مصعوقا أمام الواقع المدجّج بالتّناقضات،الذّي يفرز عناصر غارقة في الكاريكاتيريّة إلى حدّ الفجيعة،يباغتنا "بيرام" بفعلته الشّنيعة المتمثّلة في حرق ما سمّاها بالكتب" الصّفراء" ،مع أنّ هذا المفهوم ينضاف لمفهوم أطلقه سيّده سابقا على كتاب أعطاه اللّون "الأخضر" مع أن البون شاسع بين الإثنين،كي نرى أنّنا حقّا أمام صوت يمتاز بخصوصيّة فجيعته،وألمه،وارتطاماتدويّه،في هذا الوقت العصيب الذي تمر به البلاد ،و لعل مردّ مثل هذا الفعل البشع هو أن صاحبه يدير الظّهر لموروث أرض المنارة و الرّباط أساس مذهبنا الذي يدرّس في محاظرنا التّقليديّة "مذهب الإمام مالك" الذّي يقول - رحمه الله-: «من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة، فقد زعم أن محمداً
خان الرسالة. لأنّ الله تعالى يقول: اليوم أكملت لكم دينكم. فما لم يكن يومئذ ديناً، فلن يكون اليوم دينا».
وقال : «لو أن العبد ارتكب الكبائر كلها دون الإشراك بالله شيئاً، ثم نجا من هذه الأهواء، لرجوت أن يكون في أعلى الفردوس. لأن كل كبيرة بين العبد وربه هو منها على رجاء، ولكل هوى ليس هو على رجاء إنما يهوي بصاحبه في نار جهنم .
ولم يختصر على هذه الفعلة فقط بل تطاول على من استخلصهم الله بعنايته وجميل لطفه من غياهب الجهالات وجعلهم أمناء على خلقه يقومون بحفظ شريعته حتى يؤدّوا الخلق تلك الأمانات فهم مصابيح الأرض وخلفاء الأنبياء يستغفر لهم كلّ شيء حتىّ الحيتان في البحر ويحبّهم أهل السّماء
ليصدق عليه قول الإمام الشافعي: " ومنزلةُ السّفيهِ من الفقيهِ ** كمنزلةِ الفقيه من السّفيهِ " " فهذا زاهدٌ في قربِ هذا ** وهذا فيهِ أزهدُ منه فيهِ " " إذا غلبَ الشّقاءُ على سفيهٍ ** تنطَّعَ في مخالفةِ الفقيهِ "
لكنني أتساءل وأنا أكتب هذه السّطور أوصل بنا حبّ الظّهور كبلد يقدّر ويحترم ويقدّس الرّأي أن نترك شخصا يتطاول على مقدّساتنا و يقدح فيها بهذا الشّكل؟.
أين الدّولة من كلّ هذا؟،أم أن سكوتها جاء لحاجة في نفس يعقوب؟.
كيف سوّلت لك نفسك أن تخرج على أهل السّنّة والجماعة و هم الفرقة النّاجية والطّائفة المنصورة الذّين أخبر النّبي صلّى الله عنهم بأنّهم يسيرون على طريقته وأصحابه الكرام دون انحراف ؛ فهم أهل الإسلام المتبعون للكتاب والسّنّة ، المجانبون لطرق أهل الضلال . كما قال صلّى الله عليه وسلّم : " إنّ بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فرقة ، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلّها في النّار إلاّواحدة " فقيل له : ما الواحدة ؟ قال : " ما أنا عليه اليوم وأصحابي " . حديث حسن أخرجه الترمذي وغيره .
وقد سمّوا " أهل السنة " لاستمساكهم واتباعهم لسنّة النّبي صلّى الله عليه وسلّم . وسمّوا بالجماعة ؛ لقوله صلّى الله عليه وسلم في إحدى روايات الحديث السابق : " هم الجماعة " . ولأنهم جماعة الإسلام الذين اجتمعوا على الحقّ ولم يتفرقوا في الدّين، وتابعوا منهج أئمّة الحقّ ولم يخرجوا عليه في أي أمر من أمور العقيدة . وهم أهل الأثر أو أهل الحديث أو الطائفة المنصورة أو الفرقة النّاجيّة.
لا يا "برام" لن تكسب ودّ الغرب الذّي يدعمك بالملايين على حساب كرامة و مقدّسات الشّعب الموريتاني،فالسّيّاسة لها حدود ،والحديث عن العبودية لا مجال للخوض فيه فالقانون كان حاسما وصريحا في ذلك لكن حركة إيرا"الخوارج الجدد"تبحث عن أشياء أخرى وما" خفيّاعظم".
بقلم/الحضرمي ولد محمد ولد أنداه