تتبع قرى اتويمرات، البقوي وتبل الواقعة على بعد 118كم جنوب كيفه لبلدية ابلاجميل بمقاطعة كنكوصه وتعيش بها مئات الأسر الفقيرة المعتمدة على الرعي والزراعة المطرية.
ويواجه هؤلاء هذا العام أوضاعا قاسية جدا بفعل انعدام المحاصيل الزراعية نظرا لضعف الأمطار المتهاطلة خلال الخريف الماضي وهجوم المواشي والطيور ومختلف الآفات الأخرى على القليل الذي زرعه الناس هناك بشق الأنفس .
وكالة كيفه للأنباء
زارت هذه القرى في وقت سابق لتقف على أوجه من المعاناة والعزلة والنسيان الذي يلقاه هؤلاء من لدن سلطات البلاد؛ إذ لا مياه صالحة للشراب ولا مرافق صحية، ولاسياج للمزارع ، كذلك ليس هناك أي نوع من الدعم أو التدخل الحكومي وعدا قسم دراسي متهالك يضم بين جدرانه عشرات الأطفال فليس هناك ما يدل على انتماء هؤلاء الناس لدولة.
المتحدث بسم السكان السيد معط ولد إيمجن قال في حديث لوكالة كيفه للأنباء إنها المرة الأولى التي يسألون فيها عن أحوالهم وأنه لا يعرف من أين يبدأ فمشاكل أهله متنوعة ومتشعبة ولا منجاة لمجال في حياتهم من المشاكل ورغم ذلك فإنه يؤكد على أولى هذه المشاكل حيث تنعدم المياه ويشرب السكان
من حفر طينية تسبب الكثير من الأمراض لذلك يناشد سلطات بلاده بتوفير الماء الصالح للشراب.
إننا –يقول معط- في هذه القرى ضائعون فلسنا من دولة مالي ولم نعد من موريتانيا.إننا نعيش فقرا شديدا بل مجاعة حقيقية نظرا لتخلي الدولة عنا فمنذ أسسنا هذه القرية قبل 40عاما لم نجد أي عنوان للدولة ورغم افتقارنا إلى كل شيء فإننا نطلب فقط الحصول على المياه وإن وجدناه فسنحب أننا حصلنا على كل شيء.
وانتهز فرصة وصول الوكالة إلينا لنعبر عن كامل صدمتنا وخيبة أملنا في كل الحكومات المتعاقبة وفي كل المنتخبين كما أننا نشعر من أعماق أنفسنا بالكثير من المرارة.
الوكالة التقت بعدة أشخاص في هذه القرى وقد سارت وجهات نظرهم في نفس الاتجاه حيث الاحباط وتحطم الثقة في كل شيء.
هم لا يريدون الطرق المعبدة ولا المشاريع التنموية الكبرى ولا يطالبون بمدارس مكتملة ولا مراكز صحية مقبولة ولم يشر أي منهم على حقهم في الضمان الاجتماعي أو التأمين الصحي ولم يعلنوا رغبتهم في نصيبهم من عائدات الحديد والسمك والنحاس والذهب .
هم يريدون فقط من ثروات بلادهم الهائلة ماء يشربونه وسياجا يحمي ما يزرعون !! فهل يأتي اليوم الذي يجد فيه هؤلاء المساكين هذه الحاجيات التافهة؟