يعيش واقع الصحة في المقاطعة وضعا مزريا خصوصا الدور الذي يلعبه والخطوات التي يخطوها من أجل الوصول إلي الأهداف المتوخاة منه وهو في تراجع مع أنه هش في الأصل رغم ما يحاط به من دعايات علي أنه علي أحسن حال فالمتطلع للمرافق العمومية يلاحظ ضعف في الأداء وقلة الكادر البشري واللوجستيكي والأدوية بل هو من وجهة نظري لم تستطع البرامج والإستراتيجيات الموجهة له أن تحسن من أدائه وذلك لهشاشة هذه المرافق وخلوها من الأهداف التي تخدم التنمية .إذ تتوفر عاصمة الولاية علي مستشفي جهوي نموذجي قل نظيره كما تقول السلطات وما شاء الله من المراكز الصحية والنقاط غير المفعلة وعشرات العيادات الخاصة والصيدليات الخصوصية ومختبرات تحاليل حرة يفتقد معظمها إلي معايير الجودة ومع ذلك يلاحظ ضعف ولوج المواطن إلي المرافق الصحية وانعدام الثقافة الصحية لدى المواطن و وإن كانت هناك كثرة في البرامج الصحية الموجهة إلي المقاطعة كبرنامج مكافحة الملاريا ، السيدا ، مرض السل و البرامج الموجهة للأمومة والطفولة والأمراض الخطيرة وحملات التلقيح ضد الحصباء والشلل وبرامج الصحة العمومية فهي برامج تعتمد الدعاية علي حساب استفادة المواطن بل نلاحظ التغيب المستمر للطاقم الطبي المداوم مما سهل انتشار الأمراض وغياب العلاجات وعزوف المريض عن المؤسسات العمومية للصحة ليصبح فريسة للعيادات التجارية والصيدليات الخاصة دون رحمة .
ويرجع أغلب الفاعلين في الحقل الصحي هذا التراجع إلي جملة من الأسباب و النواقص أهمها توظيف المكان العمومي لترويج عيادة الطبيب المداوم أيا كان حيث يشكو غالبية المواطنين في ولاية لعصابة من توجيههم إلي العيادات الخاصة تحت يافطات مختلفة وغياب اللامركزية الصحية في القطاع وانعدام التكوين المحلي علي الثقافة الصحية والنقص الشديد في التوعية والتحسيس وممانعة أهل الكفاءات والخبرة العمل في الداخل رغم تساوى التحفيز مما نتج عنه التهافت إلي التعاقد مع بعض الدول المجاورة و النقص الشديد في الأدوية وإطلاق العنان للصيدليات الخصوصية دون رقابة في الداخل لبيع الأدوية المزورة وغير المخزنة تحت أي معايير .