في مقابلة أجرتها وكالة كيفه للأنباء ؛ أجاب الدكتور الفاك ولد أحمد باب مدير عام مركز استطباب كيفه عن مجموعة من الأسئلة طرحتها الوكالة تناولت كافة الجوانب المتعلقة بوضعية المركز وإليكم النص الكامل للمقابلة :
وكالة كيفه للأنباء :
السيد المدير توليتم إدارة مركز استطباب كيفه في وقت يعيش وضعا مترديا جدا فهل توافقون على ذلك التوصيف ؟
الفاك ولد أحمد باب :
لقد جئت إلى مركز استطباب كيفه في 27 نوفمبر 2011 ، ووجدت الوضع كما وصفتم : الصيدلية خاوية من كافة الادوية ، سيارتا الإسعاف الموجودة بالمركز ، إحداها متعطلة تماما والأخرى في حالة سيئة ، أجهزة ومعدات الفحوصات ناقصة بشكل حاد.
العمال يطالبون بسنة ونصف من المتأخرات المالية والمؤسسة مثقلة بالديون.
وكالة كيفه للأنباء : وماذا فعلتم لحل هذه المشاكل ؟
الفاك ولد أحمد باب :
بادرت بإعداد تقرير شخصت فيه حالة المرفق وتناولت كافة المشكلات المطروحة له وقابلت وزير الصحة الذي شرحت له كل شيء ، وقد تفهم بشكل سريع ذلك ؛فقدم لنا ما قيمته 3 ملايين أوقية من الأدوية ،فقمنا بإعادة الحياة للصيدلية التي أصبحت يومها تتوفر على الأدوية الأساسية المعتادة كالسوائل والمضادات الحيوية.
وكالة كيفه للأنباء :
هنالك أدوية كثيرة ومرتفعة السعر يشتريها المواطنون من الصيدليات خارج المستشفى.
الفاك ولد أحمد باب :
صحيح . إن صيدليتنا تحتوي فقط على جميع أـصناف الأدوية الموجودة لدى مركزية الأدوية بانواكشوط وسياسة الدولة الموريتانية تقوم على ترك هامش للنشاط الخصوصي.
ويواصل الفاك ولد أحمد باب حديثه عما قيم به ويقول وعلى مستوى العمال تحصلنا على دعم نقدي من وزارة المالية مكن من تسديد أجور وعلاوات العمال للأشهر الثلاثة الاخيرة من عام 2011 ، ولا يفوتني أن أشير في هذه النقطة إلى أن الفضل في ذلك يعود إلى المدير السابق الذي بذل جهودا كبيرة في سبيل الحصول على تلك الأموال.
وكالة كيفه للأنباء :
الآن يمكن القول بأنه لا وجود لمستحقات متأخرة لعمال المستشفى ؟
الفاك ولد أحمد باب :
تم تسديد الأشهر الأولى من هذه السنة ونحن الآن بصدد تقديم مستحقات شهري مارس وابريل وعليه لا يتبقى للعمال غير دينهم القديم المتمثل في سنة ونصف أي ما قيمته 30 مليون أوقية ، ونحن نسعى جاهدين لإيجاد حل لذلك المشكل وإغلاق ملف متأخرات العمال بشكل نهائي.
من ناحية أود أن أوضح أن مركزنا قد تم تزويده بسيارة إسعاف مقدمة من وزارة الصحة بالإضافة إلى أجهزة للفحوصات وبالتالي يمكن أن نقول أن معدات ولوازم الفحوص أصبحت متوفرة بالمستشفى.
وكالة كيفه للأنباء :
هناك فحوصات يجريها المواطنون بمخابر خارج المستشفى ؟
الفاك ولد أحمد باب :
يحدث ذلك ولكنها فحوصات مختصة جدا كالهرمونات مثلا وهي أنواع من الفحوصات لا يكثر طلبها.
ويعود الفاك ولد أحمد باب للحديث ويقول تم أيضا تأمين أجهزة الراديو بالمستشفى ، ونتوفر الآن على ثلاثة أجهزة ونباشر إصلاح عدد آخر.إذن زيادة على الراديوهات الموجودة في الخدمة لدينا واحد في الاحتياط ونواصل إصلاح أجهزة أخرى.
وكالة كيفه للأنباء :
لقد تم وضع جهاز اسكانير بالمستشفى وصاحب ذلك الكثير من الدعاية وكأن مشاكل المرضى قد حلت بشكل سحري فما فائدة ذلك الجهاز على مؤسستكم وهو الذي لا يزال في غمده منذ ثلاث سنوات ؟
الفاك ولد أحمد باب : من أجل الاستفادة الفعلية من هذه الأداة الكبيرة و الهامة لابد من وجود اختصاصي في تشغيلها.
