أصاب الرئيس عزيز عندما أطلق اسم أب الأمة الراحل المختار ولد داداه على شارع من شوارع العاصمة، تخليدا لرجُلٍ حكم البلاد ثمان عشرة سنة ولم يملك إلا بيتا متواضعا اشتراه بقرض من أحد البنوك، ولم يقترن اسمه ولا اسم أي من أفراد عائلته بصفقات مشبوهة أو منافٓسة لمواطنيه فى أقواتهم يوما من الأيام.
وأصاب الرئيس عزيز عندما عين بِكرٓ الرئيس الراحل سفيرا لموريتانيا فى بلجيكا ولدى الإتحاد الأوروبي، نِكاية بعمه المعارض الصبور العنيد أحمد ولد داداه ، أو "سيرًا عن وعيٍ على شارع المختار".
ثم أصاب الرئيس عزيز مرة ثالثة عندما أطلق اسم معركة "أم التونسي" الخالدة على "جنينِ مطارٍ" لا يزال فى رٓحِم صفقة إبداعية فريدة ومثيرة للجدل.
لكن الرئيس عزيز أخطأ - وهو من عامة البشر- عندما ترك اثنين من أسلافه عالة على بعض دول محيطنا المغاربي تتكفل بعلاجهم أو بعلاج بعض أفراد أسرهم، فى خطوة يجب أن يندٓى لها جبين الرئيس وحاشيته، و أن تتم المبادرة إلى تصحيحها، فالحيٌ أولى من الميّت.
وبعيدا عن التأويلات التي قد تقود إليها التجاذبات السياسية فى محيطنا المغاربي، فإن من المخجل أن يجد الرئيسان الأسبقان سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله ومحمد خونا ولد هيدالة نفسيهما مجبريْن - تحت أي ظرف من الظروف- على قبول مكرمةِ علاج من أية دولة كانت، بينما يتبجح الرئيس الذي انقلب على أحدهما وأهمل الآخر بتكديس أموال طائلة فى خزائن البنك المركزي وفى صناديق الخزينة العامة.
لا أعرف المبلغ الذي صُرفٓ مقابل "ابتسامات" عضو المجلس البلدي لمدينة نيويورك الذي يراد منه "تحسين" صورة النظام الموريتاني القائم، لكنني أكاد أجزم بأن ذلك المبلغ كافٍ لعلاج نجل الرئيس محمد خونا ولد هيداله فى إحدى الدول المجاورة.
ان للدول كرامة مثلما للأفراد، يا رئيس البلاد، وأكررها مرة ثانية : ((الحي أولى من الميّت)). فهل تسمعني؟ أم أن فى محيطك من أقنعك بأن واجبك اتجاه أسلافك لا يتجاوز حضور صلاة الجنازة على من مات منهم؟ أما وهم على قيد الحياة فلا شأن لك بهم!!!
أخشى أن يترك الراحلون منهم غدا - بعد عمر طويل ان شاء الله - وصية أن لا يُدفٓنُوا فى وطنٍ كالذي وصفه الشاعر بقوله ( مع تصرف طفيف) بأنه:
بِه البقُّ والحُمّى وأسدٌ ضريةٰ و" عمرُو ابنُ هندٍ" يعتدي ويجورُ