أجرت وكالة كيفه للأنباء مقابلة شاملة مع السيد أحمد ولد سيد احمد ولد بوسيف المنسحب مؤخرا من السباق النيابي حيث كان مرشحا لحزب الحراك الشبابي.
ولد بوسيف تحدث عن دوافع الترشح وأسباب التجميد و حول الممارسة السياسية في المستقبل وعن رؤيته وتقييمه لجوانب أخرى وطنية ومحلية.
وهذا هو نص المقابلة كاملا:
وكالة كيفه للأنباء : ترشحتم في وقت متأخر في خطوة فاجأت الرأي العام خاصة أن الحزب الحاكم قد رشح سيدة تنتمي إلي قطبكم لنيابيات كيفه ؛ فما هي دوافع هذا الترشح ؟
احمد ولد سيد احمد ولد بوسيف :
إن ترشحي قرار اتخذته الأسرة بمفهومها الواسع وعلي أساس اتفاق جامع لكافة رموز وفاعلي مجموعتنا وهو فوق ذلك ردة فعل كما حصل في كثير من المناطق علي ترشيحات غير متوازنة قام بها حزب الاتحاد من اجل الجمهورية علي عموم التراب الوطني .
لذلك قام المغاضبون بالترشح من خلال أحزاب قريبة من السلطة علي غرار ما كان يحدث في اللوائح المستقلة .
أما في ما يتعلق بالشق الثاني من سؤالكم فإن الحزب رشح من داخل قطبنا العائلي وليس السياسي والمرشحة هي هامه بنت المختار وهي أختي بكل المعاني ونعيش في بيت واحد وتتوفرعلى كافة المعايير التقليدية لتمثيل أسرتنا وأهلنا ؛ لكن المجموعة رأت أن ذلك الرقم في اللائحة لا يناسب حجمها ودورها وتستحٌق أكثر منه خاصة بعد سن قوانين النسبية التي تجعل من الصعب علي أي حزب أن ينال أكثر من مقعد واحد. وجماعتي لا تري أن مكانتها هي تكميل اللوائح بل هي أجدر بالصدارة.
وكالة كيفه للأنباء: ثم جاء الانسحاب مفاجئا كما حصل في الترشح ، فهل كان ذلك ثمرة صفقة أبرمتموها مع النظام لا سيما أن رئيس الحزب قد حضر حفل انضمامكم للحزب الحاكم.
احمد ولد سيد احمد ولد بوسيف :
قبل الإجابة علي هذا السؤال أريد أن أشير إلي أن الأخطاء التي ارتكبت في اختيار المترشحين قد أدت إلي ظهور أربع لوائح قوية خارجة رحم حزب الاتحاد من اجل الجمهورية. وكان غياب العدالة في التوزيع هو ما أدي إلي هذا التشرذم.
وأنا اعتقد أن الحزب كان يمكنه أن يتجنب هذه الخسائر ويحقق نتائج كبيرة لو راعا التوازنات الاجتماعية الموجودة .
لكنه ذهب في الاتجاه المعاكس فانحاز لقطب علي حساب آخر. ولا يفوتني هنا ن أوصي كافة الإخوة في الجناحيين السياسيين المذكورين أن الذي يجمع كافة مجموعات هذه الولاية هو أكثر مما يفرقها وعلينا أن لا نحمل اللعبة الديمقراطية أكثر مما تستحق. نختلف في الآراء والتوجهات لكن علاقات الإخوة والمودة والقرابة هي أعمق من أن تتأثر بتجاذب سياسي عابر .
وبالرجوع إلي سؤالكم فإن استجابة المواطنين للائحتنا كان كبيرا جدا وكان تعاطف الحلفاء والأصدقاء أمرا مشجعا كنا نحضر لمهرجان حاشد قبل التطورات الأخيرة التي أفضت إلي تجميد الترشح.
صحيح أن النظام مارس كثيرا من الضغوطات واظهر الكثير من أساليب الترغيب وبما أن المجموعة أصلا هي مجموعة مساندة فقد سهل عليها أن تغير موقفها وخاصة أن الانسحاب سيكون في مصلحة الحزب وكان من الصعب علي أن أتقبل القرار لكننا في نظام عائلي يحتم علينا قبول الكثير من الإكراهات .
