تسير الحملات الانتخابية بمدينة كيفه على طريقة حفلات الزفاف ، حيث قامت حملة كل واحد من المترشحين بانتقاء مقر رئيسي وسط المدينة ضربت فيه خيام فرشت بأنواع السجاد والزرابي وزينت بالمصابيح الكهربائية و صور المترشحين.
في النهار يجمد النشاط فلا ترى غير أشخاص قلائل يتولون مهمة الحراسة . وبحلول الليل تدب الحياة في هذه المقرات وتبيت المدينة في صخب حتى قبيل الفجر ؛إذ يقوم كل مرشح باستئجار فريق غنائي طيلة الحملة ينعش سهرات غنائية.
ويجلس الكبار جنبا إلى الصغار لمشاهدة أنواع الرقص والغناء على وقع التمجيدات والشعارات القبلية مما يلهب القشعريرة في أجساد المترشحين الذين يقومون إلى " المرجع " فينثرون الأوراق النقدية على رؤوس الراقصات بأسلوب يبتعد كل البعد عن اللباقة ومقتضيات المناسبة.
هي الحملة الانتخابية الوحيدة عبر التاريخ الموريتاني التي تتماثل تماما مع حفلات الزفاف والعقيقة وتخلو من أي مضامين سياسية فلا تسمع الحديث عن أي برامج أو رؤى أو خطط أو سياسيات ولم يوزع فيها منشور أو كتيب أو بيان.
هي الحملة غير المسبوقة ؛حيث ترشح كل قبيلة ابنها وتحتشد حوله وهي تدق طبولها ويتمايل هو لما يسمع من هتافات تمجد الأجداد وتلعن الحسود.
صحيح أن أبن القبيلة لا يحتاج إلى برنامج يقنع السكان لأنه بطبعه "معصوم " وجدير وصالح.
لقد كان غياب الأحزاب السياسية الجادة عن هذا الموسم الانتخابي فرصة تاريخية لهذه القبائل فاستعادت مكانتها وملأت الفراغ.