موريتانيا لكل الموريتانيين
وكالة كيفة للأنباء

إن التنوع الثقافي ثروة ينبغي ألا تكون مصدرا للنزاع والتوتر ونبذ الآخر،بل سبيلا إلى توسيع الأرضية المشتركة ودعم فرص التوافق والتلاقي،وتقليل الفوارق وحل النزاعات بالطرق السلمية وبالمنهج القائم على الحوار المؤدي الى زيادة الوعي بالقيم المشتركة بين الشعوب جميعا. تلك أمور تبدو بديهية ولكنها ليست كذلك دائما ، لابد أن نستحضرها في هذا الزمن الذي اختلطت فيه المقاييس وراء غيوم من التشويش الحاصل في الأذهان،وانطلاقا من ذلك يجب علينا أن نتوقف عند حقيقة ، لا بد أن تكون يقينا لدى الجميع ، مهما افترقت بهم السبل ، وتعددت مشاربهم، ومهما كانت الخلفيات الإيديولوجية.

إنها حقيقة، تجمع عقدنا ، وتضعنا كلا على الصراط المستقيم، مفادها أنه لا ولاء إلا لموريتانيا، قبل وبعد كل شيء ، موريتانيا فقط ، موريتانيا وحدها، وبعد ذلك تأتي الإنتماءات.

إن ما يجمعنا هو هذا الوطن وأرضه التي أنبتتنا نباتا حسنا،فتربينا وترعرعنا على أديمها ، ونحن مدينون لها، ولذلك فليس لنا إلا أن نكون قلبا وقالبا لها قبل أي شيء آخر، وعلى صفاء بلادنا الديني والمذهبي ، وهو صفاء قلة مثيله ، فالجميع مسلمون سنة مالكيون موريتانيون ينتمون إلى هذا الوطن الذي ندين له بالولاء الكامل دون غيره.

وحتى نثبت بعد ذلك انتماءاتنا المغاربية،العربية أو البربرية، أوالإفريقية وحتى الكونية ، فلا بد لنا من أن ننغرس في محيطنا المتنوع في موريتانيا وأن نتجذر فيه عبر ولائنا لهذا الوطن، الضارب في تعاريج التاريخ ومفاصله.

ففي خطابه بمناسبة تنصيبه في 02 أغسطس 2014 استعرض الرئيس محمد ولد عبد العزيز هذه النقطة ، قائلا: ".... فنحن شعب واحد نسعى للانتصار في معركتنا ضد التخلف ونطمح لتأسيس مجتمع ينعم بالعدالة والمساواة بين كافة أبنائه، في الحقوق والواجبات ومعيار التفاضل فيه يتحدد على أساس الكفاءة والتميز والمواطنة الحقة.........."

وبذلك فإن الولاء لموريتانيا هو اليوم وينبغي أن يكون مستقبلا، ثابتا من أهم الثوابت ليس في سياسة الحكومة فحسب ، وإنما كذلك في توجهات كل منا.

ولا بد هنا من التوقف عند أمرين اثنين لترسيخ هذا الولاء اعتمادا على مقوماته: أولا:ومن التاريخ بكل أحقابه البعيدة والقريبة ، فإن علينا كموريتانيين أن لا ننكر على أحد موريتانيته وذلك ليس اليوم فقط بل عبر التاريخ كله ، بنبذ كل ما يمكن أن تُشم منه ريح الكراهية والحقد والفئوية والعنصرية البغيضة،فكلنا نتاج هذه الأرض القادرة على الاستقطاب والاستيعاب، وتلك عبقريتها.

ثانيا:ومن التاريخ المعاصر والحديث ، فإن الكفاح الذي خاضه الموريتانيون من أجل استقلال بلادهم واستصفائها من براثن الأجنبي، الذي أراد السيطرة عليها وامتصاصها حتى النخاع، واستبدال شخصيتها لغتها ودينها،والتضحيات التي قدمها أبناء هذا الشعب ، كلها صنعت هذه الخاصية الموريتانية التي نتمسك بها كثابت من ثوابتنا ، والتي تستدعي منا أن لا يكون ولاؤنا لغير وطننا الذي نتفيأ ظلاله وننعم بخيراته.

إن معركتنا مع المستقبل هي معركة تعليم ونجاح في تحقيق أعلى المكتسبات المعرفية العلمية،ومن هنا فإن على بلادنا أن تولي العملية التعليمية لا كما ولا عددا فحسب ، بل كيفا ونوعية الأهمية القصوى، لأن ذلك هو شرط النجاح غدا وبعد غد ، في عالم تتسابق فيه الأمم على امتلاك المعرفة، وحرمان الآخرين منها.

ورفع مستويات التعليم اليوم ليس ترفا فكريا، بل هو في صميم القواعد الرئيسية لبناء المستقبل ، وموريتانيا في أشد الحاجة ، لأن تبذل الجهد والمال لرفع مستويات التعليم عبر خطة تنتهي ببلادنا إلى شاطئ السلامة،لأن موريتانيا لكل الموريتانيين ، هذه حقيقة قائمة، ولكن موريتانيا أيضا بكل الموريتانيين الذين يحملونها في قلوبهم التي لا تنبض إلا لها.


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2014-08-12 10:37:50
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article7723.html