بسم الله الرحمن الرحيم
لا تضرب العبد إلا بالعبد
يا لها من فضيحة هزت أركان نواكشوط بشكل خاص والشعب الموريتاني بشكل عام، إنها فضيحة ومؤامرة هذه المرة على حقوق لحراطين المشروعة، إن القصة هذه المرة بطلها رئيس الجمعية الوطنية، وممثلها وزير التعليم العالي، وموزعة أدوارها وزيرة الإسكان والعمران، خسئ المتآمرون وسحقا لمن دنس سمعة لحراطين وتاجر بحقوقهم فلا ربحت تجارته، سحقا لمن يعيش على رقاب لحراطين الصبورين الميالين للسلم، أما تخافون من أكل مال لحراطين، أما كفى من سمسرة هذه الشريحة ومص دمائها، أما كفى يا مصاصي الدماء وسماسرة الضمير وأباطرة الفساد من ظلم لحراطين، أما كفى يا رسل العزيزية ورسل البيظان من احتقار هذه الشريحة فأنتم لا تمثلون إلا أنفسكم بل لا أجازف إن قلت بأنكم لا تمثلون أنفسكم لأن من لا يتحكم في ضميره وفي موقفه ليس حريا بالتحكم في نفسه ولا يمكن له بالأحرى أن يلجم نفسه عن فعل ما هو مشين فيا للفضيحة والدناءة والرذالة والنذالة أن تبتعث السلطة رسلا من بني جلدتنا لكي يفاوضوننا على حقوقنا المشروعة إنه الخزي والعار الجهنمي فمتى كان لنا التنازل عن حقوقنا وهنا تتحقق مقولة "لا تضرب العبد إلا بالعبد" وهو نوع من أشكال العبودية المعاصرة التي تستكها السلطة الحاكمة ورجالات قبائلها ومتدينوها فكفى احتقارا وتلويثا وتدنيسا وسمسرة لشريحتنا، وكان حريا والأجدى بقيادة ميثاق لحراطين أن يكرموا رسل السلطة بصفعهم سوطا كي يكرموا مثواهم وحتى يكونوا عبرة لمن يعتبر، فالوقت لم يكن وقت شراء ذمم لحراطين التقويين بالجبلة والفطرة الأصفياء والأتقياء عملا وقولا والذين لا يخونون ولا يتوانون عن قول الحق فما أصبركم على الجلد والحيف والاختطاف من طرف السلطة وجلاديها يا حراطين موريتانيا، مورست العبودية على ذويكم، فصبروا، ضرب بعضكم البعض الآخر بإيعاز من السلطة أو القبائل أو المتدينين فصبرتم وصابرتم، أرسل بعضكم على البعض كي ينكل به فتعاميتم قطعوا أرحاكم وسلبوكم فلم يزدكم ذلك إلا صبرا، واليوم ها أنتم تستقبلون ثالوث البيظان ورسل العزيزية (رئيس الجمعية الوطنية، وزير التعليم العالي، وزيرة الإسكان) كي يثبطوا عزائمكم فهؤلاء سماسرة السحت السياسي والزنا الأيديولوجي والتعدد المواقفي والتنابز بالألقاب والجهر بالسوء، إنهم بحق ضرابو لحراطين بالنيابة عن البيض وعن السلطة وعن القبائل بشكل تسلسلي، هؤلاء مصاصو الدماء وأكلة مال لحراطين بدون طيب نفس قال تعالى أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه الآية أكلتم ثمننا أحياء وأمواتا نهارا جهارا فما هذا الجلد للذات الحرطانية الصبورة الوقورة الهيفاء في تعاملها مع الآخر، بمعنى أنها لا تعرف الفحشاء ولا الكبرياء ولا قطع العهود.
فخمس ساعات من الحديث مع قادة ميثاق لحراطين كانت كافية لكشف عوراتكم التي لم تكن مكسوة، مكسوة عارا لكنها فيزيقيا عارية ولهذا كشفتم عن حقيقتكم بامتهانكم للسحت السياسي المبني على حمل النميمة السياسية ووأد الحقوق وسلبها من أصحابها وتعدد المواقف الذي ينبني على أكثر من موقف بفعل ممارسة فاحشة النفاق السياسي والتنابز بالألقاب والتذبذب في المواقف.
فيا رسل العزيزية والبيظان ويا أكلة ثمن لحراطين ويا من ابتاعوا شريحة لحراطين بثمن بخس كان يمكن أن تجدوا أكثر مما وجدتم لو أن حرطانيا تقلد رئاسة البلد لكن السلطة وقبائلها ومتدينيها لا يودون أن يجمع لحراطين شملهم وهو ما اتضح من خلال ابتعاثكم ليلة البارحة واجتماعكم ببعض قيادات ميثاق لحراطين فيجب عليكم أن تفهموا وتفهموا (طلبتكم واعربكم وبيظانكم) أن شباب لحراطين التواقين لاستنشاق عبير الحرية اقسموا يمينا وابروه بأن لا يتقاعسوا عن البحث في إيجاد حلول لمشكلاتهم فلتقنعوا بيظانكم ورئيسكم أن يبحثوا عن مخرج من خلال مصالحة حقيقية مع الواقع قبل فوات الأوان وقبل انطلاق شرارة التغيير الذي لا مناص منه ، التغيير البنيوي والجذري الذي يعطي للحرطاني حقه دون أن يمتن عليه أحد بذلك ، إنه التغيير الذي يجد فيه كل موريتاني حقه كاملا دونما وساطة وسيكون منصفا لكم أنتم أيضا رسل البيظان جلادي لحراطين بشكل عشوائي.
ومن ثمة كان الأولى بالسلطة أن تبعث رسلا من البيظان بدل بعث رسل من الشريحة خاصة وأنها فاقدة للمصداقية وحتى أن الواحد منهم لا يتبع له شسع نعله فأحرى لحراطين السلاطين بالجبلة والفطرة ذي الشوكة طويلي الباع التواقين للسلم إن أرادوا والشريرين إن أرادوا فلا تضرب العبد إلا بالعبد حقا مقولة لاكها المثقفون واجترتها الأنظمة وجربتها قبائل الأنظمة وأزلامها لكنها تبقى حقيقة بالنسبة لنا فيا سماسرة لحراطين ومصاصي دمائهم توبوا إلى الله توبة نصوحا واعلموا أن الدنيا زائلة وأنها أوشك فناؤها يقرب أفلا تخافون من أن تلقوا الله وهو غضبان عليكم بفعلكم وأكلكم لحقوق لحراطين، أي بفعل السحت السياسي الذي تفوح منه رائحة المتاجرة بحقوق هذه الشريحة والزنا الأيديولوجي المبني على حمل الشقاق بين الفئات وإذكاء الفتنة فإن الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها، بمعنى أن ميثاق لحراطين أصبح قضية وطنية لا يزيغ عنها إلا هالك أو مكابر، فالتعدد في المواقف أصبح ديدنكم والمتاجرة بالشريحة هدفكم ولهذا أصبحتم منذ هذه اللحظة لا تزنون جناح بعوضة لدينا إن كنتم كذلك لأن الهدف الذي قمتم به ليس هدفا نبيلا ولا فعلا جميلا إنه وصمة عار في جبينكم لكننا نحن في المقابل هدفنا نبيل وعزنا جليل يتمثل فقط في العدالة والإنصاف فأينا الأجدر بالأنسنة (L’humanisme).
كيفة بتاريخ :29/04/2014
الأستاذ: السيد ولد صمب انجاي
أستاذ الفلسفة بثانوية كيفة