- ٱزداد التّوتّر حدّة في شمال مالي منذ يوم 27 أفريل إثر ٱستحواذ القوى الموالية لباماكو على مدينة ميناكا (حدود النّيجر) الّتي كانت تسيطر عليها تنسيقيّة الأزواد. ردّ الفعل جاء سريعا بٱستهداف عسكريّين وطفل بقرية قوندام القريبة من حدود موريتانيا إلى جانب الهجوم على سيّارتين تابعتين لفيلق الأمم المتّحدة بطمبكتو.
- لا تخفى على أحد علاقة التّرابط بين مختلف هذه الأحداث. فمنذ حدوثها وشمال مالي في حالة غليان تمتدّ من قرية قوندام في حدود موريتانيا إلى مدينة ميناكا في حدود النّيجر مرورا بمدن طمبكتو وقاو وكيدال، وهذا التّوتّر لم يشفع له ٱتّفاق الصّلح المرتقب في العاصمة الجزائريّة.
- ولقد كانت ميناكا تحت سيطرة الأزواد منذ ماي 2014 مثل أغلب المناطق الصّحراويّة الممتدّة من جنوب كيدال وحتّى حدود النّيجر. هذا وتتّخذ الأمم المتّحدة من قوندام مقرّا لجزء من قوّاتها. ولكنّ فريقا من الطّوارق قد ٱستولى يوم 27 أفريل على قوندام كما أنّ مجموعات من المواطنين قاموا من الغد بمسيرة للمطالبة بعودة الجيش المالي إلى المنطقة. وقد سلّموا رسالة في الغرض إلى القوّات الدّولية.
- ويؤكد شابّ عمره 21 سنة ’ لقد سئمنا الحرب ونتمنّى العودة إلى وضعيّة السّلم الأهلي في القريب العاجل ’ مضيفا بأنّ السّاكنة ممتعضة من وضعّية الحرب هذه ’ الحرب شيء مرعب . ويتذكّر هذا الشّاب كيف منع بأعجوبة لمّا سقطت قذيفة على موقعهم فمات أربعة من أقرانه بينما أنقذته جرعة ماء ذهب لِجلبها. لقد كان هذا الشّاب مقاتلا مع ثلاث فرق مختلفة في الحرب الجارية منذ 2012 في مالي قبل أن يهرب بجلده خلال تقاتل داخلي في آخر مجموعة حارب معها وكان ذلك منذ ثلاثة أشهر.
- غداة الهجوم على ميناكا، أصدر الأزواد بلاغا ذكروا فيه أنّهم سيدافعون بالسّلاح على أنفسهم وقد جاء هجوم قوندام في اليوم الموالي وذهب ضحيّته ضابط رئيس مركز الحرس بالمدينة وعسكريّ وطفل من أقارب الضّابط. كما أنّ سيّارتين تابعتين للأمم المتّحدة قد وقعت مهاجمتهما قرب طمبكتو. وإن كان لا أحد قد تبنّى العمليّتين فكلّ الأسهم متّجهة نحو الأزواد.
- ومع هذه التّطوّرات على الميدان، يخشى الجميع على مآل المفاوضات للوصول إلى ٱتّفاق سلام نهائي في مالي، مبرمج للإمضاء منتصف هذا الشّهر. فأصدر الممثّل الخاصّ للأمم المتّحدة منجي حمدي بلاغا دعا فيه إلى وقف إطلاق النّار وإلى رجوع كلّ طرف إلى مواقعه الأصليّة. ويؤكّد البلاغ ’ خشيته على مسار السّلام في مالي ’ .
- من جانب آخر، يتبادل الجميع الٱتّهامات حول المسؤوليّة في تدهور الأوضاع. فالحكومة الماليّة تذكّر بٱتّفاقيّة وقف النّزاعات الممضاة في 24 جويلية 2014 والمؤكّدة في 19 فيفري 2015. كما يؤكّد هبالا آغ أزمتال، أحد قادة المجموعة القريبة من باماكو أنّ قوّاته قد وقع ٱستفزازها فردّت الفعل. في حين يندّد الأزواد ب ’ تجاوزات حكومة باماكو وخرقها المتواصل لٱتّفاق وقف إطلاق النّار وعدم قدرتهم على التّمادي في غضّ الطّرف على تجاوزات الطّرف المقابل ’ ويدعو بيان الأزواد الوساطة الجزائريّة والمجموعة الدّوليّة إلى’ تحمّل مسؤوليّتها كاملة والتّنديد بهذه الممارسات ’ ، لافتا النّظر إلى أنّ ’ هذه الخروقات تأتي في وقت أبدى فيه الأزواد استعدادهم لإمضاء ٱتّفاق السّلام في أقرب الآجال وبلّغوا ذلك إلى الممثّل الخاصّ للأمم المتّحدة ’.
- من الواضح أنّ كلّ طرف يسعى إلى الضّغط والمناورة على الميدان قبل أسابيع من الٱتّفاق المنتظر بالجزائر.
dune-voices