تجتاز موريتانيا في هذه الأيام مرحلة صعبة من تاريخها السياسي المعاصر، لا مجال فيه للانزواء، ولا مكان فيه للحياد، حيث يتطلع شعبنا المقاوم إلى غد أفضل بعد عقود من القهر والإذلال وتبديد الموارد و نهب الخيرات، في هذه اللحظات الحرجة من تاريخ أمتنا يتبوأ الرجال المخلصون مكانتهم الطبيعية، وينتزعوا مصير الأمة من أيدي المفسدين والعابثين، ويتمايز الناس في تقدير ذلك الظرف، كل حسب هدفه ومبتغاه؛ فمن حالم بغد أفضل له ولشعبه وباذل في ذلك ماله وجهده، ومن باحث عن فتات لطالما انحنى لأجله وتذلل واستكان، يرمى له حبل المودة والعطاء كلما احتاجه الحاكم فيتعلق بتلابيبه ويسحب على بطنه حتى إذا ما قضى الحاكم وطره، واستعاد منصبه، بترت يده دون غايته، و رد على عقبيه وقد خسر خسرانا مبينا.
ليست أدري حقاً كيف لم يفهم ذلك الدرس المتكرر بعد، وكيف لم تدرك غايته لحد الساعة.
آن لشباب هذا الوطن أن ينتفض للدفاع عن كرامته ولشيوخنا أن يستوعبوا حركة التاريخ وتغير معطيات الحياة، لم يعد هنالك ما يسمى بالحاكم الواحد الذي يفعل ما يشاء يعطي لمن يشاء ويحرم من يشاء، ثم إن الارتهان بهذا الشكل المهين لكل حزب حاكم وتقديم آيات الطاعة وإستصدار البيانات تلو البيانات تأكيدا وتصميما على هدف واحد هو دعم "حزب الحاكم" أيا كانت مواقفه وتوجهاته، لهو امتهان لكرامة وعزة هذا الوطن وشعبه المجاهد، وإننا في مبادرة "دعم رهان التغيير" بعد نظرتنا إلى كل الأحزاب المشاركة في هذه الاستحقاقات تبين لنا أن خيار التغيير يمر عبر بوابة حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية، كما ينطق بذلك شعاره العميق" رهان التغيير" ونحن إذ نعبر عن هذا الخيار الصائب وهذه الهدف النبيل إنما نسير بذلك خلف قواعدنا الجماهيرية التي أعلنت خيارها في الشوط الاول من الاستحقاقات، ورغم التزوير والتحريف تمكن هذا الحزب من حصد نتائج باهرة، نتيجة لصدق رسالته وتفاني مناضليه وقربهم من الناس.
إننا نلاحظ في الأيام الأخيرة تكالب كل أعوان الدولة وكل بيادقها للوقوف أمام خيارات هذا الشعب والتصدي لإرادته في الحرية والكرامة والعيش الكريم، وهي جهود محكوم عليها بالفشل لأنها تتصدى لحركة التاريخ ونواميسه، التي تنتصر للحق وتمكن له، كلما انتشر الفساد وساد الحيف وتحكمت أيدي الظالمين
إننا في شباب بلدية أحسي الطين إذ نؤمن بكل أنواع الاختلاف السياسي ونحترم ونقدر لكل خياره، لكننا مع ذلك نرفض احتكار القرار السياسي وتقديم صورة مشوشة عن البلدية وتوجهاتها، وقد يكون غريبا في عقلنا السياسي أن يدافع شباب عن خيارهم السياسي المعارض لنظام الحكم، ويصدروا بيانات الانضمام والولاء والتمسك بخياراته، إذ جرت العادة على تسويق هذا النوع من البيانات "لحزب الحاكم" ابتغاء لمنافع سياسية ومادية آنية، لكننا في مبادرة "دعم رهان التغيير" نعتز بدعمنا لبرنامج (التجمع الوطني للإصلاح والتنمية) ونقدم في سبيل تمكينه ونجاحه كلما نملك -و هنا مكمن الفرق-
وفي النهاية نشد على أيدي المناضلين وندعو هم لبذل كل غال ونفيس من أجل فوز مرشحة الحزب لبلدية كيفة المركزية مريم دافيد .
فأمى الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض/ صدق الله العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله