أعلن مساء أمس الخميس الموافق 05\12\2013 في جوهانسبرغ عن وفاة أيقونة التحرر في إفريقيا وفي العالم الرئيس السابق لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي وأول رئيس أسود لجنوب إفريقيا المناضل الكبير نيلسون مانديلا عن عمر يناهز 95 سنة ملأ خلالها الدنيا وشغل الناس .
فما بين 18 يونيو 1918 و5 ديسمبر 2013 عرف العالم رجلا نادرا كنلسون مانديلا ، انخرط مبكرا في العمل النضالي ضد الاستعمار ، وعند بدء سياسة الفصل العنصري برز على رأس من ناهضوا ذلك التوجه المدمر . وقد قضى نحو ثلاثة عقود في السجن ثمنا لذلك التحدي ، قبل أن يتحرر منه عام 1990 ويحرر معه جنوب إفريقيا ، لا من نظام الميز العنصري البغيض - الذي قاد مفاوضات إلغائه مع الرئيس دي كليرك - فحسب بل من الكراهية التي جذرها ذلك النظام (الأبارتايد) عندما أصبح رئيسا في أول انتخابات متعددة الأعراق عام 1994 ، حيث بادر إلى سن دستور جديد قوامه الحرية والعدالة والمساواة بعد أن شكل حكومة وحدة وطنية ، كرست جهودها للمصالحة الوطنية والتصدي لكل النزعات ذات الطابع العرقي .
ورغم إصرار أكثرية تريد الانتقام ومحاكمة كل من كانت له علاقة بالنظام السابق ، فإن مانديلا نجح في احتواء الموقف من خلال دعم جهود الحكومة بإنشاء لجنة الحقيقة والمصالحة التي عهد إليها بالتحقيق في كل انتهاكات حقوق الانسان إبان الحكم العنصري ، وبالفعل تم التحقيق وسجلت الاعترافات وتمت المسامحة وتحققت المصالحة .
في جنوب إفريقيا يسمونه "ماديبا" أي الرجل العظيم أو المبجل ، وإنه لكذلك بالفعل ، لا بالنسبة لهم فحسب بل بالنسبة لكل العالم الديمقراطي والحر ، خاصة البلدان والشعوب التي كان ملهمها الأول في نضالاتها من أجل التحرر والإنعتاق ، كما كان نصيرها الدائم في كل قضاياها العادلة .
إننا في اتحاد قوى التقدم لنعزي بهذه المناسبة الأليمة أنفسنا ، ونعزي جمهورية جنوب إفريقيا حكومة وشعبا كما نعزي كافة أحرار العالم في كل مكان.
انواكشوط ، 06\ 12\ 2013
الرئاسة