ذلك سر لولد عبد العزيز أفشاه لشيوخ حزبه الذين التقاهم الأسبوع الماضي وطلب منهم كتمه في الوقت الحالي، وهو: "لن أترشح لانتخابات 2014"، يجب أن لا يقال هذا خصوصا لأعداء التصحيح والمفسدين الذين هم في المعسكر الآخر بالتأكيد وفي المعارضة لأنهم قفزوا إليها لما حيل بينهم وبين ما كانوا يمارسون من فساد.
هذه المعلومة لا بد أن تصل إلى العموم وستضخم وتقلب على كل المعاني، وستكون مادة في نقاشات الصالونات وفي المواقع والصحف. قبل أن تتضاءل في الغد، فعبد العزيز لم يفكر ولو للحظة في مغادرة القصر الذي يحتله منذ 2005 برضاه.
لقد مزج الرئيس بين الجد والهزل وهو يدعوا شيوخ الحزب إلى الاستمرار في كل الاحتمالات حتى ولو قرر هو - وهو الروح المحركة- عدم الترشح لفترة ثانية. وهي فرضية في غاية البساطة ربما لم يجد من يقول له إنها لا يقبلها عقل تماما مثل ما وقع مع الحزب الجمهوري بعد رحيل ولد الطائع. فهناك كثير من الأمور المشتركة بين الحزبين: فقد أنشئا من طرف رئيس في السلطة، وانتسب إليهما الناس تقربا إليها وتركوهما عندما لم يعودوا محققين لمصالحهم.
قد يكون ما قال ولد عبد العزيز معبرا عن واقع فقد تضررت صورته بأفعال ولده، وكذا بآثار الجفاف التي تقود البلد إلى خطر الكارثة، والقاعدة تهاجم البلد من حين لآخر وهي تحتجز الآن أحد الدركيين. وكذلك الاضطرابات في مالي التي قد تنعكس على البلد وتؤثر في أوضاعه. والمعارضة التي تكسب نقاطا جديدة وتزداد جرأة. والاحتجاجات الموجودة في الشارع بسبب ما يجري في الجامعة، والغلاء الذي يزداد يوما بعد يوم. وهناك قطاع من الجيش غير راض، والحكومة تبرهن كل يوم على عجزها. ولم يقدم الحوار النتائج المرجوة. وأجلت الانتخابات إلى أجل غير مسمى، ولا يوجد أمل حقيقي في الأفق، ولم يخفف هذا الإعلان من حدة الوضع إلا لفترة وجيزة.
أحمد ولد الشيخ
Le Caleme N: 822
ترجمة ونشر: مركز الصحراء