يشهد سوق الجديدة بكيفه هذه الأيام حركة دؤوبة ، ويستقبل أعدادا كبيرة من المتسوقين الذين يريدون شراء مقتنيات العيد ، ويشتد الضغط في هذه المناسبة على حوانيت الألبسة ودكاكين الدهان والعطور وعلى محلات الحناء ، كذلك تعرف أسواق الماشية نشاطا كبيرا وتتدفق الأغنام إليها بكثافة ومن كل جهات الولاية ، ويتزاحم الناس في هذه الأسواق لشرا ء أضاحيهم.
يعيش الناس إذن فرحة العيد ونشوته ، ولكن مرتادي هذه الأسواق لا يخفون استياءهم من ضغط غلاء المعيشة وارتفاع أسعار المواد الأساسية ، وكذلك الملابس، خاصة وأن الأمر يتعلق بثلاثة أعياد دينية خلال السنة ، سن فيها المجتمع عادات لا احد يجرأ أن يتملص منها ، غنيا كان أو معدما ، رغم ما تفرضه من تكاليف باهظة.
"وكالة كيفه للأنباء" دخلت سوق الحديدة لاستطلاع آراء بعض التجار والمتسوقين حول الأسعار وتسجيل انطباعاتهم في ضوء حلول يوم العيد:
أخيار ولد سيد محمد : بائع ملابس بسوق الجديدة القديم : نحن لا نرفع أسعار الملابس إلا إذا حدث ذلك في انواكشوك وقد حصل ذلك وهو ما دفعنا إل زيادتها على مستوانا وفي رده على سؤال لوكالة كيفه للأنباء عن بعض الأسعار قال:
دراعة أزب : 45000 أقية – دراعة رويال : 35000 - نعل زن: 6000 – نعل بيرتوزي :35000 أوقية . مفتيلة 8000 اوقية - ملاحف لخياطه 6000 اوقية.
أقلاهم بنت المختار: جئت إلى السوق لأشتري نعلا ، فإذا بسعر النعل الجيد مرتفعا ، فانتقيت نعلا من لبلاستيك ب 500 أوقية وهذا ما بوسعي .!
محمد محمود ولد أحيمد (متسوق ) : رغم قلة ما باليد ،فإن الأب يجد نفسه مرغما على شراء لوازم العيد تحت ضغط الزوجة والأطفال، الذين يريدون أن يظهروا بمظهر نظرائهم من الجيران ، وفي سبيل تلبية تلك المطالب ، فإننا نلجأ إلى الكثير من الطرق بما فيها أخذ الدين . وهنا أشكر الصحافة على تسليطها الضوء في هذه الاعياد على ما يواجه الآباء من مشاكل.
شينه ولد خطري تاجر ملابس أطفال : إقبال المشترين لا يزال ضعيفا ولكننا نتوقع ارتفاعه في اليومين القادمين . لباس الأطفال أثناء الأعياد رائج جدا ، ونحن في محلنا هذا ننتقي الملابس التي يمكن للفئات الأكثر احتياجا أن تطلبها. فهناك قمصان ب 1500 وسراويل ب 1000 ونعال ب 1500.
التاجر عبد الله ولد أحمد سيدي : نحن نبيع مواد العطور والدهان ويتزايد الطلب على سلعنا في آخر وقت قبل العيد فالأفراد ينتقون ملابسهم أولا ونحن لا نجد إلا الفائض عن ذلك.
في سوق الماشية يعرض مسوقي الحيوانات ما لديهم للزبناء ورغم أن أسعار الماشية ظلت منخفضة جدا خلال الأشهر الماضية ،فإن أسعار الأغنام تشهد الآن ارتفاعا مفاجئا ، ويرد الباعة أسباب ذلك إلى قلة السمين منها وكذلك تضاعف أسعار العلف ويمكن تقسيم أثمان الكباش إلى ثلاثة قيم : كبش يقول "التيفايه" مسكوت عنه أي ممتاز قد يبلغ ثمنه 30000 أوقية – كبش جيد 18000 اوقية – كبش حسن 13000 اوقية.
الأجواء السائدة بهذه المدينة هي أجواء العيد بامتياز ، فبالإضافة إلى حركية الأسواق. هناك نشاط محموم بمحلات الحناء والحلاقة وهناك حملة ساخنة تخوضها فئة من الناس اختارت التسول طريقة للعيش وهي تطرق كل الأبواب و لدى شبابيك البنوك هناك طوابير الناس ، خاصة عند فرع بنك التجارة الدولية بكيفه BMCI الذي سبق ذكر بطء خدماته في خبر سابق على هذا الموقع ، حيث التقطت كاميرا "وكالة كيفه للانباء" صورة لأحد الزبناء وهو نائم يوم أمس تحت أحد الشبابيك في انتظار أن يأتي دوره في الطابور.
لاحديث اليوم بمدينة كيفه يعلو حديث العيد ، وما يصاحبه من التزامات ولوازم ، ومع أن العيد ظل على مدى الأيام مقرونا بالفرحة ومناسبة للتفريج من هموم ومتاعب الحياة وعنوانا للراحة والإستمتاع بالجمال ، فإن تقاليد المجتمع ، بما أثقلت به كواهل الآباء من تكاليف مادية باهظة يدفعونها في كل الإتجاهات ، جعل سعادة العيد محفوفة بالكثير من الشعور بالتبرم والانزعاج ، لاسيما إذا تعلق الأمر بسنة لا زرع فيها ولا ضرع بولاية يعتمد أغلب سكانها على ما يمنحه المنمي ويجود به الفلاح.!