ولد باب امين: "كيان موريتانيا اليوم تهدده تراكمات الماضي والحاضر ومخاطر المستقبل"
وكالة كيفة للأنباء

قال رئيس أول لجنة وطنية للانتخابات في موريتانيا (2005 ـ 2007) ورئيس أول منتدي وطني للديمقراطية والوحدة، (الذي اعلن عن تشكيله الاسبوع الماضي)، الوزير والسفير السابق العقيد المتقاعد الشيخ سيدي احمد ولد بابين، إن كيان موريتانيا اليوم، يهدده الخطر بفعل تراكمات الماضي والحاضر وانسداد أفق المستقبل، مما يستوجب من جميع الموريتانيين بدون استثناء هبة عاجلة وقوية ليجنبوا بلدهم هذا الخطر، الذي في حال وقعه سيدمر البلاد والعباد، حسب تعبيره.

وأضاف ولد باب امين، أن الشعور بهذا الخطر هو سبب انشاء المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، الذي شارك في تأسيسه، عدد كبير ومهم من الاحزاب السياسية والمركزيات نقابية ومنظمات غير حكومية وشخصيات مستقلة، كان من المستبعد أن يضمها إطار واحد، نظرا لاتساع الهوة بينها بحكم اختلاف مشاربها واهتماماتهما، إلا أن الوضع السائد في بلدهم وتخوف جميع الموريتانيين من انعكاساته السلبية علي مصير الامة والبلد، كان وراء لقائهم، رغم ان الكثيرين منهم لم يلتقوا في حياتهم، يقول ولد باب امين.

وأكد رئيس مجلس المنتدي، في حديثه عن تشخيصه لمشاكل البلد وعن أهداف المنتدي ، بمناسبة اعلان بدء اشغل هيئاته يوم امس الثلاثاء، أن المخاطر المحدقة بموريتانيا حاليا، جمة بقديمها وحاضرها ومستقبلها، وتهدد وجودها، إذا ما لم تتم معالجتها سريعا وقال إن من هذه المخاطر، التحديات الماضية والتي مازالت الي حد الان تهدد امن البلاد ووحدتها وفي مقدمتها مخلفات الرق التي مازالت مشكلة كبيرة مطروحة، رغم اعتقاد الكل بأنه عالجها في مرحلة حكمه، غير أن الواقع يؤكد انها مازالت تحتاج لعمل وطني علي مستوي جميع الموريتانيين، دون استثناء لحلها بصورة نهائية ويجب أن لا يترك ذلك للمعنيين بقضية الرق بصورة مباشرة والاحزاب التي انشغلت بها حتي الان وإنما يجب ان تكون شغل جميع الموريتانيين وأنهم معنيون بتسويتها وعليهم القيام بذلك سريعا وان يدركوا ان مصير بلدهم مهدد اذا لم يتم القضاء نهائيا علي الرق ومخلفاته.

وتحدث الشيخ سيد احمد ولد باب امين، عن مشكلة الارث الانساني، بوصفها من تحديات الماضي التي تهدد وحدة موريتانيا وقال انها مشكلة كبيرة حدثت قبل 20 سنة وسببت في شرخ عميق بين المواطنين، مبرزا أنها، رغم محاولات معالجتها، قائمة حتى الآن ولم تجد الحل العادل والنهائي.

وقال ان هذه القضية خطيرة ومؤسفة، لكن مع ذلك حدث في بلدان اخري ما هو اخطر منها وتمت تسويته نهائيا عندما توفرت الارادة الصادقة لذلك وحان الوقت لأن تتوفر هذه الارادة في موريتانيا لحل قضايا الارث الانساني، يقول ولد باب امين، وأضاف "هناك امور لم يعد بالإمكان جبرها مع الأسف، إلا أن هناك أمور أخري يمكن جبرها معنويا وماديا، كما يوجد استعداد لدي اصحابها لتجاوز الكثير لكن هناك قضايا لابد من ان توضح للناس وحقوقا يجب دفعها لاصحابها وهذا هو الحد الادني لما يجب القيام به من اجل تسوية ملف الارث الانساني"، يقول الشيخ سيد احمد ولد باب امين.

وفي اطار المخاطر التي تهدد موريتانيا، تحدث عما وصفه بمشاكل الازمة الكبيرة المطروحة لموريتانيا منذ 2008 والتي زادت الانتخابات التي نظمت في ظلها، طينها بلة بدل تسويتها وتفاقمت بوجود برلمان يعمل أكثر من سنتين، خارج القانون ومازالت احدي غرفه تعمل في وضعية خارجه وان كانت الثانية يعتقد البعض انها خرجت من تلك الوضعية.

وأبرز، رئيس مجلس المنتدي الوطني للديمقراطية والوحدة، أن موريتانيا تعاني من مشاكل اقتصادية واجتماعية خانقة وان نسبة الفقر فيها وصلت الي مستوى غير مسبوق، في ظل الحديث عن وجود امكانيات كبيرة.

وقال ان ظاهرة الاساءة علي المقدسات في موريتانيا تنذر بخطر المشاكل الثقافية التي تهدد كيانها اضافة الي مخاطر الامن علي المستويين الداخلي والاقليمي، وشدد ولد باب امين علي عدم واقعية من ينكر وجود هذه المخاطر والتحديات وبدل ان يسعي لمعالجتها، ينكرها ويدعي ان البلد آمن مطمئن وغني.

وأكد اجماع المشاركين في المنتدي علي محاولة حل هذه المشاكل مع السلطات ومع جميع الفاعلين الموريتانيين وأصدقاءها ألخارجيين، مؤكدا علي ان المنتدي مفتوح أمام كافة الذين يتقاسمون معه الاهداف التي رسمها وليس منتدي للمعارضة، التي هي مكون من مكوناته.

وخلص ولد باب امين في تشخيصه لواقع موريتانيا، الي ان المنتدي يرى أن الانتخابات الرئاسية القادمة، يمكن ان تشكل فرصة سانحة اذا استغلت بصورة جيدة لتكوين ارضية جديدة لبداية انطلاقة حقيقة يمكن من خلالها الشروع في علاج هذه القضايا التي تحدث عنها وقال إن ذلك يتطلب استخلاص العبر من الانتخابات الماضية وتنظيم القادمة علي أسس، تجعل جميع الاحزاب السياسية والمواطنين يشعرون بأنهم احرار في خيار من يريدون بدون اي ضغط ولا تأثير من السلطة ولا من اي جهة أخري.

المصدر موقع ديلول


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2014-03-26 16:31:33
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article6200.html