بعد عشرة ايام من استقالة حكومة الدكتور مولاي ولد محمد لغظف، خرجت الحكومة الجديدة لتكون هذه المرة حكومة كفاءات موسعة كما قال عنها الوزير الأول في خطاب التكليف.. حكومة ولدت بعد مخاض عسير كادت أن تضطر إلى عملية قيصرة لطول مكثها برحم الاستقالة في نظر الكثير من المراقبين مما فتح الباب واسعا امام سيل من التكهنات والشائعات تراوحت في مجملها ما بين تعيين شخص وإقالة آخر وتمثيل واسع لجهة معينه علي معايير معينه وإقصاء لجهة على حساب اخرى.
في جميع الحالات كان الرأي العام يتوقع وجود تمثيل واسع في هذه الحكومة للمناطق الأكثر حزبية او علي الأقل التي فاز فيها حزب الإتحاد من اجل الجمهورية بلا منازع ,الشيء الذي سيجعل مقاطعة اركيز حاضرة بقوة في هذه الحكومة لكونها المقاطعة الوحيدة علي المستوى الوطنى التى خرجت في الشوط الأول فى الانتخابات التشريعية والبلدية الماضية بنوابها وعمدها الخمس لصالح حزب الإتحاد من اجل الجمهورية اضافة الى كونها من اكبر مقاطعات الوطن من حيث الكثافة السكانية وكانت من بين المقاطعات القلائل التي لم تكلف الحزب جهدا كبيرا خلال الحملة.
اشرأبت أعناق ساكنة هذه المقاطعة طيلة فترة استقالة الحكومة الماضية الي من سيمثلهم في حكومة التمثيل الواسع هذه، فجاءت الحكومة بعد عشرة ايام بما لا تشتهي مقاطعة اركيز,منهية بذلك فترة من التحليل والتنظير قاطعة حبل الشائعات والتوقعات لدى الشارع الموريتانى بصفة عامه مخيبة آمال وتوقعات الشعب بصفة عامة و مقاطعة اركيز بصفة خاصة، لعدم وجود أي تمثيل لها في مجلس الوزراء الجديد.
جاءت التشكيلة الوزارية حاملة معها الكثير من الأسئلة من ابرزها: ما هي المعايير التي تمت علي اساسها التشكيلة؟ أليس من حق الثقل الانتخابي أن يمثل في الحكومة؟ أليس الإقصاء محرجا للمنتخبين والفاعلين السياسيين أمام ناخبيهم المخلصين في ولائهم؟ ألا يضعف هذا التهميش خطاب النخبة السياسية أمام جماهيرها ولاسيما في وجه الانتخابات الرئاسية الحاسمة؟ لماذا لم تشكل هذه الحكومة علي ضوء الانتخابات النيابيه والبلدية الأخيرة ؟ ألم يستمد الحزب الأغلبية التى مثل علي اساسها من ناخبيه؟ أم أن الواقع عكس ذالك؟.
فقد لاحظنا تمثيل بعض المناطق بعدة وزراء علي الرغم من خسارة الحزب في بعضها وعدم فوزه في بعضها الآخر إلا في الشوط الثاني بشق الأنفس.
إن سياسة الجزر والعصا هذه التي انتهجت جعلت حظ من أخلص للحزب باذلا قصارى جهده، فعبر بجميع المقاعد الانتخابية إلى بر الأمان في أول شوط , وحظ من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل خيار الحزب فقلب له ظهر المجن مجرعا إياه كأس هزيمة زعاقا, جعلت حظ ذينك سواء هو الحرمان والإقصاء, بعكس من كانوا مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء من المؤلفة قلوبهم فقد كان لهم نصيب الأسد من الكعكة كما يقال.
فحملتني ذنب امرئ وتركته === كذي العر يكوى غيره وهو راتع
هكذا قدر مقاطعة الركيز أن تظل محرومة حتى ولو قدمت المستحيل مما لم يستطعه غيرها ولا خطر على قلب بشر, ولم يعد ذلك خافيا على أحد,( فما يوم حليمة بسر)
أتجعل نهبي ونهب العبيد بين عيينة والأقرع .. فما كان حصن ولا حابس يفوقان مرداس في مجمع .. وما كنت دون امرئ منهما ومن تضع اليوم لا يرفع.. وقد كنت في الحرب ذا تدرء فلم أعط شيئا ولم أمنع.
الحسن ولد حمدى