وكالة كيفه للأنباء : وكيف سيتم إيجاد حل لتلك المسألة إذن ؟
الفاك ولد أحمد باب :
إما باكتتاب أخصائي من الخارج وتلك مسألة صعبة بالنظر إلى قلة هذا الطراز من الأطباء عالميا وفي حالة الحصول عليه ستكون التكاليف باهظة.
أو بوضع خطة تقوم الوزارة من خلالها بإجراء تناوب بين مستشفيات البلاد التي تتوفر على هذا الجهاز، فيقوم المختص بقضاء شهر في كيفه مثلا ثم ينصرف ليعود ثانية وهكذا.
إنني أعود وأقول إن لب مشكلتنا هو في الموارد المالية ، فالدولة الموريتانية لا تخصص لهذا المركز سوى 104 مليون أوقية سنويا مخصصة للتسيير والعمال ويتم صرف هذا المبلغ تقريبا في أجور العمال ثم يتلقى نفس العمال 60% من الدخل الذاتي للمستشفى كتشجيعات وبذلك يكون العمال يأخذون مساهمة الدولة للمركز وكذلك هذا الجزء الكبير من دخل المستشفى ونظرا لهذا فقد بات من الملح أن تتدخل الدولة من أجل تقديم دعم مالي يعيد شكلا من التوازن والثبات للوضعية المالية للمستشفى.
وكالة كيفه للأنباء :
المواطنون يتحدثون عن الإهمال واللامبالاة ، خاصة من طرف الأخصائيين وكبار الأطباء بالمركز ويتهمون هؤلاء بالتحايل على الوقت وازدراء المرضى ودفعهم للتوجه إلى مصحاتهم الخصوصية بشتى الطرق. فهل تدركون ذلك وما هي التدابير المتخذة من لدن إدارة المستشفى لمعالجة تلك الانحرافات ؟
الفاك ولد أحمد باب :
نحن نعي ذلك ومن أجل أن يقوم كافة الأطباء بعملهم على الوجه الذي يرضي جميع زوار المستشفى ، لم ندخر جهدا في سبيل جعل طواقمنا في ظروف جيدة وفي أوضاع مرضية تتيح لهم الوقت لإنجاز مهماتهم فظل من أولوياتنا أن يحصلوا في الوقت المناسب على كافة مستحقاتهم. واتركني أشير إلى مسألة هامة ينبغي أن ينتبه إليها الجميع فالأخصائيون هم أطر طبية عليا درسوا مدة 12 سنة بعد الباكالوريا ولديهم الكفاءة والوعي المطلوبين ويعون جدا ما هو عليهم من واجبات اتجاه مواطنيهم ورغم ذلك فإننا دأبنا على تذكيرهم وتوجيهم وندخل معهم في نقاشات تتعلق بتلك المواضيع من أجل التغلب على كل الانتقادات التي تصدر من المواطنين . هذا من جهة ومن ناحية أخرى قمنا بوضع سجل يوقعه العمال عند الدخول والخروج ، فالطبيب عليه أن يداوم من 8 وحتى 16 ، هذا هو ما ينبغى وهو ما يوجبه القانون ، غير أنه في العادة يخلو المستشفى من الزوار ابتداء من الساعة 14 إلا في الحالات المستعجلة وذلك قد يدفع البعض إلى الاعتقاد بان بقاءه بمكتبه لم بعد ضروريا.
وبالقابل أتمنى أن يلاخظ المواطنون ما جد من تحسنات على مستشفاهم ، ألا يرون هذه الصيدلية المجهزة وسيارة الإسعاف الجديدة وأجهزة الفحوص والكثير من النجاحات الاخرى ! إنني أدرك أن غيابي يتسبب في حدوث بعض الأشياء التي تثير انتقادات الزوار، خاصة أن الوزارة لم تعتمد بعد مديرا مساعدا.
وكالة كيفه للأنباء :
تتحدثون عن ظروف مواتية يعيشها العمال ،كيف وهم يقولون أن الوجبات التي تقدم لهم غير مرضية والمكيفات منعدمة وحتى المراحيض؟
الفاك ولد أحمد باب :
ذلك كله يعود إلى المعضلة المالية ، بإمكاننا أن ننجز تلك الأشياء بشكل جيد وبسرعة فهل سيتنازل العمال مقابل ذلك عن تشجيعاتهم ، لن يفعلوا ذلك بالطبع والجمع بين المسألتين لا تسمح به الوضعية المالية للمؤسسة حالا ، فالمدير لم ينتقي منزلا وأثاثا حتى الآن وتلك حقوقه الثابتة ، إلا أننا من أجل ترشيد ما هو موجود من موارد سنتحمل ذلك على أمل أن يتم تجاوز كل المشاكل فيظفر العمال بكل ما هو ضروري بل والكمالي أيضا .
