في زمن لا تراعى فيه كرامة الإنسان و لا تقدر بأي اهتمام ولا يحترم فيه بني البشر ، ويعاملون بدونية و تحقير وإهانة بطرق حيوانية ، وجدت نفسي اليوم عند بوابة مركز استطباب كيفه أمام حراس غلاظ شداد لا يعصون أوامر مسؤوليهم حين كنت في زيارة لزميلي بهذا المستشفى الذي يشبه يوم الميعاد فوقفت في حيرة من أمري فإذا بهؤلاء الحارس يستقبلون من يعرفون ويصدون من لا يعرفون إلا من تقدم بمعرفة أو لف معه "هدية" بينما يأتي وجيه أو طبيب ليدخل أخرين أما المواطن العادي الذي حضر لادخال وصفة طبية أو لمؤازرة مريض فلا أحد يستقبله إلا بعد تقديم وصل أو" شيء أخر " في مشهد من الزبونية والرشوة والنفوذ قل وصفه الأمر الذي دفعني لتقصي بعض حقائق هذا المرفق الذي نهشته لوبيات فساد دأبت على المتاجرة حتى بالبشر .
في حديث مع المحرومين من الدخول عند بوابة المستشفى عبر هؤلاء عن سخطهم وإدانتهم للمعاملة التي يتلقونها سواء من طرف هؤلاء الحراس أو من قبل الممرضين والأطباء .
فعند بوابة المستشفى (مكان الضريبة ) يبتز المواطن بكل أنواع الاهانة بشكل يومي بفضل العلاقات و النفوذ و المال ، و أما ما يحدث في أجنحة المستشفى فحدث ولا حرج .
فإذا أردت على سبيل المثال لا الحصر موعدا مع طبيب ما فلا بد من الانتظار لساعات طويلة أما عند" الحالات المستعجلة " وما أدريك ما الحالات المستعجلة قسم من أكثر الأقسام طوابير بشرية محشورة في غرفة الانتظار الى أجل غير مسمى في إنتظار كله أنين وصراخ و فيها يموت الزمن بين الليل والنهار، و فيها يمتحن المواطن و تقاس درجات الكرامة ، فالشيء الرائع هو معاينة لا تستغرق الكثير :هي كلماتان خفيفتان على اللسان و ثقيلتان على الجيوب "
هذه شهادات من مرافقي المرضى والزوار و هناك حكايات أقوى !
السالم