الكثير من الصمت عقبه الكثير من التكهنات ، هكذا بدأت القصة التي أثارت تفاصيلها الدقيقة فضول الجميع ، وحيث أن الجميع كان يراقب وينتظر ما هو قادم ، انقسم الإعلام ليشق طريقين مختلفين ومتناقضين ، الطريق الأولى قوامها المهنية والتحليل المنطقي والعقلاني ، أما الطريق الثانية فهي طريق القمع الفكري التي تتعمد إبعاد الحقيقة واستبدالها بما يخدم المصالح ، وأيا كانت الطريق فإن المتلقي لا يزال حتى هذه اللحظة يبحث عن تفاصيل القصة الكاملة .
بدأت القصة بجمع المعلومات وإعداد التقارير السرية والمستعجلة حول رئيس شاب يظهر العداء لإسرائيل ، حيث حصل الموساد على معلومات دقيقة وبالغة الأهمية تفيد بتنقلات الرئيس غير الرسمية داخل وخارج العاصمة والتي لا تخضع لإجراءات أمنية كافية لتأمين رئيس دولة .
تحديد جدول الأعمال لم يكن ذا صعوبة مطلقا فالموساد يعرف جيدا أين يقضي الرئيس عطلة نهاية الأسبوع ومتى يذهب ويعود وبرفقة من ، وهذه كلها أمور حساسة وخطيرة جدا .
تمت العملية حسب الرواية الرسمية في اطويلة دون أن نجد في البيان الرسمي عدد الرصاصات الصائبة والخاطئة ومن أي نوع هي وما هو السلاح المستخدم وما هي مسافة الإطلاق ، فقط المعلومات المغالطة للرأي العام الوطني والدولي .
وإذا ما اعتمدنا على الرواية الرسمية فإن المهمة تمت في مكان مكشوف وبرصاصات قاتلة عاجلا أو آجلا ينفذها عنصر أو اثنين على الأقل والأهم من ذلك تم الانسحاب دون ترك أي أثر في مسرح الجريمة .
تعرض الرئيس للإصابة ، هذا ما تحققنا منه دون أن ينقل إلينا عبر وسائل رسمية ، الإصابة كانت في الأمعاء الدقيقة ، لانعرف سببها لكن هل تعرف ما معنى جراحة ليزرية في الأمعاء الدقيقة ؟ ستة أشهر على الأقل من الحجز السريري ، هذا ما يؤكده الأطباء المختصون ، وهذا ما يرفضه الرئيس ، والمشكلة تبقى في شخص الرئيس ، الذي غيرت الإصابة من سلوكه بشكل تام تماما ، العودة لطريقة ولد الطايع في الحكم ، والتخلي عن مشروع محاربة الفساد وهذا ما يلحظه أي شخص متابع ومهتم .
بالعودة لظهور الرئيس والحديث عن القصة الكاملة فإننا لم نحدد بعد نهايتها ، لأننا لا نعرف هل سيختار الرئيس العلاج أو ممارسة الحكم ، فاختيار العلاج تترتب عليه إقالة دستورية ، أما ممارسة الحكم فيترتب عليها ضرر صحي قد يودي بالحياة ، وأيا كانت النهاية فإن البداية كانت بداية جنونية اختار الرئيس فيها مواجهة الجميع دون أن يكون له صديق ، فهل نجح الرئيس في مواجهة الجميع ؟