"شكل الإعلان الرسمي ،بتاريخ 29 إبريل 2013 ،للميثاق حول الحقوق السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية للحراطين ،خلال حفل مهيب بدار الشباب القديمة في نواكشوط ،شكل حدا فاصلا ووضع المعالم و الشواخص الأساسية على طريق بناء دولة القانون الخالصة من ادران و رواسب ماض تولى بعد ان طال اكثر من اللازم.
حضر هذه التظاهرة كوكبة النخبة الوطنية ـ السياسية و النقابية و من المجتمع المدني ـ مما شكل نقطة تحول في الرؤية و المقاربة الحسية لهذا الجرح الغائر في جسم موريتانيا الحديثة الذي يسمم بديمومته العلاقات الاجتماعية و يجعل جملة من التهديدات الأكيدة تحوم حول السلم المدني و اللحمة و الوحدة الوطنيتين.
فمعالجة مسألة لحراطين الشائكة و المتكررة ،بدون مواربة و لا شطط ،و في إطار من الاجماع الوطني يطبعه طابعالحرص على الحرية والانصاف و الأخوة ،تلكم كانت الخيارات الصعبة التي انتهجها معدوا هذه الوثيقة المؤسسة و التي تشكل في آن واحد المحاولة الأكثر اكتمالا لحل هذه القضية المزمنة منذ ما يزيد على ثلث قرن ؛كما أنها نالت إجماعا وطنيا غير مسبوق. و بدون ادنى شك ،وضعت وثيقة "الميثاق" أسسا لموريتانيا جديدة ـ موريتانيا المستقبل ـ ويمكن الاعتماد عليها كنقطة ارتكاز للعبور إلى عهد جديد لبناء أمة موحدة ،عادلة و متصالحة مع نفسها.
انطلاقا من هذه المعاينة و باعتبار أن الأمن و الاستقرار ،المقومان الأساسيان للسلم الاجتماعي وديمومة الامة ،لا يًستمدان إلا من العدالة الاجتماعية التي هي حجر الزاوية لتدعيم الوحدة الوطنية؛
نحن ،المواطنون الموريتانيون ،المنحدرون من أصول أثنية و سوسيولوجية و سياسية و ثقافية مختلفة ، نعلن:
ـ1 ـ مساندتنا المطلقة لروح و مضمون ميثاق 29 ابريل 2013؛
ـ 2 ـ عزمنا الحازم باستخدام كافة الوسائل السلمية و المشروعة من اجل ان تجسد على ارض الواقع كافة التوصيات و الاصلاحات الواردة في تلك الوثيقة؛
ـ 3 ـ انخراطنا الكلي وبمحض إرادتنا في كافة الاعمال و المبادرات الهادفة إلى ترقية الاشخاص المستعبدين او المنبوذين او المهمشين من اجل استمتاعهم بحقوق المواطنة الكاملة ضمن جمهورية حديثة؛
ـ 4 ـ خيارنا بتظافر و توحيد الجهود من اجل نصرة الحقوق الاساسية للإنسان في موريتانيا و ضمان المساواة في الحقوق و الكرامة لكافة المواطنين الموريتانيين في إطار احترام القيمة الانسانية لبني البشر؛
ـ 5 ـ تعهدنا الدائم بالعمل من اجل توطيد الوحدة الوطنية و اللحمة و الاخوة و الالفة بين كافة ابناء وطننا على قاعدة مبادئ الحرية و العدالة الاجتماعية و المساواة و الانصاف و مناهضة كافة اشكال الاقصاء و التهميش لأي شخص او مجموعة اشخاص و صيانة حقوق المواطنة للجميع؛
ـ 6 ـ تصميمنا على العمل الدءوب ضد الظلم و و كافة الامتيازات غير المستحقة و بالأخص القبلية منها التي هي الحاضنة الاساسية للشوائب و الاحكام المسبقة المستمدة من اعراف وتقاليد اجتماعية بالية ،تسعى لإدامتها في إطار الدولة الحديثة ،بعض الاطراف الانتهازية ،الظلامية و الرجعية من اجل إدامة تراتبية اجتماعية بدائية هي مصدر التوترات الخطيرة و الناتجة كلها عن التكبر و الازدراء الثقافي و الاقصاء و التهميش المنظمين.
