسطس من العام المنصرم المهندس يحي ولد حدمين , وزيرا أول , وهو المعروف بخبرته وبكفاءته العالية , ابان مايناهز أربعة عقود من الخدمة فى الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (سنيم), وتوليه لعدة إدارات ومؤسسات كبيرة , توجت بدخوله الحكومة وزيرا للتجهيز والنقل , هذا القطاع الذي كان محوريا فى تحقيق جزء هام من انجازات رئيس الجمهورية خلال مأموريته الأولى .
- وهو ماجعل آمال المواطنين معلقة على هذه الحكومة وعلى الوزير الأول الجديد لإشرافه على تنفيذ البرنامج الإنتخابي للرئيس , فى بداية مأموريته الثانية , والذي يهدف فى مجمله إلى تدوير عملية النمو فى البلاد سبيلا لتحسين ظروف حياة المواطن الموريتاني البسيط .
- إلا أن معالي المهندس لم يكن ملما بخصوصية ومتطلبات وحجم المهام الموكلة إليه , إذ أن منصب الوزير الأول , ورغم أنه منصب غير إنتخابي , لكنه أعلى هرم فى الجهاز التنفيذي , يُعنى بالتنسيق والإشراف على أداء العمل الحكومي بشكل عام , وهو العين المتابعة لتنفيذ المشاريع الوطنية الكبرى والساهرة على القضايا الوطنية , والعمل على تعزيز مكتسبات شعبنا وتطلعاته نحو مستقبل واعد فى دولة مدنية حديثة وحياة حرة كريمة .
- وعليه فإن هذا المنصب لايعتبر منصبا فنيا محضا يُعنى بحساب تركيبة المتر المكعب من الإسمنت المسلح أوبتصميم جسر أوأرضية مدعمة أوبتقدير تكلفة كلم من من طريق معبد.
- بل هو منصب سياسي , إستراتيجي , إداري, إقتصادي , يتطلب ضرورة السمو عن المتاهات والصراعات والشخصنة .
- وعلى الوزير الأول أن يعي أنه وزيرا أول للجمهورية الإسلامية الموريتانية , وليس لعرق أوجهة أوفئة أوقبيلة , أحرى أن يكون لمجموعة ضيقة أوأسرة .
- إن عدم فهم معالي المهندس للأسف لمهام منصبه الجديد هو ماجعله يتخندق كطرف فى عديد الصراعات السياسية والجهوية والمقاطعية والقبلية والأسرية , وهو ماكان له أثر سلبي على أداءه لمهامه , نظرا لطغيان الحسابات الضيقة على المصالح العليا للوطن.
- إن سلوكا كهذا هو ماجعله ( وهذا ليس سرا ) يصطدم بوزراء من حكومته يشرف أغلبهم على قطاعات حساسة وحيوية للمواطن الموريتاني , بعضها سيادي وبعضها الآخر خدمي , وهو ماأضفى فشلا على أداء حكومة المهندس , ولم يستطع معاليه رغم فنيته العالية حتى من التكتم عليه .
- ليبقى المواطن الموريتاني ورئيس الجمهورية , كضحيتين تعانيان من هذا الفشل الذريع .
- فرئيس محبط ومحرج أمام مواطنيه لتعثر دام قرابة العام , من مأمورية عجز المهندس خلالها عن تنفيذ الدفعة الأولى من برنامجه الإنتخابي الذي تعهد به لمواطنيه من جهة , ومن جهة أخرى أحرجه بخلافاته مع عديد الوزاء الذين يحظى بعضهم بثقة وتقدير كبيرين من الرئيس , وهو ماجعله فى حيرة بين أمران أحلاهما مر :
- إما إقالة الحكومة وهي مسألة عادية , غير أنها مؤشر على عدم التوفيق فى إختيار رئيس أول حكومة فى مأموريته الثانية .
- أوالتضحية بأغب الوزراء الذين أثبت بعضهم كفاءتهم ومقدرتهم على تسيير القطاعات الموكلة إليهم , إضافة إلى تنوع مشاربهم الإجتماعية .
- ومواطن تبخرت آماله وأحلامه فى الحصول على جزء مماتعهد له به رئيس انتخبه فى أيام حارة , والمتعلقة بتحسين ظروف معيشته , ودواء سقمه , وتعليم أبنائه , وتشغيل شبابه , وسقي ظمئه , وإنارة ظلمته , والحفاظ على مقدساته وهويته وتراثه , والدفاع عن وحدته والذود عن وطنه وحوزته الترابية .
- ليصبح المواطن الموريتاني الآن وأكثر من أي وقت مضى لاشيئ يواسيه سوى تعلقه بمن انتخبه وثقته فى قدرته على التدخل لوقف هذه المهزلة حتى لاتتحول إلى مأساة شعب .
اضف تعقيبا