حينما اخترنا تأسيس موقع وكالة كيفة للأنباء كنا واعين بطبيعة التحدي و مستعدين لدفع الضريبة ، التي تتطلبها ريادة التأسيس لموقع إعلامي أعداؤه المحتملون بحجم كل أعداء الحقيقة وما أكثرهم ...
كانت ضريبة "الهدوء والانسجام والاستكانة"أيسر وأقل تكلفة ،وعملية "شراء الصمت" لا تعدم العارضين ،لكننا أثرنا طريقا أخرى تأبى الظلم وتصدع بالحق وواجهنا ونواجه في سبيل ذلك المتاعب والمصاعب ووحشة الطريق ودهشة الجدة وتربص المتربصين .
آخرحلقات الضغط والتضييق والتخويف التي واجهتها الوكالة كانت من رئيس مشروعPROLPRAF الذي تقدم أمس بشكوى إلي وكيل الجمهورية من موقع كيفة قصد الترهيب والتخويف لأننا كتبنا عن تواضع انعكاسات مشروعه علي من أرسل إليهم .
كنا محقين في ذلك ولم نكن وحدنا من قال ذلك بحق المشروع و لم نتجاوز .. نقلنا شهادات المنتخبين التي تفضحه وصيحات المواطنين التي تلاحقه وتساؤلات المستهدفين الذين خاب أملهم فيه .
ويبدو ا ن الخطة التي ابتدعها صاحب المشروع لتطوير وتنمية الولاية ولمحاربة الفقر بسيطة و غير معقدة فبعدما عز عليه تنفيذ ما عهد إليه به ، اختار أن يسعى لإسكات صوت المواطنين " موقع كيفة "حتي لا يزعجه ،و إن يرهبه وحتى لا يعود بإمكانه الحديث عن اختلالات مشروعه .
في وكالة كيفة لن تضيرنا هنات العابرين فنحن الباقون ولن نستكين للظالمين أو نتمالا مع الذين يريدون تحويل الشأن العام الي محمية خصوصية يحرم الحديث عنها،أو الاقتراب منها .
فقد أثرنا منذ التأسيس ان نكون صوتا وصدى للمواطن ينقل نفثات المصدورين واهات المتالمين وأصوات المحرومين ،الذين ما عادوا يلوذون بالصمت ويلوكون أحلامهم في صمت بل أصبح لهم صوت يسمع وأنفس تتاوه بفضل الموقع .
كتبنا عن الظلم والغبن و العطش و المرض وأوساخ المدنية وعن "تكلس" الرسميين وتخاذل المنتخبين وخيبات الناخبين و عن التغرير بالمواطنين وعن معوقات التنمية في الولاية ونقلنا أصوات من لا أصوات لهم .
وكتبنا عن الموارد التي ترصد باسم الشعب وللشعب وتدخل ""شعابا أخرى ، وتابعنا مشاريع حلم بها المواطن وتبخرت في غياب الشهود فكنا الشهود ،ومشاريع أراد بها المشرع الشعب فأديرت "خارجه""
وحملنا أصوات البسطاء إلي الآخرين ما كان لها إن تصل إليهم، وواجهنا قوى ما كان لنا ـ لو سكتنا ـ أن نواجهها، وخسرنا صداقات "مربحة " كان بإمكاننا ـ لو سكتنا ـ المحافظة عليها، وكسبنا أخري "مزعجة " ما حسبنا أنها ظهير ... كل ذلك طلبا للحرية وتكريسا للاستقلالية وانحيازا للشعب ، إبراء للذمة وخدمة للوطن.
ومواصلة للدرب .سنجسد السلطة الموازية في رقابة إدارة الشأن العام وفي الاستجابة للمواطن في تطلعاته المشروعة نحو حياة كريمة وتسيير أحسن وعيش أفضل ومرفق عمومي اقرب ،وسنسعى دوما لنجعل من موقعنا فضاء للمواطن لرفع تظلماته علها تجد أذنا صاغية. ولفضح كل الممارسات التي تمس بالشأن العام علها تجد حلولا شافية .
وكنا نقرأ توجهاتنا سخطا في أعين المسؤولين ونلمسها رضا في أعين المواطنين ، فتزيدنا إيمانا بكوننا علي الطريق الصحيح وذلك لعمري إحساس لا يخذل وحدس لا يكذب ..
واليوم يريد منا صاحب المشروع ا ن نسكت ..لن نسكت ..لن نسكت . فالحرية هي الأكسجين الذي نختنق في غيابه ونتنفس في حضوره وخدمة المواطن هي الغاية التي أسسنا الموقع من أجلها ومن خدمتها نكتسب المصداقية ...
لك يا صاحب المشروع ولأعداء الحرية نقول : لن نسكت ... لن نصمت.. لن ترهبنا ...ما دام بالحرية فسحة وفي العمر بقية فاعملوا ما انتم عاملون ....