استقبل اليوم رئيس المبادرة الانعتاقية، المرشح لرئاسيات 2014، بيرام ولد الداه ولد اعبيد، في منزله بمقاطعة الرياض، سعادة السفير الفرنسي المعتمد في نواكشوط، السيد هرفي بزانسينوت، مرفوقا بوفد هام من بعثته الدبلوماسية. وكان المرشح محاطا خلال اللقاء بنوابه (ابراهيم ولد بلال ولد رمظان، كمبا دادا كان، محمد فال ولد سيدي ميله) و مسؤول العلاقات الخارجية في إيرا السيد بالا توري.
وتحدث سعادة السفير الفرنسي، أمام مضيفه، عن اللقاءات التي جمعته خلال الأسابيع الفارطة مع عدد من الفاعلين السياسيين الموريتانيين في ضوء الانتخابات الرئاسية القادمة والأزمة السياسية الراهنة. وقدم سعادته خلاصة لتلك اللقاءات، موضحا ما استشفه من مواقف الفرقاء، كل على حدة، بخصوص احتمال المقاطعة والمشاركة والتجاذبات الراهنة.
واستفسر سعادة السفير عن مدى خشية المرشح بيرام ولد الداه ولد اعبيد من أن تعرقل السلطات ترشحه. كما أوضح اهتمامات منسقية المعارضة المنصبة حاليا حول نقاش بعض الأمور الدستورية المتعلقة بشروط المشاركة، متسائلا عن إمكانية مساهمة المرشح بيرام ولد اعبيد في الحوار الدائر رغم اختلافه مع المنسقية من حيث المواضيع والاهتمامات. واستوضح سعادة السفير من مضيفه حول مضامين لقائه بالرئيس محمد ولد عبد العزيز. وفي معرض تدخله قال أحد معاوني السفير الفرنسي أنه ثمة من يتهمون المرشح بأنه يرفع مطالب شريحة واحدة من المجتمع.
المرشح ولد اعبيد، أوضح لسعادة السفير الفرنسي أن العرقلة الكبرى تتمثل في إمكانية أن تتضافر جهود المجموعات المهيمنة للضغط من أجل إبعاد التيار الانعتاقي من الساحة السياسية، وأنهم - في هذا الصدد- لا يفتأون يلفقون الاتهامات الواهية وينشرون الدعايات المغرضة بهدف تدنيس سمعة التيار ومرشحه من أجل دفع السلطات إلى الحيلولة دون قبول الترشح، رغم أن المبادرة الانعتاقية لم تقم أبدا بأي عمل مناف للقانون ورغم أن رئيسها ظل متمسكا، خلال كل خرجاته الإعلامية وخطاباته وبياناته، بسلمية المسعى والعمل وفق ما يكفله القانون الوطني والدولي. مضيفا أن سلمية النضال وشرعية المطالب والإلتزام بتحقيق الأهداف النبيلة والشرعية للمهمشين والمقصيين من بين أمور كثيرة حدت بالجماهير العريضة إلى الانضمام للمبادرة الانعتاقية والدفع برئيسها إلى لعب دور سياسي أشمل.
وقال المرشح بيرام ولد الداه ولد اعبيد، خلال ردوده على سعادة السفير والوفد المرافق له، ان جميع الاعتقالات التي تعرض لها هو وبعض رفاقه برهنت أنه كان وما يزال يجسد طموحات الجماهير في التحرر والانعتاق والعدالة والمساواة، لأن تلك الجماهير، من مناضلين ومتعاطفين ومجرد مساندين، تعبأوا بمستوى غير مسبوق وواصلوا المسيرات والاعتصامات والمهرجانات والمؤتمرات واللقاءات في سبيل إطلاق سراح المجموعة. وأكد المرشح أن تلك التعبئة التي تبرهن، بما لا يدع مجالا للشك، على احترام الجموع الغفيرة للمبادرة الانعتاقية ورئيسها، هي ما أغضب النظام والقوى الظلامية المهيمنة التي تسعى الآن، وبطرق خفية، إلى منع ترشح زعيم التيار الانعتاقي لأنها تعتبر (وهي محقة) أنه مرشح القطيعة مع كل الممارسات المتخلفة وغير المنصفة. وقال المرشح ان ترشحه عبارة عن خروج واضح عن الخط الأحمر الذي يفرض المرشحين على البقاء داخل المنظومة التقليدية المتسمة بالارتهان للقوى الظلامية المهيمنة على السياسة والاقتصاد والثقافة والدين. مضيفا أن ترشحه سيشكل تملصا سلسا ومعقلنا من كل القيود التي تمنع تقدم البلاد دون صدام ودون فوضوية ودون عنف، بل وفق ما تمليه الشرعية بغية بناء موريتانيا أكثر عدالة وأكثر مساواة. مؤكدا أن هذا الطرح السليم هو ما حدا بسكان نواذيبو وازويرات والضفة إلى الخروج عن بكرة أبيهم لاستقبال المرشح ووفوده خلال جولاتهم الأخيرة. وقال المرشح أن غالبية ناخبيه من الحراطين والزنوج تم إقصاؤهم من الإحصاء الجاري، وأن ذلك سيكون بمثابة عرقلة أخرى أمام ترشحه ما لم يـُـتدارك.
