م يكن تقاعد الجنرالين جيا وولد بكرن السبب الوحيد للتحويلات العسكرية والأمنية التي حصلت الخميس، فالجنرال مسقارو كان يتوقع له أن يترك تجمع أمن الطرق لفك الارتباط في اذهان الناس بين الرجل والمرفق العمومي الذي شخصنوه واختزلوه في اسم قائده فالتجمع الآن سيستعيد اسمه الرسمي وأصبح تحت قيادة ضابط عسكري مهني شجاع ومميز ولن يسمح بأن يكون اسمه الوظيفي دالا على مسمى تكليفه العمومي.
أما الجنرال مسقارو فقد انتقل إلي الأركان الخاصة أو إلي الركن القريب من القائد الاعلي وهو ركن يذكر بالتراتبية العسكرية ويعتبر برتوكوليا أكثر منه عسكريا مع أن الأمر يتوقف على ثقة الرئيس وما يسنده من ملفات لهذا المعاون أو ذاك، ويمكن أن يكون المنصب موقعا انتقاليا نحو ترقيات أخري كما يمكن أن يكون محطة لبيات وظيفي يفضي إلي التقاعد الهادئ كما حصل مع الجنرال جيا.
أما بالنسبة للجنرال مكت فقد تمت ترقيته وهو ما يعكس ثقة الرئيس فيه وتقديره لأدائه ويظل من أكثر المقربين للقصر الرمادي ولا يستبعد أن يكلف باصلاحات هيكلية لقطاع الشرطة ويستمر تكليفه بمهام أخرى تناسب كفاءته وخبرته المتراكمة وتشبثه بخدمة الرئيس من كل المواقع.
وتعتبر إعادة الاعتبار للجنرال ولد الزناكي أمرا مستحقا فهو ضابط شجاع مميز خدم ويخدم الوطن بنكران ذات وروح عسكرية عالية.
ما يجمع الاربعة هو كونهم جميعا من "مغافرة" موريتانيا ومن ضباطها المهنيين الذين ذادوا عن حياض الوطن وشهدوا الوقائع العسكرية والسياسية بانضباط وجلد.
لكن صالونات انواكشوط ما تفتأ تتحدث عن تغييرات أوسع للمؤسسة الأمنية والعسكرية قد تكون حلقتها الثانية مع تقاعدات دفعة الجنرالات الثانية التي تتقاعد في بحر السنة القادمة، ولا يستبعد العارفون أن تتم ترقية بعض الضباط لرتبة الجنرالية لملء الفراغات الحاصلة والمتوقعة فالطبيعة لا تتحمل الفراغ خاصة في أيام المأموريات الثانية.
احميدوت ولد المحجوب