ا
ـ 7 ـ عزمنا الذي يتزحزح على حمل هذه الرسالة و تبليغها إلى جهات موريتانيا الاربع و لهذا الغرض ،نمد ايدينا إلى كافة الاشخاص و الهيئات بدون استثناء ،بغية العمل معا لبلوغ كافة هذه الاهداف.
و في نفس الاطار ،و سعيا منها لتحقيق الغاية المتوخاة من الاهداف المذكورة اعلاه و المتمثلة في دعم اللحمة بين المجموعات الوطنية و تحسين جودة العلاقات و الروابط البينية ،قررت لجنة متابعة و توجيه و تفعيل ميثاق 29 ابريل2013 ،القيام بحملة واسعة لتوعية و تحسيس كافة المواطنين داخل البلاد حول اهداف الميثاق. بالإضافة إلى ذالك ،ستًنظم مجموعة من النشاطات من بينها مهرجانات و أمسيات حوارية و ندوات و حملات إعلامية...إلخ.من اجل التحضير "للمسيرة الوطنية الكبرى لنبذ التهميش و الاقصاء و نكران حقوق المواطنة" التي ستنظم في الوقت المناسب.
و بهذه المناسبة ،فإن اللجنة الوطنية لمتابعة الميثاق تصدر نداءا ملحا و عاجلا إلى كافة المواطنين و المواطنات الموريتانيات من اجل تلبية النداء و الإقبال بكثرة على هذه المسيرة و لهذا الغرض مباشرة تشكيل لجان للمناصرة ،تتكفل بأعمال التعبئة و التحسيس في كافة احياء المدن و القرى و الأرياف من اجل إسماع صوتهم. هذا الصوت الذي لا يطالب بشيء سوى إنهاء حالة الاقصاء و التهميش الممنهجين و وضع حد للعنة المخيفة للكرامة الإنسانية و المتمثلة في الاستعباد و كافة اشكال التمييز و القمع و الغبن الذي لازالت تعاني منها طبقات و شرائح واسعة من شعبنا.
تهدف اللجنة المؤقتة كذالك إلى وضع برنامج مبادرات و نشاطات بغرض إتاحة الفرصة لأن يكون "الميثاق" عنصرا أساسيا و فاعلا في الحياة العامة و وسيلة مؤثرة من اجل تحرير المواطنين و تكافؤ الفرص بين الافراد و المجموعات على امتداد التراب الوطني.
و لهذا الغرض ،قررت ما يلي:
1ـ على المستوى التنظيمي:
ـ تشكيل تجمع موسع أو منتدى للمنظمات و الشخصيات المناهضة للاسترقاق و التي ناضلت و تناضل من اجل المساواة و حقوق المواطنة ،ستناط به مهمة ترقية الميثاق و تحقيق اهدافه الأساسية؛
ـ تشكيل "لجنة متابعة و توجيه و تفعيل الميثاق" منبثقة عن هذا التجمع و مكونة من مواطنات و مواطنين منحدرين من كافة المكونات السوسيو ـ اثنية و المعروفة بنضالها ضد العبودية و من اجل المساواة بين المواطنين؛
ـ تعيين "لجنة دائمة تنفيذية" مزكاة من طرف اللجنة الوطنية لمتابعة و توجيه و تفعيل ميثاق 29 ابريل و مكلفة من طرفها بتنفيذ توجيهاتها.
