أجرت وكالة كيفه للأنباء مقابلة مع الناشط والوجه المهتم بقضايا السكان والوعي المدني بكيفه السيد علي جينك الذي يقيم بفرنسا ويتردد على مدينته كيفه في الكثير من العطل وقد أجاب السيد جينك على مجموعة من أسئلة الوكالة وهذا هو نص المقابلة كاملا:
وكالة كيفة الأنباء : تقيمون أكثر أوقاتكم في الخارج ثم تعودون إلى مدينتكم كيفة فماذا تغير ايجابيا لصالح السكان ؟
علي جنك : نعم منذ خمسة وعشرين سنة و أنا في الخارج مما مكنني من الحصول علي الجنسية الفرنسية و فريح بتلك المدة التي قضيتها في الخارج حيث شاهدت الكثير من الوعي ودرست كثيرا إلا أن هذ كله لم ينسيني مدينتي كيفة حيث واظبت على زيارتها كل سنتين وأثناء زيارتي لها هذه السنة وجدتها تغيرت تماما فلم تعد مدينة نظيفة لكثرة , الأوساخ المنتشرة في الشوارع ولم تعد مدينة حضرية ولا شوارع لها والأسعار مرتفعة ارتفاعا جنونيا والسوق وسخة والبلدية لم تقم بدورها وهذا يؤلمني تماما وأريده أن يتغير وأرجو من السلطات البلدية أن تتحمل مسؤوليتها علي جميع الأصعدة لحاجة السكان لذلك .
وكالة كيفة للإنباء : إذا كنتم اطلعتم علي سير المرافق الخدمية بكيفة فبم تقيمونها ؟
علي جنك : أما ما يعني التعليم بصفة عامة فهو فاسد ففي مرة كنت في زيارة لقرية تناه فوجدت انه منذ خمسة عشر سنة لم يدخل تلميذ واحد إلي الإعدادية و من الغريب أن المدير الجهوي و بعد نقلنا له الحالة أجاب انه لم يزر القرية قط فهنا أشير إلي انه عليا تطبيق المثل القائل الرجل المناسب في المكان المناسب كما ’ يجب علينا تفعيل دور الشباب ولا نعود إلي الزمن الغابر بتعيين قدماء الوزراء الذين شغلوا المناصب الوزارية سالفا الشباب هوا حسن شيء و هو من يستطيع أن يقوم بالمهمة في هذه الظرفية كما قال السيد الرئيس ’ أما الخدمات الإدارية الاخرى وخاصة علي المستوى الجهوي فالوالي إنسان طيب وإداري محنك قريب من المصالح الجهوية و المواطنين فهو يسمع ويري كما انه يلاحظ بكل ما يمكن أن يكون من صالح المواطنين وأرجو أن يكون في منصب اكبر من والي .
وكالة كيفه للأنباء:تنتمون إلي حي القديمة الذي عرف عبر التاريخ بالتحرر والنظرة التقدمية للأمور لكنه أخيرا تحول تحولا جذريا فغزته القبائل وأصبح أطره يحلقون في سرب الأنظمة و التطبيل لها ما هو تعليقكم وما بقي من القديمة القديمة ؟
علي جنك : جيد،أنا من مواليد حي القديمة والقديمة قديمتي ’ اعني كيفة والتي نسميها بالمعني العامي عندنا بالدشرة وبالفرنسية "كيفة فيلاج" ولكنها وللأسف في فشل ذريع الشيء الغير معقول والناس متفرقين إلي مجموعات مما جعلهم سياسيا غير متفاهمين واضرب لذالك مثلا العمدة الذي كان مقدما من قبل جماعة القديمة أي بوبكر ولد خور ثم في الأخير يأتي الر فض له من طرف جماعة القديمة الاخري من الذي رفضه من وجهة نظري القديمة هي التي رفضته حيث تذرع البعض انه ليس من أهل القديمة إذا هنا يتضح الأمر كما قلت لك أهل القديمة ليس علي قلب واحد كل يطبل علي ليلاه يريد لنفسه لا للآخرين وهذا مؤ سف للغاية إذن ما دامت هذه الروح النفعية الطمعية موجودة فيهم لن يتقدوا خطوة واحدة إلى الأمام أبدا . أما في ما يخص القبيلة ككيان تنظمي أري أنها لم تعد صالحة للشأن العام ولكنها للمسائل الخاصة أكثر جدوائية أي في الشأن الاجتماعي والأمر بسيط جدا لأننا نعيش القرن الواحد و العشرين و ليس من المعقول أن نقبل القبيلة الجهوية والعنصرية في أوساطنا و كما تعلم نحن أهل القديمة معروفون بشهامتنا حيث لا نؤمن بالقبيلة من حيث هي بل نؤمن بشيء واحد هو موريتانيا فعلي الناس أن يتخلوا عن هذه الأفكار البائدة ويتبنوا أفكارا انجع وأصلح للشأن العام فالنظام القبلي لم يعد صالحا لهذا فعلينا أن نكون دولة عصرية تواكب ركب حضارات الدول المجاورة فنحن أحسن منهم من الناحية الاجتماعية والاقتصادية فلما لا نسايرهم؟
وكالة كيفه للإنباء : تتعامل السلطات العليا للبلد مع مدينة كيفة بالاستهتار والإقصاء والتهميش فإلام تردون الأسباب ؟
علي جينك : انظر القديمة لا تقل أنها حي من أحياء مدينة كيفة إلا انه يعتبر حي له خصوصيته أما من الناحية السياسية فحياة حي القديمة ليست حياة الأسلاف التي عشناها حيث كانوا يأبون الضيم و لكن للأسف أهل القديمة اليوم البعض منهم يعمل لصالح فلان في بعض الأحيان وعلان في أكثر الحالات لكني لا أشير بأصبع الاتهام إلي شخص بعينه لان كل من تربعوا علي عرش السيادة في كيفة القديمة لا تعني لهم شيء ومن هنا يظهر التهميش المقهور علي حي القديمة من السلطات العليا للبلد والمنتخبين فلا يحظون بأي تعين تحظي به الولاية .
