الى السيد الرئيس .. نصيحة
وكالة كيفة للأنباء

لسيد الرئيس :

صدقني لقد فكرت مليا قبل الكتابة إليكم، وذالك لعلمي أن رسائل عدة قد وجهت إليكم قبل رسالتي هذه، ربما لم تجدوا الوقت اللازم لقراءتها نظرا لانشغالاتكم الجمة ،أو أنه قد حيل بينكم وبين الاطلاع عليها ،أو لربما -وهذا ما لا أرجوه -اطلعتم عليها ولم تلقوا لها بالا أو تعيروها اهتماما. رغم ذالك فقد قررت أن أوجه إليكم هذه الرسالة النصيحة ، امتثالا لقول الله تعالى <معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون > ولقول النبي صلى الله عليه وسلم ((الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)).ولا أخالكم ترضون أن تكونوا كمن قال الله عنهم على لسان نبيه الكريم صالح على نبينا وعليه أفضل الصلاة وأتم السلام عليه السلام :[فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَٰكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ] . وفي المثل الشعبي استمع الى من يبكيك لا الى من يضحكك.

السيد الرئيس

لقد كنت من بين عدة موريتانيين صدقوا يوما أنكم جئتم لقيادة البلد إلى نهضة شاملة تصلح لأهل هذ البلاد أمور دينهم ودنياهم .

وهكذا وخلال السنة الاولى لتوليكم مقاليد الحكم شهدت البلاد بالفعل وخاصة العاصمة ترميم بعض الطرق وتوفر المياه الصالحة للشرب في عدة أحياء رغم الانقطاعات المتكررة من حيت لاخر اضافة الى اقتناء بعض الأجهزة الطبية المتطورة واكتتاب أطباء عامون وفنيين عالين وممرضين الى غير ذالك مما يذكر فيشكر وهو بالمناسبةفرض على الدولة .

ورغم كل ذلك للسائل أن يسأل هل استغنى المواطنون عن السفر الى الجارتين السينغال والمغرب اضافة الى تونس بحثا عن العلاج؟ وأين مكمن الخلل ؟هل تم فك العزلة عن مدينة واحدة من مدن الداخل رغم تدشين عشرات الطرق أطار- ازويرات افام لخذيرات الطينطان مثلا .وللإشارة فالأشغال لا تزال مستمرة في هذه الأخيرة إلى يومنا هذا ٠وبالعودة الى نواكشوط فقد احتاج نظامكم الى تسع سنوات لترميم الطرق (ولا زالت الأشغال مستمرة الى يومنا هذا أيضا) وهكذا حدث و لا حرج عن التعليم والاقتصاد والشباب

السيد الرئيس

قيل عنكم خلال حملتكم الرئاسية التي سبقت مأموريتكم الأولى أن لديكم رؤية ل موريتانيا الجديدة ... محاربة الفساد...رئيس الفقراء الى غير ذالك من الشعارات . لكني وبكل أسف أقول :

إن موريتانيا الجديدة ما هي إلا موريتانيا القديمة وأسوأ . ألم تتم الاستعانة ولا زالت برموز الفساد والاستبداد في الأنظمة السابقة( وزراء وأمناءعامون سابقون ..مدراء...رؤساء جامعات) والذين لم يرقبوا في هذا الوطن ولا في مواطنيه الا ولا ذمة وأنتم تعلمون تمام العلم ما يتمتع به هؤلاء اليوم من نفوذ وهيبة واضحين في مختلف الوزارات والقطاعات الحساسة (وهنا أتسائل أين هو التجديد الفعلي للطبقة السياسية ؟) .

أما عن رئاسة الفقراء فقد خاض الناس فيها خوضا كثيرا وهنا أذكركم بقصة حدثت لعمر ابن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه حينما كان في جولة ليلية يتفقد فيها أحول الرعية فسمع بكاء صبية فلما اقترب منهم وجد امرأة توهم صبيتها أنها تعد لهم الطعام ليناموا فبكى بكاءا شديدا وذهب بنفسه وأحضر الدقيق وجعل يعجن لهم ويطبخ حتى ناموا ثم جعل لهم بعد ذالك خراجا من بيت المال فكم من مثيلات هذه المرأة اليوم في العاصمة وفي الداخل ؟

لماذا يا سيادة الرئيس ؟ مالذي جناه بلدنا الحبيب كي يصير على مثل ما هو عليه اليوم ؟ ألانه الأفقر بين دول المنطقة ؟ أم لأنه الأكثر سكانا ؟ أم لغياب مشروع تنموي حقيقي مبني على أسس سليمة وموكل إلى أيدي أمينة أعتقد دون شك أنكم تعرفون الجواب.

السيد الرئيس

اعلم وفقنا الله وإياك لما فيه خير البلاد والعباد أن ما حولك من حرس وأغلبية -تزعم مناصرتك والوقوف إلى جانبك فضلا عن ما تملكه من مال وسلطة وجاه –اعلم أنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا ولك في قصة قارون خير معتبر حينما بغى وتجبر ونسب فضل ما هو فيه إلى غير الله (وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون) .

وتذكر يوم العرض على الله (إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا). ويقول :(إن إلى ربك الرجعى) وقول النبي صلى الله عليه وسلم:(ما منكم إلا سيكلمه ربه ليس بنه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر تلقاء وجهه فلا يرى إلا النار فاتقوا النار ولو بشق تمرة) وقوله (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) فأعد للسؤال جوابا وللجواب صوابا . السلام عليكم

محمد الكنتي [email protected]


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2014-10-23 21:13:55
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article8297.html