وبما أنني ترشحت من هذا الوسط كان لزاما علي أن ألبي طلبه ولو كنت منخرطا في حزب الحراك الشبابي لما انسحبت إلا بقرار منه ومع ذلك فإنني اعتذر لحزب الحراك الشبابي علي هذه الخطوة التي قد تكون أضرت به.
وكالة كيفه للأنباء: وأين ستوجهون الجماهير التي كانت تناصركم ؟
احمد ولد سيد احمد ولد بوسيف :
كما قلت لك سابقا أنا كنت مرشحا لكنني لست الزعيم السياسي للمجموعة ولا أوجه الجماهير و أقول أنه بعد لقاءات مع الجماهير عادت إلي حزبها وبالتالي من الطبيعي أن تصوت لصالحه.
و مع ذلك يجب أن نضع أمورا في الحسبان فقد يتحمس لك شخص بوصفك قائدا ولا يكون لديه نفس الحماس للأشخاص الآخرين فهناك دوافع القرابة والتجاور والمؤثرات الاخري ومن هذا المنطلق فأنت لا يمكن أن تتحكم بشكل مطلق في ما يصدر من الآخرين من مواقف خاصة وأنه لدينا مجموعات لا تربطنا بها اكثر من تحالفات ظرفية. وهنا ليس من السر إذا قلنا أن مجموعات شبابية تمانع وترفض التصويت لنواب الحزب الحاكم وذلك راجع إلي الصدمة التي لا تزال تلازمهم من الغبن الذي تعرضوا له من حزبهم ومرارة التجميد هذه .
وكالة كيفه للأنباء:
يجري الحديث بأن الضغوط التي مورست عليكم من أجل سحب اللائحة ستسري علي أطراف أخري بالمقاطعة تقف وراء لوائح من خارج حزب الاتحاد من اجل الجمهورية فهل لديكم معلومات في الموضوع ؟
احمد ولد سيد احمد ولد بوسيف :
ذلك هو ما بلغني من قنوات الاتصال التي لعبت دورا في موقفنا الأخير إذ أن الحزب الحاكم قرر أن يتخلي جميع مؤيديه عن دعم لوائح أخري وهو ما ساهم في تقبلنا للقرار الذي اتخذناه و حتي الآن لم يطبق هذا القرار وأنا استغرب ذلك فالمنطق البسيط يجعل لكل حزب نظما وقوانين ينبني عليها وما شاهدناه في هذه الترشيحات لا يمكن أن يكون تصرف"حزب" وعلي العكس نري هذا الحزب قد كافأ شخصا بترشيحه رأسا رغم تأييده للوائح تنافس حزب الاتحاد من اجل الجمهورية.
وهذا لن يساعد علي إقناع الجماهير بمساندة الحزب خصوصا في ما يتعلق بالنيابيات.
وكالة كيفه للأنباء:
انتم شخصية شبابية مثقفة كيف سمحت لنفسك أن تعبر إلي السياسة والشؤون العامة عبر بوابة القبيلة ألا ترون أنها معوق للدولة الحديثة ؟
احمد ولد سيد احمد ولد بوسيف :
أنا أوافقك الرأي بل أكثر منك تطرفا في هذا الاعتقاد وأرد هذه المشكلة للأنظمة المتعاقبة منذ 1992 . لقد جذرت القبلية ووظفت القبيلة في الأغراض السياسية ومن الثابت أن إقحامها في الشأن السياسي يضر كثيرا بطموحات شعبنا لتحقيق دولة المواطنة.
لكننا أمام هذا الواقع نجد أنفسنا أمام خيارين :
إما أن نواجهها ولن نضمن النجاح في الأمد القريب .
أو نستسلم فنحاول العمل من الداخل لحلحلة الأوضاع إلي الأحسن وحتي الآن لم أتوصل شخصيا إلى اكتشاف أي الطريقين أسلم ومع ذلك فقد بذلت جهودا خلال الحملة من أجل كبح كل الأساليب والمظاهر التي تتناقض مع الاندماج وحاولت أن أحول المظهر القبلي إلي مظهر مدني انتخابي.