وفي معرض آخر، قال المرشح الحقوقي ان ماراتون حوارات النظام والمعارضة لا يلعب أي دور في بناء ديمقراطية حقيقية، وأن الديمقراطية لا يمكن بناؤها على أسس صلبة إلا من خلال الاحتكاك بالجماهير كي تفهم حقوقها، وكيفية الحصول على تلك الحقوق، وأهم الأساليب الشرعية والسلمية لتقديم المطالب وفرض الحلول المنصفة هي المشاركة ..ثم المشاركة ..و تأمين المكاسب ووضع الإصبع على الجروح. مضيفا أن التيار الانعتاقي ومرشحه لا يكتفون عكسا لغيرهم، بالشعارات الرنانة أو الأجندات الأجنبية، بل يحتكون بالجماهير ويحملون همومهم ويعبرون عن مآسيهم ويناضلون من أجل تحسين ظروف حياتهم.
وقال المرشح ان المعارضة تبدو، في بعض الأحيان، أكثر تخلفا من النظام رغم طغيانه، فعندما أعلن محمد ولد عبد العزيز أنه سيعدم بيرام، إثر حرقه الرمزي لكتب النخاسة، طبـّــلت المعارضة للفكرة وذهبت أبعد منه في التعبئة والتحريض ضد التيار الانعتاقي ورئيسه و مازال قادة هذه المعارضة ـ حتى اليوم ـ يحتجون على النظام لكونه لم ينتهك القوانين للإعتداء علينا ، رغم تسريح العدالة لنا و عجزها عن إثبات التهم التي وجهت إلينا !
وقال المرشح انه لا يحمل هموم شريحة واحدة، بل إنه اليوم أكثر شعبية في مجتمع الزنوج الموريتانيين من كل زعمائهم السياسيين ومن باقي الزعامات السياسية كلها. لأن التيار الانعتاقي أسس نضاله من خلال الاتصال المباشر بالمجتمعات وتبني مطالبهم والدفاع عن قضاياهم. وقد تجسد ذلك في تكفل التيار بمشاكل الأرامل والمفقودين والمبعدين، لذلك تم استقبال الوفد الانعتاقي ومرشحه في الضفة بجموع لم تستقبل قط، من حيث حجمها، أي زعيم سياسي. دون أن ننسى أن التيار تمكن من الحصول على دعم ومساندة شخصيات وازنة من المجتمع العربي البربري رغم ما يتعرضون له من ضغوط ورغم تهميشهم الممنهج.
وقال المرشح انه تشاور مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز حول إمكانية حلحلة المواضيع العالقة بخصوص ملف الرق. مستطردا أن الرئيس تعهد له بترخيص المبادرة الانعتاقية (إيرا) والحزب الراديكالي من أجل عمل شامل (الرك) وتفعيل وتطبيق القوانين المجرمة للرق، وإنهاء حالة الغبن التي يتعرض لها الحراطين، كبادرة حسن نية في اتجاه حل المشاكل المستعصية. إلا أنه أخلف الوعد جملة و تفصيلا و تنكر لها !!
ثم ختم الرئيس بيرام ولد الداه ولد اعبيد حواره مع الضيف الفرنسي بالقول "إننا لا نطالب بحكومة توافقية و لا نبحث عن وظائف و لا امتيازات، فالحقوق تُنتزع و لا تُعظى . نحن نطالب فقط بتمكيننا من حقنا الدستوري في المنافسة الديمقراطية! و أن يكون الشعب هو الحكم !" و أضاف إنه سيدخل المنافسة بإرادة قوية و طموح كبير و لا مجال للتحالفات على الأقل في الشوط الأول !
انواكشوط في 7 إبريل2014
اللجنة الإعلامية
