أسدل الستار منتصف ليلة البارحة على الحملة الانتخابية الممهدة لاقتراع 23 نوفمبربمدينة كيفه ، وباشر القوم طي خيامهم وأثاثهم والعودة إلى المنازل .
وانبرى المترشحون ولجان إسنادهم إلى مرحلة حصد الأصوات مركزين على عملية نقل المواطنين إلى مكاتب التصويت؛ فهم لا يريدون أن يخسروا أي صوت ،بل قامت القبائل بنقل " جالياتها" من كافة مدن البلاد .
انتهت هذه الحملة كما بدأت، حيث كان الاختتام صاخبا للغاية، كما كان عليه الافتتاح.
فقد أنعش كل مرشح ليلة ختامه بحفل فني راقص كبير تتخلله إلقاءات شعرية ونثرية تشيد بالمرشح وتمجد قبيلته وتسري القشعريرة بعيدا في جسد المترشح حينما يطلق المطرب حنجرته " ببيت حرب" فينثر عشرات آلاف الأوقية على الراقصين .
كانت الحفلات الأشد صخبا قبيل إغلاق الحملة هي بمقرات الوحدة والتنمية والوئام ، و الاتحاد من أجل الجمهورية، وكان المؤشر الوحيد وأن تسمع هذه الأصوات المدوية أن المناسبة هي انتخابات وليست حفلات أعراس هي تدريب الناس
على طريقة الاقتراع.
خمسة عشر يوما لم يعرض فيها أي مرشح برنامجا سياسيا ولم يتحدث فيها عن قضية أو فكرة ، ولم يصدر بيانا أو إيجازا.
خمسة عشر يوما قضاها المواطن و دماغه يشحن بالتعصب للقبيلة والاصطفاف خلف مرشحها المصونة أفعاله عن الزلات.
خمسة عشر يوما من الرقص المتواصل والغناء .
هي حملة فريدة غير مسبوقة في طريقتها وأسلوبها .
حملة داست قيم الجمهورية وأواصر التعايش والاندماج الاجتماعي واحتقرت المواطن الذي لم يرد هؤلاء المترشحين مخاطبة عقله خوفا من الفشل وغزوه بغتة في عواطفه فكان لهم ما أرادوا.