لكرنفال .. من "انواذيبو" إلى "ألاك"/ عبد الله ولد محمد
وكالة كيفة للأنباء

حشدٌ ولحنٌ ورملٌ وزيفٌ وحيفٌ وتطبيلٌ ورياءٌ وتصفيقٌ وتلفيقٌ وتدافعٌ وغبَرةٌ وأقنعةُ تملقٍ شمعيةٌ وجموعُ دهماءٍ من لدن الهياكل حتى الحزب الجمهوري.

نفخٌ في فقاعة برنامج العمل الحكومي وعزفٌ على وتر هموم المواطن وبازار بيعٍ للوهم ونافذة لشتم الخصوم من أبناء العمومة مطايا الأمس رفاق المرحلة الانتقالية من سدنة العقيد عقداء سلك أكَلَة المال العام ممن لم تأمن منهم مؤونة الأمن نفسه.

تسديدٌ نحو خيال ميت اسمه المعارضة غير المحاورة وتطريز بإبَر الباطل لطرف خرقة المعارضة المحاورة لستر عري سياسي جلي لم يُجْدِ في إخفاءه مطُّ أكمام جبة الحزب الحاكم رأسه المحكوم علي أهله بالسخرة، ولا باروكة حزب الشباب المركب وصلة شعر مستعار لا تناسب تقاسيم وجه مرتديها قد تناثرت خصلاتها بعد أن نفشت فيها بكتريا المطامح الشخصية.

ذلكم مهرجان "ألاك" ... "دُولِي" كرنفالات العقيد بامتياز شبرا بشبر وذراعا بذراع في سعي حثيث نحو جحر ضب جديد ...

تسطيح لمجسم المعاناة الشعبية على طريقة "كِلْ شِ ابْمِيّه" يضع الأمن الاستراتيجي والطرق والماء والسياسة والفساد والأعلاف والإرث الإنساني كل ذلك في سلة خطابية قد ملأت سهام نقد لمعارضة قد أضحت آيلة للانقراض متحولة إلي كائنات سياسية برمائية بعد ورود بعض قادتها بركة السلطة الانقلابية ذات يوم أغشتي التقويم صيفي التأثير.

خرجةٌ لم يخرج صاحبها بعد من عقدة إرث غير إنساني بل سلطوي من تركة العقيد فيه شركاء متشاكسون برعوا في تغيير الأقنعة قد التحفوا حجاب المعارضة التي بهتت ساحتها حتى غدت مرحبة بكل ما يعظم سوادها متوسعة بذلك في فقه الشبهات والضرورات السياسية... تعددت الأهداف الظاهرية إذاً والمرْمِيُّ الضمني واحد ... فكأن الجولات الرئاسية قد أصبحت عكاظا غير "قِسِّية" بل تايلندية متنقلة للتناقر بين غريمين من جيلين عسكريين مختلفين: مخضرم متفكّه ويافع ما زال في ريعان الطموح السلطوي يشكل طبق مقبلاته... صراع بين ترس المعلومات الأمنية ورمح الاندفاع العسكري، أو لنقل إنه خروج عَسِرٌ للشرنقة من جسم الحاضنة ... وفي خضم دورة الحياة العسكرية تلك، تستمر لعبة البعثرة والتوليف لقطع أحجية المعاناة الاقتصادية والاجتماعية لأهل هذه البلاد العجيبة.

بالأمس كان مهرجان "نواذيبو" ومسيرة "الرحيل" في انواكشوط واليوم "ألاك" ورحلة "أطار" وتتوالى محطات الكرنفالين السلطوي والمعارض .. كلٌّ يغني على ليلاه ولا يصل إلى مسامع هذا الشعب المسكين ذي الذائقة الفنية إلا ذاك الصوت النشاز الناشئ عن اعتلاج صوتيْ المولاة والمعارضة مختلفي المقام والمقال على سلم الموسيقى السلطوية ...


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2012-04-17 15:51:58
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article903.html