تقوم فرقة من الجمارك متشكلة من شبان غلاظ شداد لايعصون قائدهم بتوقيف السيارت غير المجمركة وجمعها في ساحة عند نقطة تفتيش للجمارك بمدينة كيفه ، فلا تطلق سراح أية سيارة قبل أن يقوم صاحبها بالجمركة بمئات آلف الأوقية ، وهم بذلك يقومون بواجباتهم العملية ويجبون للدولة حقوقا ثابتة ، غير أن ذلك يجري بشكل يتسم بالكثير من الإجحاف والظلم للفقراء .
إن الذي أدخل هذه السيارات هم ميسورون أو تجار أو عمال في أوربا وكان من اللازم أن تأخذ الجمارك حقوقها من هذه السيارات قبل دخولها الأراضي الوطنية ومن الأنسب جدا أن يعطي هؤلاء الرسوم وهم قادرون على ذلك .
تدخل هذه السيارات فيمتص الميسورون الذين اشتروها قوتها وبعد أن تصبح كتلة من المعدن تافهة تسقط في يد معلم أو طبيب أو جندي أو عامل أو رب أسرة محتاج وحينها توجه فيالق الجمارك للقبض عليها في هذه المرحلة .
فحلم هؤلاء العمال البسطاء في أن يحصل أحدهم على سيارة منقضية العمر بثمن يناسب دخله بعد أن يتحمل الدين ويجمع كافة ما تحصل عليه بالكد وعرق الجبين بهدف تحصيل قوت عياله على هذه الوسيلة.
واليوم تقوم الجمارك بسلب هؤلاء الفقراء من وسائلهم لتحصيل رمق أطفالهم وتقذف بهم إلى المجهول تاركة أطفالهم يبكون طول الليل من الجوع .
لماذا لاتقدر السلطات الموريتانية هذا الوضع ؟
ولماذا لاتقبض على هذه السيارات إلا بعد وجودها في أيدي الفقراء المسحوقين ؟
ولماذا لا تميز هذه السلطات تميزا إيجابيا فتعفي السيارات المتهالكة للفقراء المطحونين من هذه الرسوم الخيالية ؟
كم هي سلطة ظالمة ومتغطرسة لا رحمة في قلب أي منها ، حفنة من الأغنياء تتهرب من كل الواجبات وتستولي على كل الثروة فلا تجد من ينقص ذلك عليها .
وتوجه الفرق الخاصة للسطو واحتجاز وسائل الفقراء لإطعام أطفالهم .