أما فيما يخص رئيس الجمهورية فهو رجل يعمل جاهدا لبناء موريتانيا فقد التقيت به في باريس أكثر من مرة فهو إنسان يعمل لبناء موريتانيا الجديدة, وللأسف هناك مجموعة معه لا اعلم هل هو علي علم بها ولا اظنه كذلك تعمل عكس البناء الذي يعمل الرئيس جاهدا لتحقيقه و أرجو من الحكم الجديد الذي سيتم تنصيب في الأيام القادمة أن ينتبه لذلك وان يضع في حساباته الشباب لان الشباب هو أحسن شيء فعليهم أن يجعلوا منه وزراء ونحذر ممن شغل منصب وزير سابقا أن لا يكون في الحكومة الجديدة لأنهم هم افسدوا هذا الوطن.
أما رئيس الجمهورية فأري انه علي اطلاع بكل الأمور التي تجري في البلد فقد سمعت خطابه في كيفة وكيهيدي فكل الوعود التي تعطي للمواطنين أنجزها ووفي بها.
وكالة كيفه للأنباء : أصبحت مدينه كيفة مدينة قبائل ولم تعد السياسة إلا وسيلة لدي هذه القبائل ’لإثبات وجودها وغيبت الكفاءات ومعايير النزاهة في اختيار المنتخبين فما تقولون على هذا الصعيد؟
كما قلت سابقا القبائل لم تعد تصلح لهذا العصر اليوم للاننا نعيش في القرن الواحد والعشرين ’ حيث لا يمكن للقبيلة أن تكون في المقدمة في كل شيء ولكن يبقي لها الجانب الاجتماعي الذي تتدخل فيه ، أما أن تكون علي رأس كل شيء حتى أنها تأثر علي الانتخابات واختيار المرشحين فهذا أمر مستحيل ،وغير ممكن كما أن الاستغناء عنها أيضا أمر غير مقبول ولكن علينا أن نجعل القبيلة في إطارها الاجتماعي البحت الذي لا غني عنه.
وكالة كيفة للأنباء : ما تقييمكم لمنتخبي كيفة سواء كانوا برلمانيين أو عمدا؟
علي جنك: المنتخبون سواء كانوا برلمانيين أو عمد جميعا لا يصلحون لشيء ’والسبب بسيط هو أن الواحد منهم يتم انتخابه من قبل الشعب ثم يسكن في العاصمة نواكشوط ولا يسال عن أحوال المواطنين الذين انتخبوه للذود عنهم في قبة البرلمان و عن مشاكلهم و طرحها علي الجهات المعنية على المنتخب أن يكون له مكتب في دائرته فيه مداومة يومية لاستقبال مشاكل المواطنين لرفعها إلي المصادر المعنية لحلها| ،فمثلا مشكل الماء في كيفة لا يجد من يطرحه لأنه مشكل حقيقي كما أنه غير صالح للشرب لوجود مادة "الكالكير" فيه وهي مادة خطير تسبب الحصى الكلوي ولهذا السبب الكثير من سكان المدينة أصبح يصفي للسبب ذاته,هذا المشكل يجب أن يطرح. من سيطرحه المنتخبون؟
لكن المنتخب أصبح سواء كان رجلا أو امرأة همه الوحيد أن يمتلك سيارة جميلة رباعية الدفع فقط ومنزلا من ارقي المنازل في ارقي أحياء العاصمة نواكشوط إضافة إلي الراتب، أما قضايا المواطنين كأنها لا تعنيهم البتة فعلي منتخبينا أن يتحلوا بالروح الوطنية ويكون همنا الوحيد بناء موريتانيا أولا ثم مدينتنا ثانيا .
وكالة كيفة للأنباء:هل من كلمة أخيرة توجهونها لسكان مدينة كيفة؟
أقول لسكان مدينة كيفة انه حان الوقت لان ينتظموا ، ويتركوا التفرقة وخاصة في القديمة وكذالك العنصرية فموريتانيا دولة جميلة ,ولكن ينقصها النظام فعلي الناس أو السكان علي الأصح أن يكونوا كرجل واحد همهم بناء وطنهم ويتخلوا عن المشاكل وهذا آخر ما كنت أود قوله لهم وشكرا.
أجرى المقابلة محمد ولد جدو