يبدو أن ضعف مولاي ولد محمد الأغظف وذوبانه أمام تعليمات الرئيس وتمدده بأوامره وانكماشه بنواهيه منحه قوة مؤثرة خارقة وأطلق يده في التعيينات.
فالرئيس لا يدرس الملفات ولا تهمه المعايير ولا تعنيه الكفاءة بل يعنيه الولاء ويقرر مصير الموظفين بتلميح أو إشارة من خادمه "الأمين" مولاي ولد محمد الأغظف وهذا يعطي للوزير الأول هامش مناورة يستغله بذكاء فهو يؤثر عبر مسارين: أحدهما تمرير أسماء معينة عبر وزراء لا يكون هو طرفا ظاهرا في تزكيتها، وثانيها خبرته في تسيير مزاج الرئيس المتقلب واقتراح مسؤولين في كل مناصب الدولة، وبالممارسة ومع الزمن طور الوزير الأول آلياته الخاصة واستطاع أن يصبح مصدر التعيينات فعين الحساسيات الجهوية التي يؤمل دعمها له في مساره الخاص، ووصل رحم انتمائه القبلي المتجدد بعشرات التعيينات قد لا يكون تعيين ولد سيد المصطف آخرها، وقدم "معروفا" لأصهاره فأنهى متابعات بعضهم ولم يتابع البعض الآخر.
وتحمل مصادر متابعة عكفت على جرد لتعيينات مجلس الوزراء وغيرها من التعيينات المنشورة منذ ثلاث سنوات ولد محمد الأغظف مسؤولية تعيين 1700 شخص في مختلف مرافق الدولة، وتحمل تلك المصادر الوزير الأول مسؤولية غياب المعايير وممارسة المحسوبية والقبلية وإفراغ أجهزة الدولة من الكفاءات وتحويلها إلى هياكل زبونية خاملة.
وتتوقع تلك المصادر ان يعكس أي تحقيق موضوعي لمفتشية الدولة أو لأية جهة مستقلة وضعية قاتمة لموضوع تسيير مصادر الدولة البشرية التي استغل ولد محمد الأغظف منصبه وحولها إلى ودادية لتفويج أقاربه ومريديه.
صدافي ولد السمان /الراي المستنير