أصيب احدهم بمرض السيزوفرنيا أو انفصام الشخصية، وبلغ مرحلة متقدمة رأى ان هناك ديكا له شعور عدواني تجاهه، وتطور الامر لدرجة أن اعتقد نفسه حبة حنطة، وأن الديك (العدو- المتآمر- الحسود) يريد التقاطه، إن هذا الديك ( المتخيل) يرفع منقاره باتجاهه الرجل (حبة الحنطة) ليتقطه !
بعد جهد جهيد، ونقاش مع الطبيب النفسي، اقتنع المريض أنه ليس حبة حنطة، فقال لطبيبه النفسي: طيب.. انا اقتنعت أنني لست حبة حنطة، ولكن بقي الديك، فأقنعه أيها الطبيب أنني لست حبة حنطة!
طيلة أكثر من عشرة أيام ظل الوزير الأول متكتما على "حكومة الكفاءات ذات التمثيل الواسع"، كما وصفها. تعرفون لماذا؟ لأنه لم يكن مقتنعا بأنها ذات كفاءات ولا ذات تمثيل واسع، ولكن بعد أن ظل يقلب ملفاتها، يمنة ويسرة، طيلة الأيام الماضية، تعود عليها، فأقنع نفسه أنها ذات تمثيل واسع، وأنها ليست الحكومة السابقة !
فعلا سيدي الوزير، حكومتك حكومة كفاءات وذات تمثيل واسع، وحكومة جديدة تماما، وأوجهها جديدة، لم تعرفها الادارة كوزراء، وانت من وعد بذلك، مشكورا، متفضلا، منعما، لكن سيدي الوزير الاول ....بقي الديك. بقي الديك (المواطن) ، إنه لا يزال يعتقد أن كما هو الواقع أن الحكومة هي هي.
بعض صحفيينا أعطى لقب "نفس الوزير"، للوزراء الأقدمين في الحكومة المتجددة، والخالدين المخلدين في أماكنهم، إذ أن الغالبية العظمى من وزارء حكومتكم الجديدة (بالفال) تحمل لقب "نفس الوزير".
فإذا كان فعلا معظم الوزراء يحمل لقب نفس الوزير"، فما الذي يميز هذه الحكومة عن سابقتها، وما هو الفرق بين هذا التعديل، والتعديلات الحكومية التي تجرى من وقت لآخر، حتى تعتبر الحكومة جديدة؟
سيدي الوزير، حتى يكون لكلامكم معنى فانا سأفترض ان الحكومة التي كانت قائمة لم تكن حكومة كفاءات وليست ذات تمثيل واسع، وعندها لن يكون لتصرفكم أي معنى، لأنكم لم تغيروا شيئا ! ولكي يكون لتصرفكم معنى، فسأقول انها كانت ولا تزال "حكومة كفاءات وذات تمثيل واسع"، وعندها لن يكون لكلامكم أي معنى !
سيدي الوزير احترم عقولنا، وإلا...
