والي لعصابه يطلق الحملة الزراعية من باركيول ، فما الذي حمله للفلاحين ؟
وكالة كيفة للأنباء

يعود والي لعصابه السيد الشيخ ولد عبد الله من مقاطعة باركيول بعد إطلاق الحملة الزراعية لهذا العام ، ويأتي ذلك خلال موسم خريف لا يبعث على الكثير من التفاؤل نظرا للنقص الحاصل في التساقطات المطرية بعموم الولاية .

ولأن للزراعة في هذه الولاية الكبيرة أهمية خاصة من منظور المؤهلات الزراعية الكبيرة بدأ بالأراضي الصالحة ، مرورا بالمياه وانتهاء بالأعداد الكبيرة من الفلاحين المرتبطين بهذه الحرفة المعطاء والمستعدين لخوض غمارها حتى في أقسى الظروف ، فإننا نورد الملاحظات التالية حول ما يكتنف هذه الزيارة من الأوجه التي تحولها إلى عمل استعراضي لن يحدث أي أثر إيجابي على سير الحملة الزراعية ولن يكسبها أية قوة دافعة لتحقيق الحد الأدنى من النجاح:

1 ـ التأخر الكبير الحاصل في افتتاح هذه الحملة ، إذ كان ينبغي أن تكون العملية قد أطلقت في بداية يونيو أو يوليو ؛ فتلك الفترة هي بداية التهاطلات المطرية وستكون التدابير والإجراءات التي تتخذ في ذلك التاريخ هي الضامن لتحقيق حملة ناجعة ومضمونة النتائج .

2 ـ يزور الوالي منطقة يعيش فيها المزارعون الكثير من الاضطهاد على أيدي زعماء القبائل والوجهاء ويطردونهم من الأراضي الزراعية التي تحول بفعل النفوذ إلى محميات يأخذ فيها الأغنياء راحتهم واستجمامهم كما أن أعداد من هؤلاء المزارعين يزرعون أراضي لا يملكونها ، وهي القضايا الشائكة التي تثير الكثير من الصراعات العقارية في تلك المنطقة وقد عجزت السلطات المتعاقبة على هذه الولاية عن إيجاد تسويات لها تنصف المزارعين الحقيقيين .

3 ـ يحل الوالي بهذه المنطقة وهو أعزل حيث لا شيء يحمله للفلاحين غير خطاب توجيهي لاكته ألسنة المسؤولين؛ وهو لن يساعد المزارعين المطحونين بفعل الإقطاع على تجاوز المشاكل الكبرى التي تحول بينهم دون تحقيق طموحاتهم في تحقيق زراعة تساعدهم في التغلب على مشاكل الجوع في المنطقة.

4 ـ تطلق هذه الحملة في وقت استثنائي حيث حرمت وزارة التنمية الريفية وعلى سنتين متتاليتين مزارعي لعصابه من نصيبهم من السياج ومنحت صفقته لنافذين مقربين من النظام لا يزالون حتى الآن يتلاعبون بالعملية مما فرض على الفلاحين حراسة أراضيهم بأطفالهم وزوجاتهم ، ينضاف إلى ذلك إقصاؤهم من أي دعم مالي أو مساعدات أخرى تذلل أمامهم بعض الصعاب .

5 ـ تقام الزراعة بهذه الولاية في أكثر الأحيان في السدود الرملية التي انهارت أكثريتها ولم تجد من القطاع الوصي أي تدخل لترميمها أو إعادة بنائها ومن المثير للسخرية والباعث على السخط أن التنمية الريفية أرسلت جرافة واحدة لبناء مئات السدود بالولاية ولم تستطع بفعل الأعطاب المتتالية وسيطرة الجهات النافذة عليها أن تنجز من الأعمال ما يستحق الذكر ونظرا لسوء عملها فإن كافة السدود التي بنتها قد انهارت عند قطرات المطر الأولى .

6 ـ لم يتم إشراك جميع أطر وموظفي التنمية الريفية في هذه الحملة وتم استثناء الكثير من الفاعلين ولم ترسم لها خطة شاملة ومدروسة وأخرجت على صورة عمل رسمي روتيني عابر ومحدود في الزمان والمكان ، كما تم استثناء وسائل الإعلام المحلية التي كان بوسعها أن تساهم في إشاعة ثقافة العمل ونبذ الإتكالية وإبراز الأهمية القصوى للزراعة كشرط أساسي في الأمن الغذائي .

لقد كانت المكانة الزراعية لولاية لعصابه جديرة بتدشين حملة مغايرة تماما لما نشاهده اليوم ، حملة تبدأ بتهيئة السدود وبدعم الفلاحين بالوسائل المادية واللوجستية وتمكنهم من ولوج الأراضي وبتنظيم ندوات واتصالات وعروض داخل الحقول وبشكل مباشر مع الفلاحين.

فالفلاح بولاية لعصابه يريد الاحترام والأرض والدعم ولا يريد الخطب الرنانة .


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2014-09-12 11:55:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article7955.html