فجأة ودون سابق إنذار، قرر النظام أن يصرف مبالغ مالية علي الأحزاب المشاركة في مهزلته الانتخابية غير التوافقية، والتي يعمل من أجل تنظيمها في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، وهو ما شكل استفزازا للجميع وهدرا للمال العام، بفعل ضخ وسائل الدولة بطريقة غير قانونية وخارجة عن السياق المألوف ولم يربط في "تمويله" هذا بين حجم الأصوات التي يدعون أن حصل عليها أي حزب سياسي ومستوى التمويل الذي ينبغي أن يتلقاه من خزينة الدولة، بل إن هذا التمويل يقدم لصالح إنعاش حملة أحزاب النظام بالدرجة الأولي.

إن منسقية المعارضة الديمقراطية، وهي تتابع هذا المشهد الهزلي الذي يسعي من خلاله النظام إلي الخروج من عنق الزجاجة الذي حشر فيه نفسه، لتعلن تنديدها بهذه المنحة الخارجة عن المساطر القانونية، وتؤكد للنظام أن رشاواه تلك،وأساليبه غير الديمقراطية، لن تفيده، بل إنه سيواجه بسببها عزلة داخلية، ستشكل العد التنازلي لإنهائه بوسائل سلمية ديمقراطية، هو أعجز ما يكون عن مواجهتها، وستكون سياساته الشعبوية جميعها معول هدم في جداره الآيل للسقوط.

ومع أن هذه المبالغ لم تحترم في صرفها الآلية القانونية، فهي أيضا غير واضحة المصدر، هل هي من خزينة الدولة؟ أم أنها – كما ذكرت وسائل الاعلام- جزء من منحة بالمليارات، قدمتها دولة شقيقة، كان من الضروري أن يعلن عنها للمواطنين؟

اللجنة الإعلامية نواكشوط بتاريخ:12/11/2013