هل تنتصر كيفه "لاحرارها" وحرائرها
وكالة كيفة للأنباء

تعتبر مدينة كيفة من أوائل المدن الموريتانية التي انتصرت لحرية وكرامة الإنسان وانمحت فيها مبكرا كل أشكال التمييز والطبقية، وكانت حركة "الأحوار" أو ما عرف محليا " بجامبور" حركة رائدة في مجال تحرير العبيد السابقين تحريرا ذاتيا لا مزايدة فيه ولا متاجرة، كانت هذه الحركة أو بالأحرى الحراك المجتمعي سباقا في وضع اللبناة الأولى لمستقبل مدينة جميلة متصالحة مع نفسها وساكنتها، وكانت المرأة فيها محل تقدير وإكبار من قبل الجميع، وتشكل المنظمات النسوية الرافد الأهم في توعية وتثقيف المواطنين وحدها المنظمات النسوية واكبت كل التطورات التي حدث في المدينة اجتماعيا وثقافيا.

لم يخطر ببال أحد أن يتلاشى كل هذا التاريخ المشرق بين عشية وضحاها في غمرة انتخابات هجينة أريد لها أن تكون عبثية، ركن فيها الجميع إلى وسائل بدائية، كانت القبيلة أهم عواملها، فاحتشد الناس لنصرة الزعيم الفلاني ضد زعيم آخر وبدا الصراع جاهليا إلى أقصى الحدود، اتضح ذلك بشكل فاضح في الانتخابات النيابية لأسباب معروفة كرستها ترشيحات تعزف دوما على الوتر القبلي، وكان التنافس في البلديات أقل ارتهانا للعامل القبلي، لكن اللجوء للشوط الثاني لحسم الصراع وتمديد فترة الدعاية الصامتة أسابيع عديدة، فتح الباب على مصراعيه لاستخدام كل وسائل الحشد والتجييش حتى وصل الأمر بنا إلى استخدام التفاضل في الأنساب والأحساب بل والأجناس وصارت المرأة صاحبة الفضل الكبير على المدينة والولاية مجروحة وقاصرة عن تولي شان البلدية ، لو صدر الأمر عن فضلة من الناس أو بشكل شخصي لجاز لنا أن نغض الطرف ونعتبره خطأ فرديا لكن أن يصدر هذا الجرح والتعديل من هيئة كبيرة وباسم أكبر أئمة المدينة فهذا أمر جلل يجب التوقف عنده مليا وطرح كثير من التساؤلات . من قبيل من دفع الإمام لهذا القول والفعل المدان؟ وكيف يصل بنا التنافس لحد تهديد لحمة المدينة وسلمها المجتمعي!!؟

الحزب الحاكم المستفيد المفترض من هذا البيان المدان لم يصدر عنه أي تنديد ولا تبرأ من ما ورد في بيان الرابطة، بل أكثر من ذلك ظهر من خلال بيانه أنه يوافق ويدعم ما ورد في البيان، وقام عن قصد وخبث بتحريف اسم المرشحة المنافسة من مريم دافيد إلى ماري دافيد، كأنما يقول: قارنوا يا أهل كيفة بين الاسما!!! غير أنه لم يستطع مقارنة غير الأسماء والأسماء فقط! أما الصفات والعلاقة بأهل المدينة فلا تخدمه’ ...فلم يعرفه سكان كيفة يدا ممدودة لخدمة ومساعدة الناس، كما عرفوا مريم دافيد، ولم يعرفوه مواطنا بينهم يأكل من ما يأكلون منه ويشرب من ما يشربون، بل إنه لم يقبل بالعودة للمدينة إلا في حالة تولي أمرها، مواطن بشرط العمادة..!

لا مجال إذا لمقارنة مريم دافيد ابنة المدينة التي تعيش مع سكانها وتعرف مشاكلهم وتحس آلامهم وآمالهم، مع مرشح آخر نحترم شخصه وقدره، لكن فرق بين الاحترام والتقدير الذي يستكثرونه علينا، والتزكية والدعم الذي يحتاج لمواصفات مرتبطة بالرمان والمكان وقد خانا مرشح الحزب الحاكم هذه المرة.

ثم إن انتصار المدينة لحرايرها، وأحرارها لن يكون له معنا إذا لم يأت في الوقت المناسب، وإذا لم ينتصروا لصوت الحق والعدل، وإذا لم ينصفوا مريم دافيد ويقتلوا العنصرية في مهدها ويعيدوا لمدينة كيفة ألقها الحضاري وتماسكها المجتمعي، لابد من تلقين العابثين بوحدة وتماسك المجتمع درسا تاريخيا يقطع الطريق على كل من تسول له نفسه العبث بنسيج وكرامة كيفة وأبنائها، هذا الدرس يتم يوم الاقتراع بسحق مرشح الحزب الحاكم بنتيجة يتحدث عنها الجميع...

ستكون كيفة بخير ما دامت متماسكة النسيج متصالحة مع ذاتها يعيش فيها الناس على قدر المساواة، يعطي فيها الرجل كما تعطي المرأة وكل في حب وخدمة مدينتهم سواء.


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2013-12-15 03:48:18
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article5222.html