أثارت تدوينة نشرها الدكتور اسحاق الكنتي على صفحته على الفيس بوك اليوم عاصفة من الردود، كان أكثرها حدة تلك الصادرة عن مجموعة من المنتسبين للتيار الإخواني في موريتانيا، وقد تعرضت التدوينات للبتر والزيادة في بعض المواقع الإخبارية المحسوبة على التيار في موريتانيا.

يقول الكنتي تعليقا على ظهور ولد الددو وهو يرفع شعار "رابعة" اليوم من على جبل عرفة بالبقاع المقدسة:

"أيها الناس.. اليوم يوم عرفة، الحج الأكبر، حيث يسير الحجيج على خطى النبي صلى الله عليه وسلم، الذي قال في مثل هذا اليوم: خذوا عني مناسككم... أظهر منشور قبل قليل صورة لعالم موريتاني معروف بالتزامه الحزبي، وهو يرفع علامة رابعة. فهل هذا من مناسك الحج؟

أيها الناس..

إن الحلال بين والحرام بين، وبينهما أمور متشابهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه... أيها الناس..

يقول تعالى: الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج" أليس رفع الشعارات السياسية من الجدال في الحج؟ هل الذين يرفعون شعار رابعة فوق عرفة حجوا لله امتثالا لأمره، وطمعا في مغفرته، أم ذهبوا يدافعون عن تنظيمهم، وينشرون رسالة حزبهم؟ ألا لله الدين الخالص..."

وفي تدوينته الثانية التي جاءت بعد موجة الردود الهائلة على التدوينة الأولى يقول الدكتور محمد إسحاق:

"يحتج بعض الإخوان، هدانا الله وإياهم، لرفع شيخهم شعار رابعة على جبل الرحمة يوم الحج الأكبر، بنصرة المسلمين، وهو ما يعني، بمفهوم المخالفة أن خصوم الإخوان ليسوا مسلمين. هذا منكر من القول وزور. فالكل مسلمون يتقاتلون على السلطة، كما تقاتل المسلمون عبر التاريخ، دون تكفير إلا من الغلاة. فقد قال علي رضي الله عنه، حين وصف الخوارج بالكفر عنده: "من الكفر هربوا. إخواننا بغوا علينا."

أما احتكار شرعية الحاكم على الإنتخابات الديمقراطية، فهو يسقط شرعية أبي بكر رضي الله عنه؛ فقد كانت بيعته فلتة، وكل الحكام المسلمين قبل الربيع العربي. وهذا مخالف لرأي أهل السنة والجماعة الذين يقرون إمامة المتغلب حقنا لدماء المسلمين، وحفاظا على السلم الإجتماعي. وقد ظهرت حكمة هذا المبدأ جلية بنتائج الربيع؛ ربيع الفتن، حيث عمت الفوضى وتفشى القتل، وانهار الإقتصاد، وأصبح الناس يتمنون صيف الظلمة بدل ربيع الثورة. أضف إلى ذلك أن نصرة المسلمين لا تجيز أن يشرع المرء من الدين ما لم يأذن به الله. الحج عبادة، فهل تجوز زيادة ركعة في الصلاة لنصرة المسلمين.."

البديل