قبل سنوات من الآن كانت السلطات الصحية الموريتانية تعبئ كل سنة الكثير من الوسائل المادية والبشرية وتطلق حملة واسعة ضد الملاريا ابتداء من شهر يوليو وتمتد على مدى أشهر الخريف التي تعرف انتشارا كبيرا للباعوض ولحمى الملاريا.
ويقام خلال هذه الحمية بتوزيع آلاف الناموسيات المشبعة وضخ أدوية المرض في كافة النقاط و المراكز الصحية داخل البلاد. وهو ما كان له نتائج إيجابية جدا على الآثار الصحية لهذا المرض في الأوساط السكانية.
غير أن الأمر تغير تماما منذ 3 سنوات ؛ إذ لم تحرك السلطات ساكنا في موضوع هذه الحملة الحيوية المتعلقة بحياة المواطنين.
منذ يوم أمس بدأت المصالح الصحية بولاية لعصابه في العمل على جانب واحد من مكافحة الملاريا تمثل في الشروع في توزيع الناموسيات المشبعة بعد أن انقضى موسم الخريف و زهقت الملاريا ما شاء الله لها ثم نجا من نجا واشترى الفقراء ناموسياتهم وأدويتهم بوسائلهم الخاصة دون أي تدخل حكومي.
فماذا حل بحملة الملاريا؟ وماهي أسباب تأخرها حتى تنقضي أسبابها؟ هل هو اختفاء المرض؟ هل هو العجز ؟ أم هو اللامبالاة وعدم المسؤولية؟ أم أن الأمر يتعلق بانتظار نهاية الخريف وبالتالي طبيب بعد الموت !
المثير للاستغراب وللمفارقة هو حديث المسؤولين بالحكومة الموريتانية عن طفرة كبيرة تم تحقيقها في مجال الصحة العمومية؛ فهل نسي هؤلاء الإخفاق الفاضح والتراجع القاتل في مكافحة الملاريا. !