نعم أنا كنت مرشحا تقف خلفي مجموعة قبلية وقد فرض علينا ذلك لكنه شيء لا أحبذه ولا ينبغي أن يستمر وهي طريق لا يستطيع معها الناخب أن يتعرف علي مترشحيه بشكل موضوعي ف 90 في المائة من الناخبين تصوت لاعتبارات القبيلة بغض النظر عن ماهية ومستوى المنتخب .
يجب أن نحافظ على جانب صلة الرحم والمودة والتعارف والتكافل التي هي قيم نبيلة في النظام القبلي وان نبتعد عن إيلاجها في الهم السياسي الذي يعني الجميع.
وكالة كيفه للأنباء:
هل يعتبر احمد ولد سيد احمد ولد بوسيف نفسه اليوم مناضلا في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية؟
احمد ولد سيد احمد ولد بوسيف :
أبدا ولا أنتمي لأي حزب سياسي منذ بداية التعددية وحتى الحراك الشبابي الذي رشحني سابقا وهي طبعا مفارقة لا انتسب إليه ولا أعرف مقره ولا برنامجه.
وكالة كيفه للأنباء:
هل ستكون هذه بداية للممارسة السياسية أم أن ترشح احمد ولد بوسيف كان سحابة عابرة ؟
احمد ولد سيد احمد ولد بوسيف :اعتبر أني في استراحة حتى أفكر مليا وما حدث هو فاصل وسأقيم التجربة.
إنني لم أمارس السياسة في حياتي وقد اقتربت في مراحل من دراستي بحركات معينة قومية وإسلامية لكنني لم انتسب إليها رغم أن جوانب من أطروحاتها استهوتني ثم نفرتني جوانب أخري .
وكالة كيفه للأنباء:
رأيك في محمد ولد عبد العزيز رئيس الجمهورية؟
احمد ولد سيد احمد ولد بوسيف :
في البداية لست راضيا عن الطريقة التي جاء بها إلي الحكم فقد مررنا بتجربة مع العسكر غير جيدة رغم تولي رئيسين عسكريين من محيطي وأهلي شؤون الحكم ورغم أن فترتهما أفضل من ما بعدهما فإن الأمر بعد ذلك اختلف.
صحيح أن لولد عبد العزيز ايجابيات وحقق قدرا من الإنجازات دون أن أهول فذلك أمر عادي تستحقه الجماهير وتبقي النواقص كثيرة مع أنني لست بالمطلع الجيد كوني مغتربا ويبقي ولد عبد العزيز أحسن ما عاصرت من الرؤساء.
وأرجوا له التوفيق في تحقيق المزيد. أما الشق المتعلق بالممارسة السياسية فلا يرقى إلى طموحاتنا.
وكالة كيفه للأنباء:
قمتم مؤخرا بزيارة لمقر حملة ولد الغوث فسرت في بعض الأوساط أن توجه مناصريكم إلي الوئام شيء ممكن. ما هو تعليقكم ؟
احمد ولد سيد احمد ولد بوسيف :
أنا مرشح الجماهير لكني لا أوجه الجماهير وإنما يوجهها من رشحني وسحب الترشح وأنا لم أزر الوئام وإنما زرت محمد محمود ولد الغوث الذي فعل نفس الشيء وزاني في مقري السابق قبل ذلك فرددت الجميل وأديت واجبي فهو أخ أكبر أحترمه وسأقوم بزيارة مماثلة لولد كبود وهذه مسائل أخلاقية لا ترتب مواقف سياسية.
وكالة كيفه للأنباء:
لو افترضنا أن احمد ولد بوسيف يجد نفسه مستقلا ولا يتعرض لأي إكراهات فعلي من يصوت ؟
احمد ولد سيد احمد ولد بوسيف :
أنا لست علي اللائحة الانتخابية حتى أصوت ولست علي معرفة تامة بقادة اللوائح ولن أقيم علي الأساس الحزبي رغم أن حزب تواصل مثلا يحوز مشروعا فكريا ، و قد لفت اهتمامي تلك الخصال الحميدة والكفاءات العالية لبعض إخوتي من المترشحين الذين أعرفهم ولا ينقص ذلك من مقدار الآخرين لكنني لا أعرفهم جيدا .
