شخصيات عدة تركت بصماتها في موريتانيا عام 2014 ، بعضها تصدر المشهد الموريتاني باعتباره صانعا للقرار وبعضها الآخر اعتبر رمزا للنضال، او احدث تغييرا ملحوظا، او ظاهرة في مجتمع. "بوابة افريقيا الاخبارية" تختار هذه الأسماء لإعطاء لمحة عن شخصيات وطنية موريتانية ميزت هذا العام الذي تفصلنا أيام قليل عن نهايته.
1- الرئيس محمد ولد عبد العزيز هو ثامن رئيس لموريتانيا منذ الاستقلال وسادس رئيس عسكري منذ إطاحته في انقلاب عسكري في 6 أغسطس 2008 بأول رئيس منتخب بشهادة الجميع واعترافهم سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله بعدما قام الأخير بإصدار قرار رئاسي بخلعه من رئاسة الحرس الرئاسي. انتخب رئيسا لموريتانيا يوم 18 يوليو 2009 بعد انتخابات رئاسية أشرفت عليها المعارضة وقد فاز من الشوط الأول . وأعيد انتخاب ولد عبد العزيز رئيسا للبلاد في يونيو 2014 بعد فوزه بنحو 82 في المئة من الأصوات. عرف عن ولد عبد العزيز علاقاته الواسعة حيث انتخب رئيسا للاتحاد الافريقي 30 يناير 2014. بدأ مشواره في الحكم بطرد السفارة الاسرائيلية من نواكشوط ومنذ توليه السلطة وهو يقوم بحملة اعتقالات واسعة في في صفوف المسؤولين عن الفساد . عرفت موريتانيا خلال فترة حكمه ظهور العديد من الحركات العنصرية والتجاذبات العرقية وهي ضريبة طبيعية وفق مقربين منه لطرده السفارة الاسرائيلية بتلك الطريقة المهينة . فتح النار قبل أيام على دول الاتحاد الاوروبي واتهمها بالتدخل في شؤونه الداخلية بعد توصيات البرلمان الاوروبي لموريتانيا بشأن مكافحة الرق .
2- محمد ولد سيد يحي محمد ولد سيدي يحيى هو الداعية والواعظ الموريتاني المشهور، يلقب (بكشك) موريتانيا نظرا للشبه الكبير بينه وبين الداعية المصري عبد الحميد كشك، في طريقة الوعظ التي تعتمد على البساطة وتخاطب شرائح الاقل حظا في التعلم وقد بلغت شهرته كل بيت موريتاني و تعد اشرطته جزءا لا غنى عنه في سيارة الاجرة (التاكسي) في موريتانيا. على مادار العام 2014 قدم الداعية ولد سيد يحي محاضرات ودروس وعظية بشكل اسبوعي ويعود له الفضل في تعليم آلاف الموريتانيين من شريحة الارقاء السابقين تعاليم الدين الاسلامي السمحاء ويقدر أتباعه بالآلاف وهو من أهم الشخصيات الدينية المؤثرة في موريتانيا.
3- بيرام ولد والداه ولد إعبيدي مدافع عن حقوق الإنسان في موريتانيا، ينتمي إلى طبقة العرب السمر أو الحراطين وهو في نفس الوقت رئيس مبادرة المقاومة من أجل الانعتاق [ غير مرخصة ] التي اشتهرت في السنوات الأخير من خلال كشفها عن عدت حالات وأشكال من العبودية، وهو كذلك عضو في كثير من المنظمات الداخلية والدولية الناشطة في هذا المجال. دخل بيرام التاريخ السياسي الموريتاني ناشطا في الحزب الجمهوري تسعينيات القرن الماضي مقربا من ولد منيه، ليظهر بعد ذالك داعما قويا للمرشح الرئاسي الزين ولد زيدان وجماعته السياسية، ليتفاجئ الجمهور بعد ذالك بتبنيه لقضية العبودية في موريتانيا 2007. يعرف عن بيرام هجومه العنصري على شريحة "البيظان"(عرب موريتانيا ) وعلى علماء شنقيط بصفة عامة . أثار احراقه لمجموعة من الكتب الفقهية المالكية يوم الجمعة 27 أبريل (نيسان)2012 في حي الرياض بنواكشوط الرأي العام. و قد تسببت هذه القضية إلى خسارته للثقة من طرف الموريتانيين، الذين هبوا في مظاهرات عمت أغلب المدن الموريتانية مناهضين لما قام به بيرام ومطالبين بإنزال أقسى العقوبات عليه وبهذا السبب تم اعتقاله مساء السبت الموالي من طرف الشرطة الموريتانية قبل أن تطلق سراحه. ترشح في الانتخابات الرئيسية الاخيرة منتصف 2014 حيث حقق مفاجئة كبيرة بحصوله على المركز الثاني في انتخابات قاطعتها جميع احزاب المعارضة. أعادت موريتانيا اعتقال ولد اعبيدي قبل اسابيع في مدينة روصو جنوب البلاد بتهمة التحريض على العصيان المدني حيث تمت محاكمته الخميس الماضي وتم تأجيلها الى يوم الاثنين المقبل.
4- الشيخ سيد عبد الله الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله ، صحفي و أديب ومؤلف وكاتب مقتدر وباحث أكاديمي . أصدر ولد سيد عبد الله حتى الآن عدة كتب شعرية وأدبية ، وفاز بجوائز متعددة في داخل الوطن وخارجه. ظهر في العام 2014 كأبرز شخصية ثقافية في موريتانيا وحاز برنامجه الشهير في التلفزيون الموريتاني"الصفحة الاخيرة" متابعة واسعة باعتباره اول برنامج تلفزيوني ينفظ الغبار عن تاريخ موريتانيا المعاصر.
5- آمنة منت المختار آمنة منت المختار، رئيسة رابطة النساء معيلات الأسر، ظهرت في العام 2014 كأبرز ناشطة حقوقية مدافعة عن حقوق المراة في بلادها. تعمل منت المختار في مجال الدفاع عن حقوق المرأة، ولديها رؤية وأهداف ومبادئ انعتاقية بالنسبة للمرأة، وتعمل الرابطة التي تترأسها من أجل مناهضة العنف ضد المرأة بجميع أشكاله، وتغيير القوانين المتعلقة بالمرأة والبلد بصفة عامة لصالح الطبقات الأكثر هشاشة وأولها النساء؛ هذا إضافة إلى مكافحة الرق ومخلفاته في هذا البلد. عرفت بدعوتها للمساواة بين المرأة والرجل وهي الدعوة التي تلقت بسببها تهديدات بالقتل واهدار دمها من طرف يحظيه ولد داهي زعيم جماعة احباب الرسول السلفية . حققت منظمتها انتصارات قضائية لصالح المرأة في العديد من القضايا ويعود لها الفضل في تحسيس المرأة الموريتانية بحقوقها القانونية بعد أن ظلت لسنوات سجينة عادات اجتماعية تفرض عليها عدم البوح بحالات العنف التي تتعرض لها داخل المنزل