ليس كل مافي الحياة يسير وفق معادلات الحساب ومعايير المادة
وإلا كيف تستطيع الفئة القليلة أن تغلب الفئة الكثيرة ؟
وكيف تتمكن الشعوب المستضعفة من قهر مستعمريها الجبابرة ؟
وكيف تستطيع أرض المقاومة أن تخرج القوات المدججة بالسلاح تجر أذيال الهزيمة ؟
...
الإستعمار يستخدم نظرية ( الصدمة ) . والإرهاب يستخدم نظرية ( الرعب ) .
وكلاهما ينتصران فقط إذا وقع الجميع تحت تأثير صدمة القوة أو رعب الموت .
فالصدمة تبدأ بإستعراض القوة . وتجهيز الأساطيل . ومعلومات على الأسلحة الفتاكة . وتنتهي بإسم العملية المختار بعناية ( الرصاص المنهمر . عاصفة الصحراء . الحامي الأوحد . عناقيد الغضب . الشتاء الساخن . خلع الضرس )
والإرهاب كذلك يبدأ ببينانات الوعيد . وصور القصاص وقطع الرؤوس . وعمليات التفجير . وتنتهي كذلك بأسماء العمليات ( أدخلوا عليهم الباب . قسورة . العصف المأكول . حجارة من سجيل . طيور الأبابيل )
والإعلام أيضا يعتمد على نظرية ( التشويق والإثارة ) حيث يستطيع قيادة الجموع تحت تأثير الضخ والنقر على المخ الذي يجعل العقل تحت تأثير العاطفة بمشاهد مؤثرة وأخبار محفزة ودعاية مركزة . يفقد فيها المشاهد القدرة على التمييز والتدقيق لأنه لايعطيه الوقت للتفكير فالعاجل يتبعه عاجل والصورة يتبعها تصريح والمقطع تتبعه دعاية ومنظر الدم يتبعه فاصل دموع . والمذيع متأثر والمذيعة لاتستطيع إكمال الخبر والضيف يستغيث وشاهد العيان يطارده الأمن والمحلل يؤكد قرب النصر والبرامج تكشف معلومات سرية وحوادث مفاجئة وأخبار مسربة .
...
المؤامرة تطورت أدواتها وأساليبها . وتعتمد على علوم النفس والإجتماع . وتدير فصولها بإشراف مراكز بحوث ومستشارين . ونحن قد نقع فريسة ذلك إذا لم نكن محصنين بالفهم والوعي والمعرفة . ومؤمنين بموقفنا . ولدينا إمكانيات وتقنيات وخبرات في مجالات الإعلام والثقافة تجاري ذلك التطور الرهيب وتكشف للعامة اساليبه وأدواته . وتدخل علومه ضمن المناهج .
فالعدو يسعى لهزيمتنا من الداخل قبل أن يحرك قواته . والإرهاب كذلك يلعب نفس اللعبة مع إختلاف الشعارات . والإعلام سلاح ذو حدين . ويشكل جانبا بالغ الخطورة على مجتمعاتنا وقد يسقطنا في فخ التقسيم أو الإنحلال أو التبعية أو الردة أو الطائفية إذا لم نكن في مستوى فهم أساليبه وأهدافه ومنطلقاته .
إذن الغلبة للقوة في حالة الإستسلام فقط . و
.
كونوا مؤمنين بالله حقا معتصمين بحبله متمسكين بقضيتكم ومنتصرين في ذواتكم . وحتما سترونه واقعا أمامكم...