يأمل العلماء أن يشكل الدواء الجديد المعروف باسم "كيترودا" بارقة أمل كبيرة تلوح في سماء مرضى السرطان حول العالم، بعد أن صادقت سلطة الدواء والغذاء الأمريكية "FDA" وبشكل استثنائي حتى قبل استكمال المراحل التجريبية عليه بعد أن اتضح قدرته على شل الخلايا السرطانية وكشفها لجهاز مناعة الجسم ومن ثم تدميرها واختفائها دون أثار جانبية تقريبا، وذلك وفقا لما كشفه مؤتمر رابطة الحرب على السرطان الأوروبية المنعقد في العاصمة الاسبانية "مدريد".
ووصف خبراء من كافة أنحاء العالم الدواء الجديد بالاختراق الهام في الحرب العالمية على السرطان.
وعملت شركة الأدوية "MSD" لمدة خمس سنوات على تطوير الدواء الذي يقوم على فكرة أساسية تتمثل في كشف الخلايا السرطانية المختبئة وغير الظاهرة لجهاز المناعة داخل الجسم وبالتالي تمكينه من مهاجمتها وإبادتها.
تتصل الخلايا السرطانية في فترة "الكمون" بنقطة رقابة تسمى "PD1" ويتسبب هذا الاتصال في شل جهاز المناعة وبهذا تنجح الخلية السرطانية من الهرب وعجم التعرض للتدمير من قبل جهاز المناعة ومضاعفة أعدادها داخل الجسم بشكل همجي ووحشي وصولا إلى توسيع دائرة الورم ونقله إلى كافة أنحاء الجسم.
واكتشف العلماء خلال البحث "ذرات" تدعى "pembrolizumab" نجحت في تعطيل اتصال الخلايا السرطانية بنقطة الرقابة المذكورة التي تعطل عمل جهاز المناعة وأعطى الدواء الجديد أثناء تجريبه على البشر نتائج أدهشت الأطباء حيث نجح الدواء في شل وتقليص ومن ثم تدمير الخلايا السرطانية في خمسة أنواع من هذا المرض الخبيث وهي سرطان الجلد، الرأس والرقبة، الرئة، والمثانة حيث اختفت الخلايا السرطانية بشكل كامل من عدد كبير من المرضى الذين خضعوا للتجربة.
وبدأت النتائج المشجعة تتدفق من أقسام البحث العلمي في أنحاء العالم وتحدثت شركات الأدوية عن ضغط كبير من قبل المرضى الذين يطالبون بالانضمام للتجارب التي تجري في دول عديدة حول العالم.
وعرضت الشركة المنتجة لهذا الدواء " MSD" على مؤتمر السرطان الأوروبي المنعقد حاليا في مدريد نتائج بحوث من كافة أنحاء العالم وشهادات الباحثين الذين قالوا بان الخلايا السرطانية اختفت أمام عيونهم وهم يشاهدون تدميرها بأم العين حيث بدأ المرضى الذين كانوا على شفى الموت يظهرون علامات شفاء حسب شهادة الأطباء والباحثين.
وفي نهاية عامين من التجارب ورغم ان الدواء اجتاز فقط مرحلة التجارب السريرية الأولية ومرحلة الأمان صادقت دائرة الدواء والغذاء الأمريكية "FDA " وبشكل استثنائي على استخدام الدواء في علاج سرطان الجلد فيما تتواصل الأبحاث على بقية أنواع السرطان ويتواصل تدفق النتائج الايجابية من أركان الأرض الأربعة
وتلقى خلال السنتين الماضيتين الكثير من المرضى الإسرائيليين العلاج بالدواء الجديد "كيترودا" وذلك في إطار الأبحاث العملية وأظهرت النتائج استجابة 75% من المرضى للدواء انسحب المرض او اختفى بشكل كامل وشامل من نصفهم وهذه النتائج الايجابية سجلت في كل الدول التي شاركت بالتجارب.
والى جانب النتائج الايجابية المبهرة التي أظهرتها التجارب التي خضع لها المرضى في العديد من الدول هناك أيضا ميزة جوهرية هامة لهذا الدواء وتتمثل وفقا للمصادر الطبية الأوروبية والأمريكية بقلة الأعراض الجانبية قياسا بالعلاجات والأدوية الأخرى حيث سجل حالات "انهاك" وحكة وإضرابات في الجهاز الهضمي عند 10% من المرضى الذين خضعوا للتجربة وهذه النسبة تعني انخفاضا كبيرا وتخفيفا كبيرا جدا عن كاهل المرضى الذين اعتادوا على أعراض جانبية تعلق بالعلاج الكيماوي تشمل تساقط الشعر والغثيان والقيء.
السرطان سيتحول إلى مجرد مرض مزمن سيدخل الدواء الجديد سلة الأدوية الخاصة بمرض سرطان الجلد عام 2015 وحتى ذلك الوقت سيتواصل تقديم هذا الدواء في إطار "علاج إنساني" تتبرع به شركة "MSD" وتقدمه للعشرات من المرضى.
وتبشر النتائج الايجابية الواردة من الأبحاث المتعلقة بأنواع السرطان الأخرى إلى المصادقة على هذه الدواء خلال السنوات القادمة ليصبح متاحا لعلاج أنواع عديدة من السرطان ما يعني تحقيق اختراق كبير في علاج ومواجهة هذا المرض القاتل.
وقال الدكتور "رعنان برغر" سكرتير الرابطة الإسرائيلية لعلم الأورام ورئيس قسم الأورام في مستشفى شيبا لموقع "يديعوت احرونوت" الذي أورد النبأ السعيد اليوم الثلاثاء: "يمثل الدواء الجديد أملا جديدا للمرضى وهو عبارة عن سفينة القيادة التي تتقدم جيلا جديدا من الأدوية التي ستسمح خلال عدة سنوات فقط بعلاج هذا المرض والشفاء التام منه او على اقل تقدير تحويله إلى مرض مزمن يمكن التعايش والعيش معه".
وأضاف "يدور الحديث عن ثورة وانقلاب في مجال علاج السرطان فقد كان لدينا العلاج الكيماوي الذي يركز على تدمير الخلايا في كامل الجسم ومن بينها الخلايا السرطانية ها هو الجيل الجديد من الأدوية البيولوجية المبنية على اساس العلم والمعرفة التي تراكمت خلال عشرات السنين تؤدي الى تحسن كبير في رد فعل الجسم ونحن نتلقى تقارير عن مرضى كنا على معرفة بان وضعهم سيتدهور وبدا وضعهم نتيجة هذا الدواء في الاستقرار ا وان بعضهم قد شفي من المرض".
في وقت من الأوقات كان هذا الأمر خياليا لكن اليوم يمكننا توقع ان هذا المرض سيتحول بعد عدة سنين الى مرض مزمن اخر يمكن العيش معه.
الرأي المستنير