كيفه : المدرسة المثيرة للجدل !
وكالة كيفة للأنباء

لا يكاد العقل يصدق بان بلدا مثل بلدنا لا يتجاوز سكانه 4 ملايين ساكن و يمتلك مقدرات اقتصادية متنوعة من حديد وسمك وذهب وفوسفات ونفط ، فضلا عن كونه من أهم الدول التي تزود العالم بالحيوانات .. كما يمتلك مساحات زراعية شاسعة ولديه جاليات ذهب بهم الحرمان والتهميش إلى بلدان مختلفة من العالم بحثا عن لقمة العيش ، ومنها يستجلبون العملة الصعبة إلى وطنهم ، يعجز عن توفير بناية مدرسية في قلب أهم المدن وحتى عن توفير جرعة ماء للسكان .

أيكم يصدق أن ولاية كولايتنا بها سلطة رشيد ة أو ساسة يطمحون لإسعاد مواطنيهم توجد بها مدرسة مؤجرة منذ سنة 1968 وحتى الآن ، تخرج منها أطر من أبناء هذه المدينة جلهم يشغلون الآن مناصب سامية في الدولة .

إنها مدرسة "البر والإحسان" المسماة قديما " المدرسة رقم 5 " .

إن هذه المدرسة كغيرها من مدارس مدينة كيفه توجد في حالة تثير الاستغراب والدهشة ، فهي بناية ملك لشخص معين أجرتها الدولة الموريتانية بموجب عقد منذ سنة 1968 وفيها تم افتتاح أول إعدادية بالمدينة وبعد ذلك ب 5 سنوات وبالتحديد سنة 1973 تم استغلالها للمدرسة الابتدائية رقم 5 التي أطلق عليها فيما بعد اسم مدرسة "البر والإحسان " وحسب المعلومات التي تم التحصل عليها فإن إدارة المدرسة لا تمتلك أية نسخة من العقد الذي تم بين مالك المدرسة والدولة لكي يتسنى معرفة مدته وطبيعته ، خاصة أن المدرسة لا تستفيد من بناء أو ترميم لا من طرف المالك الشرعي لبناية المدرسة ولا من طرف الدولة مما جعلها تبقى نسيا منسيا لاهي مؤسسة عمومية تتولى الدولة بناءها وترميمها ولا هي مرفق شبه عمومي تستغله الدولة بموجب عقد واضح تتولى الجهة المالكة توسيعه وترميمه في حين تتولى الدولة التعويض .

وباختصار فإن هذه المدرسة تتكون من 5 حجرات ضيقة بنيت منذ عهد بعيد ، جلها من الحجارة والاسمنت حالتها العامة سيئة للغاية لا تضمن تأمين أثاثها ولا سلامة التلاميذ ، لا ماء بها لشرب التلاميذ ولا مرافق لقضاء الحاجة وبها شبه خزان ومكتب تم اقتناؤهما بالمجهودات المتواضعة لإدارة المدرسة بالتعاون مع مكتب آباء تلاميذ المدرسة ولها حائط خرب هو الأخر وبه يتم جمع القمامة من طرف الحي .

تستوعب هذه المدرسة 6 أقسام تربوية ولولا حالتها السيئة لكانت من أكبر المدارس بنية نظرا لموقعها الاستراتيجي واعتمادها على طاقم كفء جله من أبناء الحي .

لكن تضافرت عدة عوامل ترتبط ارتباطا وثيقا بالزبونية والمحسوبية وقفت في وجه كل النوايا الحسنة الرامية إلى الحصول على حل ينهي وضعيتها المثيرة للجدل حقيقة .

لقد باءت كل المحاولات التي عملها القائمون على هذه المدرسة بالفشل كان أخرها اتفاقية بين إدارة المدرسة مع منظمة الرؤية العالمية WORD VISION سنة 2009 من أجل بناء المدرسة يتولى بموجبها الآباء توفير رقعة أرضية في حين تتولى المنظمة تمويل بنائها ، وبعد حصول الآباء على رقعة أرضية بنفس الحي الذي توجد به المدرسة والتي لا يعلمون إن كانت لا تزال موجودة أم أنها أضحت في عداد المفقود ، وبعد موافقة المنظمة على تمويلها أرسلت WORD VISION مكتب دراسات لدراسة مخطط بناء المدرسة عملت أيادي خلفية على وضع عراقيل للحيلولة دون تنفيذ اتفاقيته تمثلت في اشتراط رخصة للقطعة الأرضية ، ورغم ذلك أعطى والي الولاية آنذاك أمرا بتنفيذ الاتفاقية رغم عدم توفر الرخصة ، لكن يبقى نفوذ المافيا أقوى من المصلحة العامة حيت عملت على وضع عراقيل أخرى لكن هذه المرة تتعلق بعدم توفر ظروف السلامة في المكان وكأنها حالة خاصة من بين مدارس المدينة التي يقع جلها على الشوارع الرسمية وفي الطرق المعبدة وفي أماكن غير مناسبة ، لكن إداراتنا للأسف حينما تريد أن توفر أسبابا تتستر وراء ها لصياغة جملة من العراقيل المختلفة والغير شفافة والغير مبررة من أجل التحايل على الصالح العام خدمة لمصلحة خاصة.

كل ذلك عطل حالة المدرسة المثيرة للجدل لتبقى على هذه الوضعية السيئة في انتظار أن تباع بنايتها على رؤوس التلاميذ فيذهب كل من بها إلى مكان آخر ، أو أن تجد من ينتصر لها ويدافع بصدق عن حالتها باعتبارها رمزا من رموز المدينة بها أول إعدادية وخامس مدرسة خرجت أبناء لم يعترفوا لها بالجميل !؟

السالم ولد محمد كابر لوكالة كيفه للأنباء


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2014-05-14 02:05:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article6659.html