لجأ كثير من الموّالين ومربي المواشي إلى عدة أساليب لتسمين الماشية، بغرض تحقيق الربح السريع من دون عناء، حيث شرع عدد كبير من الموالين والبزناسية، أياما قليلة قبيل عيد الأضحى المبارك، في إضافة بعض المواد الكيماوية إلى الأعلاف قصد تسمين مواشيهم، حتى يتسنى لهم بيعها بأسعار باهظة، ولو على حساب صحة المواطن، رغم أن هذه المواد تشكل خطورة بالغة التعقيد على المواشي والإنسان على حد سواء، وهذا لاحتوائها على مواد كيميائية سرطانية. اهتدى بعض الموالين عبر المناطق الرعوية إلى العديد من الحيل والأساليب، من أجل تسمين كباشهم وخرفانهم في أقصر مدة ممكنة، بهدف بيعها بأثمان باهظة، حيث يحرصون على تسمينها بشكل غير طبيعي قبيل العيد بشهر أو شهرين، من خلال إضافة بعض المواد الغذائية المكملة من عقاقير طبية ومواد كيماوية إلى الأعلاف، غير أن هؤلاء لا يدركون خطورة ذلك على صحة الإنسان. حقن وخلطات كيمياوية محظورة مصدرها إفريقيا السوداء يلجأ عدد من المربين إلى حيل لتسمين مواشيهم، فهناك من يستعمل الأعلاف الخاصة بالدواجن، وهو ما يعرف عند هذه الفئة "بالفينيسيو" من أجل تسمين الماشية في مدة لا تتجاوز الشهرين، بينما يتبع آخرون طريقة حقن المواشي بمواد كيميائية أو إضافة سوائل كيميائية وفيتامينات لخلطها بالأعلاف لتأكلها الماشية حتى تسمن في أقصر مدة ممكنة، فيما تلجأ فئة أخرى إلى استعمال حليب البقر بدلا من الماء أو خلط مادتي السكر والحليب في الماء الذي تشرب منه المواشي الموجهة للبيع بمناسبة العيد، فضلا عن خلطات تسمين محظورة تهرب من الدول الإفريقية المجاورة وتباع بأثمان باهظة تحتوي على مواد خطيرة على غرار الرصاص، الزئبق، المضادات الحيوية ومادة الاوكسين، وهي عبارة عن كبسولات توضع في الماء والمساحيق التي توضع في العلف. كما يعمد البعض الآخر إلى استعمال المواد التي تستعمل في مواد البناء وتسمى علميا باسم "هايدروكسيد الكالسيوم" الكيماوية، تشكل خطورة على المواشي والتي تتسبب في وفاتها جراء تأثيرها على الكليتين، ناهيك عن مواد خطيرة مثلما هو الحال مع مادة "قوسيبول" التي يتم إنتاجها من بذور القطن، ومواد أخرى تؤثر في الكلى والقلب عند الإنسان والحيوان والجهاز المناعي للإنسان، في المقابل نجد بعض المربين البسطاء يعتمدون على المواد الطبيعية لتسمين مواشيهم، حيث يستعمل هؤلاء المواد العلفية الغنية بالكربوهيدرات والمواد النشوية والعلفية الغنية بالبروتين والبذور القرنية البقولية، كما أن هناك خلطات جاهزة تحتوي على أعلاف مركزة لا تحتاج لإضافة أي مادة خشنة. وتمتاز طريقة استخدام الخلطات حسب أحد المربين في التسمين، بأن العلف متجانس ومتزن ويحتوي على كامل احتياجات الحيوان، خاصة المواد المعدنية والأملاح والفيتامينات منها تقديم خلطة الشعير أو النخالة بـ"الملح" بكميات منتظمة ويومية، وهو الأمر الذي يؤدي إلى نفخ بطن الماشية، رغم أنه مضر بالصحة. وتعود أهمية استخدام الأملاح المعدنية في التغذية والتسمين إلى كونها مسؤولة عن الوظائف الحيوية في الجسم، وأهم هذه المعادن الكالسيوم والفوسفور، ويكون هذان العنصران 90 % من رماد جسم الحيوان، وهما المركبان الرئيسيان اللذان يتكون منهما الهيكل العظمي، لذا عادة ما تضاف مادة ثنائي فوسفات الكالسيوم إلى العلف بنسبة 12 % لأن الحبوب فقيرة من عنصر الكالسيوم. غلاء الشعير وفشل الطرق التقليدية وراء الظاهرة يبرر عدد من المربين سبب لجوئهم إلى عملية التسمين، بفشل الطرق التقليدية التي تعتمد على مادة الشعير التي تفوق مدة تحضيرها أكثر من 04 أشهر كاملة، مما يجعل تكاليف العملية تصبح باهظة، ناهيك عن ارتفاع سعر القنطار الواحد من الشعير وقلة الكلأ، فضلا عن عدم نجاعة المواد العادية في عملية التسمين، وأنه كانت تتطلب حسب الموالين تكاليف باهظة ووقتا أطول للحصول على نتائج جيدة، الطريقة والحيل الجديدة للتعجيل بعملية تسمين الكباش والخرفان لا تتعدى مدتها 45 يوما، ما جعل جميع الموالين يلهثون وراء هذه الحيل.