نواكشوط بتاريخ 20 يناير 2014
اللجنة الوطنية لمتابعة و توجيه و تفعيل ميثاق لحراطين الصادر بتاريخ 29 ابريل 2013
بعد قراءة الاعلان رد بعض قادة المنتدي علي اسئلة الصحافة، التي تناولت دور لحراطين في تعزيز الوحدة الوطنية وتصنيفهم لحقيقة العبودية اليوم في موريتانيا وهل هذا المنتدي سوف تنصهر فيه كافة المنظمات المناهضة للاسترقاق في موريتانيا وعن موقف المنتدي من جائزة حقوق الانسان الاممية التي حصل عليها عضو المنتدي رئيس مبادرة "ايرا" بيرام ولد الداه ولد اعبيدي.
الردود علي اسئلة الصحفيين تولاها رئيس المنتدي سعيد ولد همدي والساموري ولد بي وببكر ولد مسعود وبيرام ولد الداه ولد اعبيدي وابريكه ولد امبارك وذ. فاطمة انباي.
هؤلاء اجمعوا علي وجود العبودية بكافة اشكالها في موريتانيا وبتشجيع من النظام الذي يحمي ألاستعباديين، حسب اقوالهم وقال ولد همدي ان النظام نفسه اصبح يقر بوجود العبودية من خلال انشاء محكمة لمعاقبة من يمارسونها.
وقال ببكر ولد مسعود ان القضاء الموريتاني وحده من ينكر وجود العبودية برفضه عدم متابعة من يمارسونها، مبرزا ان استقلال القضاء لا يتجسد الا في عدم متابعة الاستعباديين.
وأجمع المتحدثون علي اهمية دور لحراطينتاريخيا في تعزيز الوحدة الوطنية وانهم لم يشكلوا ابدا تهديدا لها وحملوا النظام ما يعاني لحراطين من جهل وفقر وتهميش.
واعتبروا جائزة الامم المتحدة لحقوق الانسان التي منحت لبيرام ولد الداه، انها شرف للشعب الموريتاني منددين بمحاولة النظام لمنعه من الحصول عليها.
وقالوا ان المنتدي يضم الكثير من الفعاليات المختلفة المشارب والتوجهات الا انها تتفق علي الاساسيات المتعلقة بحقوق لحراطين والقضاء علي العبودية وعلي كافة اشكال الميز في موريتانيا، مع بقاء هذه التشكيلات علي خصوصياتها.
وقال بيرام ولد اداه ولد اعبيد ان مبادرة "ايرا" قررت دعم المنتدي مع التحفظ علي موقفه من المراجع التي تؤصل للعبودية في موريتانيا والتي تعتبرها "ايرا" اخطر من النظام العشائري الذي يكرس العبودية وذكر بحرقه الرمزي لهذه المرجعيات الدينية البعيدة من الاسلام حسب تعبيره.
وتحدث برام ولد الداه وببكر ولد مسعود عن اشكال العبودية في موريتانيا وعن حماية النظام لممارسيها خاصة القضاء والادارة واستنقص ببكر ولد مسعود دور الصحافة في اظهار حقيقة العبودية في موريتانيا.
تجدر الاشارة الي ان اللجنة الوطنية لمتابعة و توجيه و تفعيل ميثاق لحراطين الصادر بتاريخ 29 ابريل 2013، التي اعلن عن تشكيلها تضم:
ـ محمد سعيد ولد همدي، رئيسا
الاعضاء:
ـ ببكر ولد مسعود،
ـ ابريكه ولد امبارك،
ـ الساموري ولد بي،
ـ بيرام ولد الداه ولد اعبيد،
ـ اعل ولد علاف،
ـ الشيخ سيد احمد ولد بابامين،
ـ ديابيرا معروفا،
ـ عمر ولد يالي،
ـ المعلومه بنت بلال
ـ مريم بنت بلال،
ـ فاطمة انباي،
ـ غالي ولد محمود،
ـ امنة بنت اعل،
ـ فاطمة بنت م جمال،
ـ مالك فال،
ـ رقية بنت عبد الله،
ـ يربا ولد نافع،
ـ محمد فال ولد هنضيا