ما إن بدأ الحديث عن قرب انطلاق حوار شامل وكامل بين كافة الأطراف السياسية في البلاد بغية تقريب وجهات النظر بينهم في كلما من شأنه أن ينقذ العباد والبلاد مما يحدق بها من مخاطر داخلية وخارجية وبلا خطوط حمر أو صفر أو زرق...., حتى بدأ البعض من الكتاب والسياسيين يشكك في جديّة وجدوائية ومصداقية هكذا حوار ويتساءل المرّة تلوى المرة:
ما الذي دفع الرئيس محمد ولد عبد العزيز لقبول مطالب المعارضة دون قيد أو شرط؟ وهل تراها ضغوط خارجية؟ أم داخلية؟ أم أنّ الأمر عائد لوضعه الصحي أم ماذا!؟؟ بل إن البعض منهم حدا به اليأس أو الإحباط أو الشطط في الرؤى والمفاهيم.., إلى وضع العصي في الدواليب, و وضع الكوابح أمام عجلة الحوار ولمّا ينطلق بعد!!
لمثل هؤلاء المشككين والمثبطين بكل ما أتوا من قوة واقتدار أسألْ: هل لكم وطن يؤويكم غير الجمهورية الإسلامية الموريتانية إذا ما جنحت سفينتها غرقا لا قدر الله؟ أم هل بتشاؤمكم وتثبيطكم هذا تدافعون عن مصلحة عامة أم خاصة؟؟ وما البديل السليم والآمن والمضمون النتائج والعواقب يا ترى الذي تقدمونه كحل لمشاكل الوطن والمواطن؟ وهل تدرون ما بات يحدق بالعالم أجمع من حولنا من كوارث وأزمات سياسية واقتصادية واجتماعية راحت ضحيتها حتى الآن دولٌ عربية وإفريقية أشهر من أن تذكر؟ ألم تكن تلك الدول أقوى منا بُنا وعتادا, وأشدُّ بأسا وأكثر استعدادا!!؟؟ أم تعتقدون أننا محصنون أمام هكذا أزمات وكوارث؟ ومن نافلة القول أنّ دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح, هذا إذا كانت المصالح عامة فما بالك إذا كانت خاصة!!؟ إن الوطن اليوم كالسفينة وهي تمخر عباب بحر هائج من الاحتقان والمطبات, والتنابز بالألقاب والمتاهات, فإذا نجت نجا ركابها ونجو جميعا, وإذا لا قدر الله غرقت غرقوا وغرقوا جميعا, وحينها لن تكون لأصحاب الحظوظ الشخصية والنرجسيات المقيتة, سانحة يتمتعون بما جنوه من وظائف وامتيازات في غفلة من الناس والزمن, ظنوا وهما أنهم بها سامدون, ولما تشتهي أنفسهم مخلدون!,
إنني وبكل صراحة واختصار أعتقد جازما وأراهن على ذلك أنه لا يوجد شخص لديه أدنى ذرة من وطنية أو حكمة أو مسؤولية يمكنه أن يقف حجر عثرة ومهما كانت مواقفه أو مشاربه في وجه حوار شامل وشفاف ومسئول وبلا خطوط حمرا, حوار عام ودقيق لا يقصي أيًا كان ويعطي لكل ذي حق حقه, فجزا الله رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز خيرا على هذه الدعوة الجادة والنبيلة, للحوار بدون قيد أو شرط يشارك فيه كل ألوان الطيف السياسي في البلد دون إقصاء أو تهميش من أجل وضع خارطة طريق مجمع عليها لإبعاد شبح الفرقة والتشرذم سبيلا لبناء دولة عادلة ومزدهرة ينعم فيها كل مواطنيها بالعدل والحق والإنصاف بعيدا عن الظلم والغبن والحرمان لأيّ مواطن مهما كان لونه أو عرقه أو لغته أو......
فما على الساسة في البلد سواء في الموالاة أو في ركب المعارضة والحالة هذه إلاّ أن يلبوا هذه الدعوة النبيلة والحكيمة في آن واحد, ومهما كانت الدوافع, ويتداعوا إلى حوار شامل وشفاف في أقرب وقت ممكن متسلحين بالعزم والحزم وبحسن النوايا عساهم يوفّقوا في مسعاهم لإذابة الجليد بينهم ويخرجوا باتفاق كامل ومفيد يكون فخرا وذخرا تضرب به الأمثال ويُتأسى به في كل أنحاء المعمورة وما ذلك على الله بعزيز,
ختاما أرجو ألاّ أكون أصيح في واد, أو أنفخ في رماد
والله ولي التوفيق وهو الهادي إلى سواء الطريق.