وكالة كيفه للأنباء: وبالنسبة للعمد؟
احمد ولد سيد احمد ولد بوسيف :
نفس الشيء
وكالة كيفه للأنباء:
من خلال مواكبتكم لمجريات الحملة الانتخابية من سيفوز ؟
احمد ولد سيد احمد ولد بوسيف:
عندما بدأنا كان التنافس محتدم بين لوائح رئيسية يمكن لكل واحد منها أن يفوز وهي :
الاتحاد من اجل الجمهورية والوئام والحراك الشبابي والوحدة والتنمية وتواصل. وبعد معلومات وصلتني وتقارير أظهرت إمكانية حصول الإتحاد علي نائب واحد فيما يبقي المقعدين محل تنافس بين باقي الأحزاب المذكورة غير أن الدخول في الحملة أفرز مفاجئة جديدة كون الحزب الحاكم قد لا يحصل علي نائب واحد وهذا هو ما أدى إلي توجيه الضغط إلي الأحزاب القريبة من الاتحاد حتي تسحب لوائحها لإنقاذ الإتحاد.
وبعد هذه التطورات حسب اعتقادي سيكون هناك نائب للاتحاد ونائب للوئام والثالث متأرجح بين تواصل والوحدة والتنمية رغم أنه لسيت لدي خبرة في المجال .
وكالة كيفه للأنباء:
ما هو شعوركم وأنتم تشاهدون الوضع المزري الذي تعيشه مدينة كيفه علي مستوى المدرسة والمركز الصحي والشارع الممتلئ بالقمامة مثلا؟ وهل من تقييم لنخبتها وبم تنصحون السكان؟
احمد ولد سيد احمد ولد بوسيف :
صحيح ما ذهبت إليه تلك مشاهد تؤلمني لا تستحقها كيفه ولا ساكنتها ولا تاريخها وهو شيء للآسف ينسحب علي كافة مقاطعات الوطن.
وما دمنا نختار المنتخبين علي أسس قبلية وزبونية فلن تتحقق تنمية .
هناك تدهور خطير في كثير من الميادين مثلا كانت الدولة أفقر في الثمانيينات ولكن توجد قطاعات حيوية رغم محدودية الوسائل اذكر مثلا في مجال التعليم أن المستويات أرفع بكثير مما هي عليه اليوم وأذكر أن دار الشباب بكيفه التي كانت منبرا ثقافيا نشطا تضحي اليوم وكرا مهدما مهجورا وأحمل المنتخبين المسؤولية فيما آلت إليه الأوضاع وكذلك السلطات العمومية ولنا كشعب .
وكالة كيفه للأنباء:
هل من كلمة أخيرة؟
احمد ولد سيد احمد ولد بوسيف :
اشكر جميع سكان مدينة كيفه الذين آزروني وساندوني ثم تقبلوا قرار التجميد وأتعهد لهم بأن ابذل ما في وسعي في خدمتهم والوفاء لهم و وأضع خبرتي وعلاقتي تحت تصرفهم.
ومن جهة أخري أريد ، أن أوصي حزب الاتحاد الذي ينتسب له أهلي ولا أنتسب إليه أن يراعي في المستقبل كل التوازنات في الحساسيات في اختياراته وتمثيل كافة المكونات المنضوية تحته فإذا عدل في ذلك سيفوز وعليه إذا اختار طرفا من الأطراف أن يجعله علي المحك ويمتحن حجم شعبيته وقدرته وأن ينحي جوانب الترغيب والترهيب واستخدام وسائل الدولة فذلك ليس منصفا ولن يستطيع معه الحزب اكتشاف الأحجام الحقيقية للقواعد الحزبية.
وأوصي المرشحين بان يمثلوا كيفه أحسن تمثيل فهي كبيرة وأن يدافعوا عن حقوق ومصالح أهلها في قبة البرلمان بشكل مسؤول وفعال وأرجوا التوفيق لمن ينجح وليعلم أنه يحمل مسؤولية جسيمة.