هو المبرك ولد نافع ولد عام "لعمايه الحمره" الموافق ل 1933 في بلدة "آكوينيت" بمنطقة أفله التابعة لمقاطعة تامشكط .
قدم المبرك إلى مدينة كيفه سنة 1962 وهي لا تزال دورا قليلة متفرقة تشكل "القديمة "نواتها" .
ويقول المبرك أنه كان يومئذ طفل صغير يتردد مع مجموعة من أقرانه على "ول سلم" في "لقليك" ويقسم عليهم نقودا بمعدل "طنك" لكل واحد منهم لكن قيمة الطنك كانت عالية حيث يشترون الحلوى "وبنيه" والبسكويت.
بعد ذلك بقليل عمل المبرك مع الدرك
كعامل منزل ولم يرق له ذلك فاهتدى إلى رجل يعد "المشوي" يدعى بلالا وأخذ يبيع له سلعته (المزيان)متجولا بها في المدينة وبعد فترة وجيزة تعلم المبرك صناعة "المشوي" فبادر ببناء "فور" في حي "باب السلام" وهو مكان "التيشطايات" اليوم بحي أتويميرت.
بعد ذلك تزوج المبرك وانتقل إلى مكانه الحالي بحي "التميشه" وأقام به حتى اليوم.
ينكب المبرك بكل جوارحه على عمله كل يوم فيقوم بسلخ الشاة و يمزجها بما يريد أصحابها من مواد أخرى ويخرجها بعد شيها ناضجة ، شهية ويلفها في أوراق ويقدمها ويقبض ثمن عمله.
لم يفكر المبرك في ترك حرفته يوما أو تفضيل مهنة أخرى ولا يتذكر طيلة أكثر من 50 سنة من ممارستها أي تلف أو أخطاء أو حوادث أصابت "مشويه" فعكرت صفاء زبنائه أو صرفتهم إلى غيره.
اشتهر صاحبنا بالإتقان والأمانة فاجتذب الزبناء من مدينة كيفه وخارجها وصار وجهة لمنظمي الحفلات فيشوي لهم ما يريدون من شياه .
يقول المبرك أنه يتعامل مع زبنائه بتسامح و أنه الوحيد الذي يشوي ب 4000 أوقية بدل 5000 أوقية يعمل بها الآخرون. وذكر أن العمل يزداد لديه في فصل الخريف عند قدوم سكان المدينة من انواكشوط وانتعاش المدينة بمناسبات الزفاف .
لم يتلق المبرك أي دعم حكومي أو تشجيع من طرف أي جهة ولا يزال يمارس حرفته بطريقته وقد تخرج على يديه عدد كبير من "الشوايه"
يهتم المبرك بالانتخابات ،وصوت للحزب الحاكم في كل الاستحقاقات وينتقد بصورة قوية أطر كيفه ومنتخبيها ولا يحسبهم ردوا الجميل لمدينتهم .
المبرك أب لعدد من الأبناء علمهم جميعا وأنفق عليهم من حرفته هذه وهو يعيش في مسكن بناه منها وقد كون ابنه الكبير محمد الأمين على المهنة فصار "شوايا" كبيرا يخلف أباه عند التعب و في السفر.
سكان كيفه يعرفون المبرك ولد نافع جميعا فقد أصبح من مشاهير المدينة ، ويكنون له الكثير من المودة والاحترام .
يواصل المبرك عطاءه وهو في عقده الثامن بكل ثقة و وتميز . إنه رجل أتقن عمله فنجح !