عندما أمسكت القمر بيدي ذات مساء على ربوة صغيرة في إحدى قرى ولاية آدرار عبر رواية "الحب فى زمن الكوليرا " لم أكن يومها أعرف أن الحظ يقف معي وإلى جانبي و أننى وأنا على نفس الربوة سأتجول في كوادا لاخار وفى سان لويس دى لالوما ولا حتى بأنني سأعانق اخوانيتا فى الحي اللاتيني من مدينة أكابولكو ... كان ذلك قدري الجميل, اعترف أننى بكيت لحظتها وبأنني تساءلت ما الذي يجمعني بهؤلاء و أنا على الضفة الأخرى من المحيط وهم فى الطرف المعاكس والأبعد فلا الأصل ولا اللغة ولا المستقبل المشترك
... لقد كانت روايتك كفيلة بالإجابة. لقد جمعني غابريل الإنسان بهؤلاء وبتلك الأرض.
عزاؤنا فيك أن العالم يلتحف السواد اليوم والعواصم تغسل كحلها بالدموع المودعة .. مصير ومآل لا نملك من أمرنا إلا الاستسلام له.
. إننى أنعيك اليوم من على نفس الربوة التي تعرفت عليك من خلالها ذات يوم وأنعي ملايين المعجبين والمحبين وانعي السلام .
يعيبون حزنى عليه أعترف بهذا. ورغم هذا قرأت كتابين أو ثلاث فقط من بين ستة كتب احتفظ بها له فماذا لو كنت قرأت الستة وماذا لو كنت واصلت القراءة حتى وصلت أعمدته اليومية فى جريدة الاسبكتادور قبل 60 سنة.
فى مناسبة كهذه وبعد تقديم كل عبارات المواساة لكل عشاقه ومحبيه عزائى لكم فى أن 30 مليون نسخة من رواية واحدة لهذا العملاق وزعت عبر العالم قد وصل الى هذه الزاوية المنسية من العالم بعضها وان ابتسامته الجميلة ستتحول قريبا الى عشرات التماثيل فى ارقى عواصم العالم لقد جمع الكثيرين بكلماته وأذاب جليد كل المختلفين عبر خيال رسمته رواياته من كاسترو الى كلنتون الى أحياء الصفيح المتناثرة فى نواكشوط فالتنعم روحه ولترقد بسلام فلا حديث للعالم اليوم الا عنه.