قرأنا مقابلة النائب الفائز في وكالة كيفه بتاريخ 24/12/2013، فوجدنا كلاما متناقضا ويحتاج إلى دليل.فلا يمكن لنائب في مقاطعة كيفه مهما كان أن ينجح بدون حلف، والتاريخ يشهد على ذلك، ومن يزعم خلاف ذلك فعليه بالبرهان من الماضي والحاضر.
فمطية مقاطعة كيفه لا يركبها إلا حلف بدون إقصاء أو تهميش ، ولو جاز لأحد أن يدعي حسن ركوبها بدون معين لجاز لمجموعتنا بمنزلتهم التاريخية وروابطهم الاجتماعية بجميع الأطراف ، فقد كانت لهم اليد الطولى مع حلفائهم في الانتخابات الماضية رغم الانقسام في مجموعتنا حينئذ ورغم الصراع التليد معكم ، وهو أقرب شاهد.
لكن الذي يجمع الناس ولا يفرق ويجذب ولا ينفر ويبني الحزب ولا يهدم لن يقول ذلك أبدا ، بل يعتز بحلفائه عامة في ساكنة مقاطعة كيفه ويقدر روابطه الاجتماعية معها فهم يشهدون له بالأريحية وحسن الجوار ومراعاة حساسية كل الأطياف مما التمسه الحزب فابتلاه بمنصب الفيدرالي وإن كان ذووه في المنصب زاهدين وهم حينئذ في الخارج مسافرون ،إلا أننا من أجل خدمة مبتغى الحزب ودربه ساعين .
ولولا الضغوط الهائلة التي مورست على لائحة الحراك الشبابي حتى انسحبت ، و القناعة الحزبية الراسخة لدى مجموعتنا، والإحراج النفسي العارم من مسؤولية منصب الأمين العام للحزب، فلولا هذه العوامل لرأيتم مرشح الاتحاد في مقاطعة كيفه يترنح ، بل يهوي إلى الهزيمة . بسبب النزعة الاقصائية و الجموح إلى الاستحواذ لدى البعض ،كاد الحزب أن يفقد كل شيء ، و ان ينفرط عقده الذي كان يجمع القبائل . فبعض القبائل المنضوية في الحزب نافسوه علنا في النيابيات حتى ظفرت احداها بنائب والأخري أوشكت عليه ، أما بقية القبائل فلولا حنكة الأمين العام(السيد عثمان ولد المختار) الذي أقنعها بسحب لوائحها لكانت النتيجة كارثية وهو الأمر الذي أدركه كل المراقبين والشركاء بما فيهم قيادة الحزب.
وهاهي المجموعة المرشحة للبلدية التي تحالفت مع النائب لم تسلم هي الأخرى ، فيسلبها ما أنجزت بعنتريات الكلام ، وهي التي أنفقت المال والجاه وبذلت الغالي والنفيس معنا لحفظ ماء وجه الحزب في الانتخابات مدعيا أنه تمكن من تحصيل ثمانية آلاف صوت لوحده !!
و الأدهى من هذا أن النائب الفائز يتغنى بالحزبية وكأنه يريد التعريض بحلفائه ( وتلك شكاية أظهر عنك عارها ).
لكن يا ترى من عارض الحزب في أغورط وكورجل وكنكوصه ؟
ومن ابرم التحالف مع الاصلاحيين في بلدية كيفه؟
ومن بذل كل جهد لإسقاط خيارات الحزب و إنجاح معارضيه في بلدية أغورط ؟
.فأينا في ولائه طعن يا نائبنا؟ (رمتني بدائها وانسلت ) !!.
فنرجوا أن لا يزايد علينا أحد في الحزبية و نحن هم أول من انتسب إليه ، وحجز المقار لخدمته ، ودعا الناس لنصرته، في لحظة كان البعض في مرتعه يداهن تارة ، ويتلكأ ويراوغ الحزب تارة أخرى، لأنه يحن إلى منظومة ولد الطائع بسبب روابطه الاجتماعية معه ، و أمور أخرى يضيق المقام عن ذكرها . وقد يحق له ذلك و أكثر لأنه هو أول من اكتوى بنزاهة انتخابات شفافة في ظل عهد جديد ، فقد هزمه فيها حلف الزعامات التقليدية كما يصفها النائب في مقابلته وهي التي كنا نقودها حينئذ مع حلفائنا ولا فخر.
وفي الختام فمن منظرونا أن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية بنيان يسع الجميع ، فعلينا أن نقوي أركانه بلحمة الاتحاد ، ونطليه بالمحبة والإخاء ، ونفرشه بالتضحية والعطاء ، ونميط عن حريمه أذى التهميش و التخوين و الإقصاء .
المختار ولد سيد أحمد زلد بوسيف
