كنت أتوقع وأترقب الكثير من لقاء الرئيس و خاصة قضايا الساحة الوطنية التي تعج بسيل من التطورات الساخنة سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا و لكن اللقاء جاء دون التوقع بل كانت البداية متشنجة و مكهربة و علامات عدم الارتياح و التوتر بادية على وجه و حركات و أجوبة الرئيس قد يكون لزيارة الحوضين نصيب من ذلك و لكن و بشكل عام كان اللقاء عاديا و لم يأتي بجديد في حين كنا نتوقعه استثنائيا وبديلا عن اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي الذي غاب وزيره الأول عن اللقاء مع حضور بارز لأعضاء الحكومة و مستشاري الرئاسة.
وعلى العموم كانت الأسئلة مقولبة على نمط "صحافة البلاط " او " الاستفسارات الناعمة " و كانت دون المستوى باستثناء أسئلة محدودة و يمكن القول ان الدعاية كانت اكبر من الحدث حيث لم يكون هناك أي مفاجآت او مستجدات وغابت عن الصحفيين أسئلة هامة و مصيرية من قبيل :
• نقص السيولة و أزمة احتياط العملة الصعبة لدى المركزي
• ارتفاع الضرائب على الوثائق المدنية و تامين السيارات
• واقع و آفاق المنطقة الحرة
• زيارة المبعوث الاممي الخاص المكلف بملف الصحراء الغربية
• الزيارة المرتقبة للعاهل المغربي
• الثراء الفاحش لرجال الأعمال الجدد
• ماذا استفادت موريتانيا من رئاسة الاتحاد الإفريقي ؟
وخلاصة القول ان الرئيس كان متوترا و عسكري المزاج و لم يقدم اللقاء أي حل او مقترح لأي من الأزمات الراهنة باستثناء أزمة موريس بانك التي أسهب فيها و وضعها في إطار القضاء و حسب التوقعات فان قابل الأيام سيشهد تطورا غير مسبوق على المستوى الوطني و العمالي مما ينذر بتأزم الأوضاع و على وجه الخصوص أزمة سنيم التي على ما يبدو أخذت منعرجا خطيرا لم يكون في الحسبان لتصبح لعبة لي الذراع بين العمال و الإدارة و من المتوقع أيضا فشل ممهدات الحوار في المهد مما يعني الرجوع الى الدائرة السياسية المفرغة من المحتوى.
مهما يكون من امر و هفوات فان لقاء الرئيس مبادرة تذكر فتشكر و نتمنى ان تكون سنة حميدة عقب كل زيارة و ان يفتح المجال لكل الصحفيين و المهتمين.
أ.عبدو سيدي محمد - باحث