وكالة كيفه للأنباء :
على المستويات العليا يتم الحديث عن نهضة كبيرة يعرفها قطاع الصحة وعلى مستوى مركز استطباب كيفه تبدو الحالة هذه فما تفسيركم لتقاعس الدولة عن حل مشاكل هذا المرفق الهام بشكل نهائي ؟
الفاك ولد أحمد باب :
نظرا لسوء التسيير والفساد الذي كان ينخر جميع قطاعات الدولة ،فقد تم تقليص ميزانيات التسيير بالنصف. لكن الحكومة بدأت بعد ذلك بإحداث ميزانيات مكملة ستساهم في إعادة الأمور إلى نصابها تدريجيا ، واعتقد أن مشاكل المستشفى قد تجد طريقها للحل بشكل كامل تقريبا بنهاية هذه السنة ولدينا تعهدات من وزيري الصحة والمالية بالتغلب على جميع التحديات التي يواجهها المستشفى بما في ذلك تسديد متاخرات العمال .
وكالة كيفه للأنباء :
بهذا المستشفى الكبير هنالك تخصصات طبية غير متوفرة مما يدفع المرضى للتوجه إلى انواكشوط فماذا فعلتم في هذا المضمار ؟
الفاك ولد أحمد باب :
نعم توجد الحاجة إلى طبيب ثان في الجراحة االعامة وإلى مختص في الراديو وآخر في جراحة العظام وكذلك يفتقر المركز إلى أخصائي في الأمراض الباطنية وقد طرحنا ذلك على الجهات المعنية.
وكالة كيفه للأنباء : ألا يفتقر أيضا إلى مختص في الإنعاش ؟
الفاك ولد أحمد باب : ليست لدينا مشاكل في التخدير والإنعاش فهناك مصري يعمل متعاقدا وهو جيد جدا.
وكالة كيفه للأنباء :
يطرح الفريق الصيني مشاكل كبيرة للمستشفى منذ سنوات ، خاصة في موضوع الرشوة وعلى تعاقب الإدارات لم يستطع أحد أن يصحح ذلك الوضع فماذا فعلتم أنتم بصدده ؟
الفاك ولد أحمد باب :
هذه القضية قديمة ،ووجود هذا الفريق يدخل في إطار التعاون بين الدولتين الموريتانية والصينية ومن ثمرة ذلك التعاون الشروع في بناء مستشفى كبير بمدينة كيفه وحول مسألة الرشوة ؛فإن هؤلاء لا يمكنهم أخذها بالمركز وقد منعوا من ذلك منذ عهد الدكتور ببها وإن كانوا يفعلون شيئا من ذلك في مجال سكناهم وعلى السلطات العمومية أن تهتم بالموضوع .
إننا نستفيد من خدمات هؤلاء في حالة غياب أطبائنا ، كما أنهم يساعدون في بعض المهام الطبية خاصة فيما يتعلق بالجراحة وأمراض النساء.
وكالة كيفه للأنباء :
في حالة بناء المستشفى الجديد. فيم ستستغل بناية القديم ؟
الفاك ولد أحمد باب :
أصدقاؤنا في الصين يريدون أن تظل هذه المنشاة عنوانا للتعاون بين البلدين ويفضلون أن لا تبتعد عن الميدان الصحي ولذلك اعتقد أن المبنى سيستخدم كمجمع صحي كبير ،يحتوي على التامين الصحي وعلى المركز الصحي المقاطعي كما يحتمل أن يتم الإبقاء على بعض الخدمات الصحية هناك.
وكالة كيفه للأنباء :
السيد المدير ؛ يبدو أن التحديات والمشاكل التي تواجه مركزاستطباب كيفه لا تزال تستعصي على الحل رغم ما قيم به مؤخرا ،فإذا عجزتم عن النهوض بهذا المرفق الحيوي وإعادته إلى أيام عزه فماذا أنتم فاعلون .هل ستستقيلون مثلا ؟
الفاك ولد أحمد باب :
أنا لا أحب الفشل ولا أريد أن أستسلم له ، نحن لدينا الكادر البشري وما هو ضروري من تجهيزات والدولة تعهدت بالمساعدة وإذا ما أضيف عامل الإستعداد لدي والتضحية في سبيل التغلب على كافة الصعاب ، فإنني لا أتوقع غير النجاح وبوصفي موظفا للدولة الموريتانية ،فإني على أتم الإستعداد للقيام بعملي أينما دعيت.
أجرى المقابلة الشيخ ولد احمد