كيفه .. من يسقي آمنة ؟
وكالة كيفة للأنباء

ما إن أشرقت شمس الخامس والعشرين من مايوا2014،حتى استيقظت آمنة حاملة الإناء ومتجهة صوب الحنفية ،بيد أنها فوجئت بالحنفية لاتقطر،بدأ القلق يتسرب إليها شيئا فشيئا إلاأنها ما لبثت أن اتجهت نحو المُخزن(لنبلكه) دلت آمنة الدلوإلى قعرالمخزن ففوجئت به يلتطم بقعره اليابس باعثا صوت اليأس والعطش،فازداد قلقها ولم يبق أمامها إلا البئرالقديم الذي حفره جدها منذ أربعة عقود من الزمن،وقد استغنت عنه الأسرة منذ سنوات،دلت آمنة الدلوفي البئر فوقع على الماء،لم تتعجل عليه ليمتلئ أكثر إمتلأ الدلو،وجعلت آمنة تستخرجه بصعوبة وجهد جهيد، وهي تمني النفس بماء عذب زلال ولما وصل الدلو حافة البئرأخذته بيد قابضة متعطشة ولما صبت الماء في الإناء صدمت فالماء ثخن نتن الرائحة تأباه الحمير،سمعتها جدتها وهي تتوجع قالت:لاعليك بنيتي، لقد القيت في البئرجيف كثيرة حتى الكلاب والحمير القيت به،ثم استعملناه بعد ذلك للصرف الصحي، القت آمنةالدلو بعيدا ونظرت إلى الساعة،فإذا عقاربها،تشير للسابعة وعشرين دقيقة اتصلت على صاحب الأجرة قائلة:لم يبق عن الذهاب للمدرسة إلا عشر دقائق جاء صاحب الأجرة مسرعا وهوالآخر مازال يبحث لوالده عن كوب ماء ليستعمل به الدواء عله يخفف عليه وطأة الحمى.

التي أصابته من ضربات الحرارة ووصلت آمنة إلى المدرسة وبخطى بطيئة أتعبها العطش،دخلت على الأستاذ فإذا به يشرح جغرافية الولاية معرجا على نقاط المياه فيها،ذاكرا البحيرات الجوفية التي كانت المدينة تشرب منها،عندها قالت آمنة بصوت خافت ليتني دودة أرضية( بوقريس)لأشق الأرض فأشرب،وأرجع وتفقدت آمنة أهل الفصل فإذا بزميلتها في الحي لم تحضر،اتصلت عليها،فلم ترد،فقالت عساها بخير،غير أنها فوجئت برسالةSMSتقول:عذرا أخيتي لاأستطيع الكلام من العطش فراسليني ولا تكلفيني الكلام، عندها لاحظ زميلها في الفصل ما فيه حيها من عطش محدق وذكر لها جماعة السقيا التي يقوم عليها خيرون من أهل الولاية اتصلت آمنة بهم ،وأخبرتهم خبر الحي فقالوا الواحدة والنصف نكون عندكم،واسترسل الأستاذفي الدرس وصمتت آمنة تستمع الدرس وعندما لم يبق إلا عشر دقائق استأذنت آمنة الأستاذ متجهة نحو الدكان وبالكاد وصلته،قالت بصوت منخفض أريد قنينة ماء فقال صاحب الدكان:إدفعي أولا ففتشت آمنة حقيبتها وبحثت في جوانبها فعثرت على مائة أوقية،وأخرجتها فقال صاحب الدكان:لا الماء بمائة وعشرين أوقية،ارتسم اليأس على وجهها، دخل زميلها محمد محمود فاستعطفته هل عندك عشرين أوقية فلم يستطع إجابتها من شدة العطش، لكن أشارعليها أن لا،فلم يبق أمامها إلا الرجوع للبيت وبما أن حلقها قد جف بعثت برسالة:SMS لصاحب الأجرة فرد عليها إن سيارتي قد تعطلت،فجن جنونها، فمر بها الأستاذ (المدير)فركبت معه ولما وصلت المنزل سألت عن زميلتها فقالوا هي في المستشفى من شدة العطش،قالت أين ولدي؟ قلوا هو عند الحنفية منذ أن استيقظ يطلب الماء،فذهبت إليه مسرعة وضمته إلى حضنها ولسان حالها :لعل حضني ينسيك مرارة العطش وماهي إلا لحظات حتى غلبت الصبي عيناه فوضعته عن حضنها،وعندما أشارت عقارب الساعة للواحدة والنصف تذكرت آمنة أهل السقيا فأرسلت لهم برسالة:SMSمتعطشة على مجيئهم غير أنهم ردوا عليها لقد تعطلت عجلات السيارة ولم نتمكن من الوصول إليكم عندها فوضت آمنة أمرها لله، وأتكأت بجانب ولدها الصغير،ولسان حالها لعل النوم ينسيني مرارة العطش، وما إن غطت آمنة في النوم حتى ألحت جدتها في التضرع والدعاء داعية: اللهم أسقنا بالصالحين منا واسقنا بعم نبيك العباس،كما سقيت به أهل المدينة،وفي لمح البصر تلبدت السماء بالغيوم وخطف البرق وتكلم الرعد،وآمنة وصغيرها نائمين،فتهاطل المطرتهاطلا لم يسبق له مثيل فلم يوقظ آمنة وصغيرها إلا خرير الماء وقطرات من فتحات في السقف .


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2014-08-03 01:30:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article6894.html